النهار
الأربعاء 29 أكتوبر 2025 12:44 صـ 6 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
خاص بالنهار .. ننفرد بنشر التحقيقات فى واقعة ذبح سائق سيارة على يد زميله لشهادته بالحق فى أسيوط ”أولوية مرور تنتهي بضرب وتكسير”.. والأمن يضبط المتهم بعد فيديو بلطجة صادم بالقليوبية نقابة المهندسين بالاسكندرية تتخذ الاجراءات القانونية ضد أحد منتحلي صفة مهندس و إحالته إلى النيابة الإسكندرية تعلن استعدادات جميع الأجهزة التنفيذية والأحياء لانتخابات مجلس النواب 2025 مشاجرة مسلحة تُسقط شابًا في شبرا الخيمة.. والأمن يضبط الجناة الإسكندرية تعلن استعدادات جميع الأجهزة التنفيذية والأحياء لانتخابات مجلس النواب 2025 محافظ أسيوط يتابع مغادرة الرحلة الجوية المنتظمة إلى القاهرة ضمن جهود تعزيز الربط الجوي ودفع التنمية في الصعيد رئيس هيئة التأمين الصحي يشدد على ضرورة الاستماع لشكاوى المنتفعين وسرعة حلها 3 مصابين بينهم ضابط.. ننشر أسماء والحالة الصحية لمصابي السفينة السياحية المشتعلة في الأقصر الأعلى للثقافة واليونسكو يحتفيان بالتراث الثقافي غير المادي ضمن فعاليات اليوم الثاني للموسيقى والغناء العربي الفلسطينية أميرة عبادي تتوّج بلقب ”ملكة جمال العرب فلسطين 2025” وتمثل قارة آسيا بالقاهرة 9 نوفمبر.. انطلاق ملتقى “الذكاء الاصطناعي والهوية الثقافية” بمكتبة القاهرة الكبرى

فن

الأعلى للثقافة واليونسكو يحتفيان بالتراث الثقافي غير المادي ضمن فعاليات اليوم الثاني للموسيقى والغناء العربي

الأعلى للثقافة
الأعلى للثقافة

انطلقت فعاليات اليوم الثاني من الاحتفال باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والتي أقامها المجلس بالتعاون مع قطاع صندوق التنمية الثقافية، ومكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، والمركز القومي للسينما، وعدد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني، وأدار الجلسة الثالثة الدكتور نزار غانم.

قدم الدكتور محمد حسن عبد الحافظ مداخلة بعنوان "هوامش أدبية على موسيقى السيرة الهلالية"، طرح فيها مجموعة من الأسئلة والملاحظات الموسيقية والإيقاعية التي دونها خلال سنوات جمعه لروايات السيرة الهلالية.

وأوضح أن تجاربه قادته لاكتشاف لحظات أدائية استثنائية، مثل روايات الراوي مصطفى عبيد في تونس الذي تلقى القصص عن النساء وأعاد نظمها بالقصيد التقليدي، والراوي أبو حسيبة عبد العظيم من أسيوط الذي سرد بعض حكايات السيرة بأسلوب شعر الحداء المعروف بإيقاعاته الحرفية الرجالية.

وأشار إلى أن "أبو حسيبة" استخدم في أدائه الأساليب الإيقاعية نفسها التي اشتهر بها الأداء النسوي في المرثيات وأغاني الحج والعمل، ما شكّل مزجًا فريدًا لإيقاعات العمل والموت ضمن الليالي الاحتفالية للسيرة الهلالية.

وختم ورقته بالدعوة إلى الاهتمام بالدراسات البينية في دراسة الأدب الشعبي مثل الأدب والموسيقى والأداء الحركي والتشكيل.

وقدم الدكتور محمد عوض ورقته بعنوان "أغاني السمر في مصر.. الواحات البحرية نموذجًا"، موضحًا أن أغاني المهد والطهور والسوق والزواج وجني البلح والزيتون والحج والشتيوة كلها مرتبطة بدورة الحياة، وأن الأغنية الشعبية في الواحات تقوم بوظائف ضرورية أهمها الحفاظ على اللهجة الواحاتية والموروث الشعبي.

وبيّن أن حفلات السمر تعد المتنفس الوحيد للجماعة الشعبية، وتقام في المناسبات الاجتماعية كالأعياد والزواج والختان، وهي خاصة بالرجال، وتبدأ بأغنية الترحيب بالمدعوين، وتشمل كل أشكال الغناء الشعبي.

وأضاف أن الموسيقيين يستخدمون آلات الأرغول والسمسمية والدف والطبلة، كما اختتم كلمته بالعزف على العود وغناء نماذج من الأغاني الواحاتية.

وقدم الدكتور عمرو منير ورقة بعنوان "هوامش أدبية على موسيقى السيرة الهلالية"، أوضح فيها أن مخطوطات السير الشعبية تعد أرشيفات سمعية تحفظ ذوق الأمة وإيقاعها وذاكرتها الجماعية، مثل "سيرة الحاكم بأمر الله الفاطمي" التي أعيد اكتشافها في نسخ مخطوطة في مكتبات أوروبية متعددة.

وقدّم قراءة تحليلية لمقطع من نسخة غوتا، مستخلصًا أن الموسيقى في السير الشعبية ليست ترفيهًا، بل نظام تفكير ومعرفة وعدالة وجمال، وأن النغم مرآة للكون، والحاكم العادل هو من يحسن الإصغاء كما يحسن النطق.

