القصة الكاملة لأزمة المدعية العسكرية العامة المستقيلة اللواء يفعات تومر يروشالمي
كشف الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس، ما يدور في الداخل الإسرائيلي حالياً الذي يعيش حالة من الارتباك، بعد الاختفاء الغامض للمدعية العسكرية العامة المستقيلة اللواء يفعات تومر يروشالمي، التي وُجدت سيارتها مهجورة على شاطئ «هتصوك» في تل أبيب، بينما انقطع الاتصال بها في ظروف تثير أكثر من علامة استفهام.
وقال «عبود» في تحليل له، أن عمليات البحث استمرت نحو ثلاث ساعات حتى تم العثور عليها، بعدما ثارت شكوك حول إقدامها على الانتحار عقب تركها خطاب وداع لم تكشف الشرطة عن مضمونه، موضحاً أن يفعات يروشالمي التي كانت حتى الأمس أحد أهم أركان المؤسسة العسكرية في إسرائيل، تحوّلت اليوم إلى لغز أمني وقضائي يحرج حكومة الاحتلال وجيشه أمام الرأي العام المحلي والدولي.
وأضاف في تحليل له، إن تومر يروشالمي دخلت عش الدبابير حين تجرأت على فتح ملفات حساسة داخل الجيش، وسرّبت بنفسها ـ وفق ما نشرته وسائل إعلام عبرية ـ فيديو تعذيب أسير فلسطيني داخل معتقل سديه تيمان، لتكشف الوجه الحقيقي لما يسمى الجيش الأخلاقي، موضحاً أن القصة بدأت في الخامس من يوليو 2024، حين قام خمسة جنود احتياط في جيش الاحتلال، بينهم ضابطان، بالاعتداء الوحشي على أسير فلسطيني داخل المعتقل.
وفقًا للتحقيقات، اقتاد الجنود الأسير وهو مقيد اليدين والقدمين ومعصوب العينين إلى غرفة التفتيش، ثم انهالوا عليه ضربًا وركلاً وصعقًا كهربائيًا، حتى سقط يتلوى من الألم.
ولم يكتفوا بذلك، بل طعنه أحد بأداة حادة في مؤخـرتـه، مما تسبب في تمزق المستقيم وثقب في الرئة وكسور في الأضلاع.
لاحقًا، أجبره الجنود على وضع عصا في فمه بينما استمروا في ضربه، في مشهدٍ لا يمكن وصفه إلا بأنه تعـذيـب وحـشـي ممنهج، بحسب رواية «عبود».
وذكر أن الفيديو المسرب، الذي بثّته القناة 12 الإسرائيلية، كان الفتيل الذي أشعل عاصفة داخل الجيش، وأدى إلى توقيف الجنود الخمسة ومحاكمتهم، لكن الأخطر من ذلك أن تومر يروشالمي هي من سربت الفيديو بنفسها، بحسب ما كشفته تقارير إعلامية عبرية، لتضع المؤسسة العسكرية في مأزق قانوني وأخلاقي غير مسبوق.
وأوضح أنه منذ تلك اللحظة، تحولت يروشالمي إلى عـدوّة للجيش واليمين الإسرائيلي، الذي شنّ ضدها حملة تخوين وتهديد مباشر. ومع مرور الأسابيع، بدأت تتلقى تهديدات تصل إلى منزلها.
صحيفة هآرتس كشفت أن يروشالمي كانت تخشى على حياتها، وأنها امتنعت في الأشهر الأخيرة عن التحقيق في جرائم حرب، وتراجعت عن فتح ملفات حساسة تتعلق بمجازر ارتكبها الجيش في غزة، مثل: قـصـف مستشفى ناصر في خان يونس، مـقـتـل متطوعي منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، واستهداف الطواقم الطبية.
لكن ما إن انكشفت المستور، وتبين دورها في تسريب الفيديو الذي وصل لوسائل إعلام أجنبية، ثم للجنائية الدولية حتى تحوّلت اللواء يروشالمي إلى هدف سياسي، إذ تعرضت لحملات تحريض وتهديد علني من قِبل اليمين الإسرائيلي، وعلى رأسهم وزراء ونواب في حكومة نتنياهو، قبل أن تُجبر على الاستقالة وتختفي اليوم في ظروف
مشبوهة.


.jpg)



.jpg)


.jpg)

.jpg)
