لماذا تعد تصريحات ترامب حول حماس رمادية بين التهديد والوعيد وتفهم موقف حماس ؟
عندما خاطبت حماس امريكا بحقيقة التحديات اللوجيستية في البحث تحت الانقاض عن رفات الجنود وهو ما جاء رد وتصريحات الرئيس ترامب عليه خاصة الاخيرة منها جدلاً واسعاً بعد أن جمع فيها بين لهجة التهديد والوعيد وتفهم الوضع الحالي وحجم التحديات خاصة في البحث تحت الانقاض ما دفع مراقبين للتساؤل حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التباين في الخطاب الأميركي تجاه الحركة التي ما زالت تمسك بمفاتيح ملفات حساسة في قطاع غزة.
ففي تصريحات أدلى بها ترامب قال إن قيادة حماس لم تكن متورطة في أحداث رفح الأخيرة متهما متمردين داخل الحركة بالمسؤولية عنها لكنه في الوقت ذاته شدد على أن "زع سلاح حماس أمر لا بد أن يتم سواء بالاتفاق أو بالقوة.
ويفسر مراقبون ومحللون هذا التناقض في تصريحات ترامب بأن هذا التناقض بين التهديد والليونة محاولة من ترامب للحفاظ على توازن دقيق لا يُفسد الصفقة التي تعمل عليها إدارته منذ أشهر لإنهاء الصراع في غزة خاصة وان ترامب يسعى لعدم الظهور كطرف لا يعرقل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تبناه مع فريقه، خصوصاً جاريد كوشنر وستيف ويتكوف.
المحلل السياسي الفلسطيني زيد الايوبي يقول ان واشنطن "تلقت تقارير من وسطاء تشير إلى أن قيادة حماس لم تكن على اتصال مباشر بمقاتليها في رفح ما دفع ترامب إلى اعتماد لهجة أكثر تفهما لكنه أضاف أن الرئيس الأميركي لا يزال يحتفظ بخيار الحزم إذ يلوح باستخدام القوة أو السماح لإسرائيل بالتدخل إذا نكثت حماس بوعودها بنزع السلاح.
واضاف الايوبي أن ترامب يقرأ الواقع الميداني بتوازن إذ يدرك أن أي محاولة فورية لنزع سلاح حماس قد تحدث فوضى داخل القطاع مضيفا أن واشنطن تراهن على مرحلة انتقالية تنضج فيها الحركة سياسيا لتسليم السلاح تدريجيا ضمن صفقة أشمل تضمن بقاء الأمن واستمرار الاتفاق وبين التهديد والتفهم يبدو أن خطاب ترامب تجاه حماس يعبر عن براجماتية سياسية هدفها إنجاح الصفقة أكثر من كونه موقفا مبدئيا وسط تساؤلات متزايدة حول مدى واقعية الرهان الأميركي على ترويض الحركة واستمرارها كطرف يمكن التفاهم معه دون أن يتحول هذا التفاهم إلى تناقض في السياسة الأميركية ذاتها.


.jpg)

.png)



.jpg)



