كيف تؤثر التطورات الراهنة على تحريك الاتفاقيات الإبراهيمية؟

قالت ماري ماهر، الباحثة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية: «بينما عرضت حرب غزة الاتفاقيات الإبراهيمية لضغوط شديدة، وجمدت الهدف الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي بتوسيعها وضم دول إقليمية جديدة لها، فإنها بقيت إحدى القضايا الرئيسية على الأجندة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وإن تبدل ترتيبها على قائمة الأولويات اتساقًا مع المتغيرات الإقليمية. غير أن وضع حرب غزة أوزارها، وإشارة خطة السلام إلى أن إعادة الإعمار وتنفيذ السلطة الفلسطينية برنامج الإصلاح الذي أعلنته سيوفران الظروف الملائمة لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، يفتح الباب مجددًا أمام طرح استئناف محادثات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية أخرى وفي مقدمتها السعودية».
وأضافت ماري ماهر في تحليل لها، أن الأمر يتوقف على حسابات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ إذ من الصعب رؤية أي حكومة إسرائيلية تدعم تقدمًا ملموسًا نحو إقامة دولة فلسطينية في المستقبل القريب، وفي كل الأحوال يبقى التنسيق السياسي والاستخباراتي والأمني قائمًا، وقد أظهرت وثائق أمريكية مسربة انخراط أطراف عربية وخليجية في تعاون أمني مع إسرائيل خلال الفترة الأخيرة، ضمن إطار تحالف أمني إقليمي بدعوى مواجهة الخطر الإيراني، لعبت فيه السعودية دورًا فاعلًا؛ حيث تبادلت المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل حول مجموعة واسعة من القضايا الأمنية.