ترامب يمنح الضوء الأخضر لعمليات استخباراتية داخل فنزويلا وسط توتر متصاعد مع نظام مادورو

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اليوم، أنه منح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) تفويضًا رسميًا بتنفيذ عمليات استخباراتية داخل فنزويلا، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا جديدًا في العلاقة المتوترة بين واشنطن وحكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
جاء إعلان ترامب خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، حيث قال إنه أعطى “الضوء الأخضر” لوكالة الاستخبارات المركزية لتنفيذ ما وصفه بـ "عمليات خاصة لمواجهة تهديدات من داخل فنزويلا"، دون الكشف عن طبيعة تلك العمليات أو تفاصيل أهدافها.
وأضاف ترامب أن القرار جاء بعد تقارير تفيد بأن حكومة مادورو أفرجت عن عدد من السجناء وسمحت لهم بالتسلل إلى الولايات المتحدة عبر حدودها الجنوبية، مؤكدًا أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد لأمنها القومي".
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية الفنزويلية بيانًا شديد اللهجة، دانت فيه تصريحات ترامب، واعتبرتها انتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد وتهديدًا للأمن الإقليمي.
وأكد البيان أن" فنزويلا ستتخذ جميع الإجراءات السياسية والدبلوماسية اللازمة لحماية أراضيها من أي اعتداء خارجي"، وطالبت الأمم المتحدة بالتدخل العاجل "لوقف السياسات العدوانية الأمريكية".
يأتي هذا القرار بعد سلسلة عمليات نفذتها القوات الأمريكية في البحر الكاريبي خلال الأسابيع الماضية، استهدفت قوارب قالت واشنطن إنها تابعة لشبكات تهريب مخدرات تعمل من داخل فنزويلا.
ووفقًا لتقارير إعلامية أمريكية، أسفرت تلك العمليات عن مقتل نحو 27 شخصًا وتدمير عدة قوارب في مياه البحر الكاريبي.
من جانبه، رفض المتحدث باسم البيت الأبيض توضيح تفاصيل العمليات الاستخباراتية المقررة، لكنه أكد أن “الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في الدفاع عن أمنها القومي بكل الوسائل الممكنة”.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية “لن تكشف عن تفاصيل تتعلق بالأمن القومي أو نشاطات المخابرات الأمريكية”، مشيرًا إلى أن كل التحركات تتم وفق الأطر القانونية الأمريكية والدولية.
وتشهد العلاقات الأمريكية الفنزويلية توترًا متزايدًا منذ تولي مادورو السلطة عام 2013، حيث تفرض واشنطن عقوبات اقتصادية صارمة على حكومة كاراكاس، متهمة إياها بانتهاكات لحقوق الإنسان والتورط في أنشطة تهريب وفساد.
في الوقت نفسه، أبدت عدد من الدول في أمريكا اللاتينية ومنظمة الأمم المتحدة قلقًا من تصريحات ترامب، داعية إلى “التهدئة وضبط النفس”، وعدم اللجوء إلى أي إجراءات عسكرية قد تهدد استقرار المنطقة.