يسبب الوفاة للاطفال.. أعراض الالتهاب السحائي وكيفية الوقاية
 
	يعد الالتهاب السحائي من الأمراض الخطيرة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، وينتج عن التهاب الأغشية والسوائل المحيطة بالمخ والحبل الشوكي المعروفة باسم السحايا.
ويصنف هذا المرض ضمن الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب التدخل العلاجي السريع لتفادي المضاعفات الخطيرة التي قد تصل إلى الوفاة في حال التأخر في التشخيص أو العلاج.
تتنوع أسباب الإصابة بالالتهاب السحائي، إذ يمكن أن ينشأ نتيجة العدوى الفيروسية أو البكتيرية، كما قد تسببه الفطريات أو الطفيليات، وأحيانا يظهر نتيجة بعض الأدوية أو الأورام أو بعد العمليات الجراحية والحوادث.
ويعد النوعان الفيروسي والبكتيري الأكثر شيوعا، حيث يتميز الفيروسي بأعراض أخف حدة بينما يعتبر البكتيري من أخطر الأنواع وأكثرها فتكا.
تتشابه الأعراض الأولية للالتهاب السحائي بين مختلف أنواعه، وتشمل الصداع الشديد، ارتفاع درجة الحرارة، تيبس الرقبة، الحساسية تجاه الضوء، الغثيان، القيء، والنعاس، وقد تتطور الأعراض لتشمل اضطرابات في الوعي أو فقدانه الكامل. ويكون النوع البكتيري أكثر سرعة في التطور ويحتاج إلى رعاية طبية عاجلة.
والالتهاب السحائي الفيروسي يعد الأكثر انتشارا وغالبا ما ينجم عن الفيروسات المسببة لنزلات البرد أو الإنفلونزا أو الإسهال، وعادة ما يتعافى المريض خلال أيام قليلة بالعلاج الداعم والراحة.
أما الالتهاب السحائي البكتيري فيمثل تهديدا حقيقيا للحياة، إذ يسبب ارتفاعا شديدا في الحرارة وصداعا حادا وطفحا جلديا أرجوانيا مميزا ناتجا عن تسرب الدم إلى الشعيرات الدموية، وغالبا ما تسببه بكتيريا النيسرية السحائية أو المكورات الرئوية.
أما الالتهاب السحائي الفطري فيصيب بشكل خاص الأشخاص ضعاف المناعة مثل مرضى السرطان أو نقص المناعة، ويحتاج إلى علاج مضاد للفطريات تحت إشراف طبي متخصص.
وهناك أيضا الالتهاب السحائي المزمن الذي يتطور ببطء على مدى أسابيع طويلة وتكون أعراضه أقل حدة لكنها مستمرة، مثل الصداع المتكرر والحمى المزمنة والارتباك الذهني.
وتختلف أعراض المرض عند الأطفال والرضع عنها لدى البالغين، حيث تظهر على هيئة حمى، بكاء شديد، تيبس الجسم، ضعف الرضاعة، النعاس، والانفعال المستمر، بينما قد يعاني الأطفال الأكبر سنا من حمى مفاجئة وآلام بالرقبة والجسم وارتباك أو فقدان للوعي.
يزداد خطر الإصابة بين الفئات ذات المناعة الضعيفة مثل مرضى نقص المناعة المكتسبة أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، كما تنتشر العدوى بسهولة في الأماكن المزدحمة كالثكنات العسكرية والمدارس الداخلية ومساكن الطلاب.
ويعد الأطفال دون الخامسة من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالنوع البكتيري، في حين ينتشر الفيروسي بين الأطفال الأكبر سنا، وترتفع معدلات الإصابة أيضا بين كبار السن.
تتوفر في مصر عدة لقاحات فعالة للوقاية من المرض، أبرزها لقاح المكورات السحائية المترافق الذي يعطى للأطفال بين 11 و12 عاما مع جرعة معززة في سن 16 عاما، إضافة إلى لقاح المجموعة المصلية B الذي يقي من بعض السلالات الخطيرة.
كما توفر وزارة الصحة تطعيمات دورية لتلاميذ المدارس والمسافرين إلى الدول الموبوءة أو المتجهين لأداء الحج والعمرة.
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الصحة والسكان أن مصر نجحت في السيطرة على النوع البكتيري المعدي من الالتهاب السحائي منذ عام 1989، حيث انخفض معدل الإصابة إلى 0.02 حالة لكل 100 ألف نسمة بفضل برامج الترصد والتطعيمات الوقائية المنتظمة، ولم تسجل أي حالات وبائية من النمطين البكتيريين A وC منذ عام 2016.
وأوضحت الوزارة أن نظام الترصد الصحي يعتمد على رصد يومي للحالات في جميع المنشآت الصحية وفحص عينات السائل النخاعي في 12 مستشفى حميات باستخدام تقنية PCR المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.
وتوفر الوزارة سنويا نحو 6.5 مليون جرعة من التطعيم الثنائي ضد النمطين A وC لتلاميذ الصف الأول بجميع المراحل التعليمية، إلى جانب 600 ألف جرعة من التطعيم الرباعي للمسافرين، كما تم إدراج تطعيم الهيموفيلس إنفلونزا ضمن جدول التطعيمات الأساسية للأطفال منذ عام 2014.
ونفت وزارة الصحة صحة ما تم تداوله بشأن وفاة أربعة أشقاء بسبب الالتهاب السحائي، مؤكدة أن هذا الادعاء غير دقيق علميا، وأنه لا توجد أدلة على حدوث وفيات متزامنة بهذا الشكل نتيجة العدوى، مشيرة إلى ضرورة استبعاد الأسباب الأخرى مثل التسمم قبل تحديد السبب المرضي.
وفي ختام البيان، شددت الوزارة على أن الوضع الوبائي للالتهاب السحائي في مصر مستقر وآمن، وأن منظومة الترصد والتطعيم مستمرة بكفاءة عالية لحماية المواطنين والحفاظ على الصحة العامة في جميع المحافظات.


.jpg)















.jpg)


.jpg)

.jpg)

 
		 
		 
		 
		