وقدم الدكتور محمد سلطان اليوسفي ورقة بعنوان "حنين الأرض وتنهدات السواقي.. أغاني الزراعة كمصدر للإلهام في الغناء اليمني"، موضحًا كيف تختلف الكلمات التي يرددها الفلاح في الصباح عن تلك التي يرددها في المساء، وكلها أهازيج تحثه على العمل، فهناك أهازيج مرتبطة بالري وبالحصاد وبجني المحصول، وهذه الأهازيج تتوارثها الأجيال، متتبعًا بعض الأهازيج المرتبطة بالزراعة وكيف تحولت من أهازيج خفيفة يرددها الفلاح في الأرض إلى أغانٍ تضاف إليها بعض المقاطع وتستخدم الآلات الموسيقية في عزف ألحانها، وكذلك استلهم بعض المطربين ألحانهم وأغانيهم من تلك الأهازيج.

وعرض بعض نماذج الغناء الشعبي اليمني المستلهمة من أهازيج الفلاح.

وفي الجلسة الختامية أوضحت المهندسة علياء نصار، مؤسِّسة مدرسة خزانة للتراث، أن المدرسة تهدف إلى إعادة تعريف التراث باعتباره منظومة شاملة للمادي واللامادي، ويشمل العادات والتقاليد والحرف التقليدية والموسيقى والسينما والأرشيف، وأكدت أن المدرسة لا تقتصر على التعريف النظري، بل تعمل على تدريب الأفراد على التوثيق الميداني لحفظ تراثهم بأنفسهم.

وأشارت إلى مشروع (صوت مصر إيه؟) الذي يوثق الأصوات اليومية، مثل نداءات الباعة وأصوات النشاط الإنساني، باعتبارها عناصر تعبّر عن الذاكرة الثقافية المصرية، وأضافت أن فريق المدرسة وثّق التراث الشعبي في مناطق شبرا والفجالة والمنيل، خاصة في الأفراح والموالد، بوصفها مشاهد حيّة تعكس استمرارية الموروث في الحياة اليومية.

ثم تحدث الباحث عادل موسى حول موضوع: (الأغنية النوبية.. لغة اللحن وذاكرة المكان)، موضحًا ثراء الإيقاعات النوبية ودورها في حفظ الهوية الثقافية للجنوب المصري، وأكد أن الدف من الأدوات الرئيسية إلى جانب الطمبورة والكِسِر النوبية والنقارة، والتي تستخدم في الاحتفالات الشعبية لإضفاء الطابع الجماعي المبهج.

وأشار إلى تنوع الإيقاعات النوبية مثل كومان كِش وكوم باك والنجرشاد، الذي يصاحب رقصة الكف، حيث يصطف الرجال والنساء في نصف دائرتين ويقود المغنون الإيقاع، فيما تتمايل النساء برشاقة ويصفق الرجال وفق نسق منتظم مع الدب على الأرض بالأقدام، وتُختتم الرقصة غالبًا بأغنية "بجبجانه".

ثم تحدثت الباحثة دعاء محفوظ عن مشاركتها بعنوان: (ذاكرة البحر.. دور مؤسسة راقوده في جمع أغاني البحر بمنطقة المكس بالإسكندرية)، موضحة أن المشروع يوثق الأغاني والموروثات الصوتية المرتبطة بحياة الصيادين وسكان السواحل، باعتبارها جزءًا من التراث اللامادي، الذي يعكس علاقة الإنسان بالبحر وذاكرته اليومية، وأكدت أن مؤسسة راقوده تعمل على جمع هذا التراث عبر التسجيلات الميدانية والمقابلات المباشرة مع حَمَلة التراث، مما يسهم في حفظ ملامح الحياة الساحلية القديمة ونقلها للأجيال الجديدة.

وأوضحت أن المؤسسة انضمت رسميًا لشبكة "أناليند" للحوار بين الثقافات، التي تضم منظمات المجتمع المدني على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مما يعزز التعاون الدولي والحوار الثقافي ويوسع نطاق المشروعات المشتركة في صون التراث غير المادي.

ثم اختتمت الفعاليات بكلمة الباحث هيثم يونس عن مشاركته التي جاءت بعنوان: (جمع الموسيقى الشعبية المصرية وجهود الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية)، موضحًا أن الجمعية والأرشيف المصري للحياة والمأثورات الشعبية يعملان على جمع وتوثيق الموروث الموسيقى المصري كجزء من الهوية الثقافية، وقد نفذا آلاف الرحلات الميدانية فى جميع المحافظات وجمعا آلاف التسجيلات والصور للفنون بمختلف ألوانها مثل السيرة الهلالية والحرف التراثية والاحتفالات الدينية والمواسم.

وأضاف أن هذه الجهود أدت إلى إنشاء أرشيف رقمي يضم أكثر من 10 آلاف ساعة تسجيلية و256 ألف صورة، وفاز موقع الأرشيف بجائزة القمة العالمية للمحتوى الثقافي، مؤكداً أن الجمعية تعمل على تعزيز الاستدامة الثقافية من خلال التوثيق الأكاديمي وتنمية المجتمعات المحلية وتدريب الشباب على حفظ التراث.

موضوعات متعلقة