إبراهيم نصر الله يحصد «نوبل الأمريكية»... الأدب الفلسطيني يعانق العالمية

في إنجاز تاريخي للأدب العربي، فاز الشاعر والروائي الفلسطيني الأردني إبراهيم نصر الله بجائزة نيوستاد العالمية للآداب لعام 2025، التي تُعدّ من أرفع الجوائز الأدبية في العالم، وتُعرف بلقب «نوبل الأمريكية». تمنح الجائزة جامعة أوكلاهوما الأمريكية ومجلة «الأدب العالمي اليوم» التي تصدر منذ نحو قرن.
وقال المدير التنفيذي للمجلة روبرت كون ديفيس-أونديانو إن فوز نصر الله يمثل «لحظة فارقة في إعادة النظر الغربية في الثقافة الفلسطينية»، معلنًا عن تنظيم مهرجان نيوستاد الأدبي في أكتوبر 2026 تكريمًا له ولمناقشة منجزاته ومسار الأدب الفلسطيني.
وأوضح ديفيس-أونديانو أن جائزة نيوستاد، التي تأسست عام 1970، هي أول جائزة أدبية دولية بهذا الحجم تُنشأ في الولايات المتحدة، وتُمنح كل عامين لكاتب على قيد الحياة تقديرًا لمجمل إسهاماته الإبداعية في مجالات الأدب المختلفة.
وفي بيان الترشيح، قالت الكاتبة الفلسطينية شيرين مالهربي: «تنسج أعمال نصر الله القضايا الإنسانية الكبرى في نسيج النضال الفلسطيني، لتمنح القراء رؤيةً عميقة لفلسطين خارج الإطار الاستعماري».
ويُعدّ نصر الله أول كاتب يكتب بالعربية يفوز بالجائزة، بعد وصوله إلى القائمة النهائية إلى جانب ثمانية كُتّاب من الولايات المتحدة وفرنسا والصين وأوكرانيا واليابان وتركيا والسودان. ومن بين المرشحين البارزين: إليف باتومان، صافية الحلو، يوري أندروخوفيتش، وماتياس إينار.
يُذكر أن 32 من الفائزين أو المرشحين أو المحكمين في الجائزة فازوا لاحقًا بـ جائزة نوبل للآداب، ومنهم ماركيز، ساراماغو، أليس مونرو، توني موريسون، بوب ديلان، وأورهان باموق.
وقد مثّل نصر الله في لجنة التحكيم الكاتبة شيرين مالهربي، بروايته الشهيرة «زمن الخيول البيضاء»، التي ترجمتها إلى الإنجليزية نانسي روبرتس، وتؤرخ بعمق لمسار القضية الفلسطينية منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى النكبة عام 1948. ووصفتها الناقدة د. سلمى الخضراء الجيوسي بأنها «الإلياذة الفلسطينية التي طال انتظارها».
ولد نصر الله ونشأ في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان، وأصدر أكثر من 16 ديوانًا شعريًا و26 رواية، من بينها مشروعه الملحمي «الملهاة الفلسطينية»، الذي يوثق أكثر من 250 عامًا من تاريخ فلسطين، إلى جانب مشروعه الآخر «الشرفات».
نال نصر الله جوائز عربية ودولية عديدة، بينها البوكر العربية، وكتارا، وجائزة فلسطين للآداب، والجائزة العالمية للشعر في تركيا. كما تُرجمت أعماله إلى أكثر من خمس عشرة لغة، وصدرت عنها عشرات الدراسات الأكاديمية والرسائل الجامعية.
وأشادت لجنة الجائزة بأدبه الذي «يتجذر في قضايا المنفى والهوية والمقاومة، ويقدّم للعالم صوتًا فلسطينيًا إنسانيًا خالدًا»، ليكرّس نصر الله مكانته كأحد أهم الأصوات الأدبية في العالم العربي المعاصر.