السيسي يدعم مشروع ”الصودا آش” ويؤكد: شراكتنا مع الصين نموذج للتعاون الاستراتيجي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، السيد مو دينغيه، رئيس مجلس إدارة مجموعة الصين الوطنية للهندسة الكيميائية (CNCEC)، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية.
كما شارك في اللقاء كل من وو شيانغونغ، نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة، وقوه جويه، رئيس مجلس إدارة شركة TCC، الذراع التنفيذي للمشروع في مصر.
إشادة بالعلاقات المصرية الصينية ودعوة لتعزيز التعاون
في مستهل اللقاء، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للعلاقات الوثيقة بين مصر والصين، مؤكداً أن التعاون الثنائي بين البلدين يمثل نموذجاً ناجحاً على المستويين الاقتصادي والاستراتيجي.
وشدد الرئيس على حرص الدولة المصرية على توسيع آفاق الشراكة مع الصين، لا سيما في القطاعات الصناعية ذات الأولوية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القدرات الإنتاجية المحلية.
دعم رئاسي مباشر لمشروع "الصودا آش" الاستراتيجي
ناقش اللقاء مشروع مجموعة CNCEC الخاص بإنشاء مجمع لإنتاج كربونات الصوديوم (الصودا آش) في مصر، حيث أكد الرئيس السيسي أن الدولة ستوفر كافة التسهيلات اللازمة لضمان تنفيذ المشروع بنجاح، مشيرًا إلى أنه يعد من المشروعات الاستراتيجية الداعمة لتوجه مصر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الكيميائية.
وأشار الرئيس إلى أن المشروع يمثل قيمة مضافة كبيرة للقطاع الصناعي، وسيساهم في تقليل حجم الواردات من هذه المادة الحيوية المستخدمة في صناعات متعددة، من أبرزها: الزجاج، المنظفات، الورق، والمواد الكيميائية، مثمنًا الخبرات الفنية التي تمتلكها شركة TCC في تنفيذ مثل هذه المشروعات الكبرى وفقًا لأعلى المعايير العالمية.
مجموعة CNCEC: نرغب في توسيع استثماراتنا بالسوق المصرية
من جانبه، استعرض السيد مو دينغيه خبرات المجموعة في مجالات البتروكيماويات والهندسة الكيميائية، لافتًا إلى أن CNCEC تُعد من كبرى الشركات العالمية في هذا القطاع، وتمتلك تاريخًا مميزًا في تنفيذ المشروعات الصناعية العملاقة حول العالم.
كما عبّر عن تقديره للفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، مؤكدًا تطلع المجموعة إلى تعزيز وجودها الاستثماري في مصر، ليس فقط في مشروع "الصودا آش"، بل أيضًا في مشروعات استراتيجية أخرى مستقبلًا.
مصر: بيئة استثمارية واعدة وحوافز متنوعة
وفي هذا السياق، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة تضع تحسين مناخ الاستثمار على رأس أولوياتها، من خلال:
تقديم حوافز ضريبية وجمركية متنوعة للمستثمرين.
تطوير البنية التحتية الداعمة للصناعة والنقل.
تسهيل الإجراءات الإدارية للإسراع في تنفيذ المشروعات.
التركيز على الصناعات ذات المكون المحلي المرتفع، التي تساهم في إحلال الواردات وتعزيز الاقتصاد الوطني.
وأشار سيادته إلى ترحيب مصر الدائم بالشركاء الدوليين الجادين، وخاصة من الدول الصديقة مثل الصين، لتوسيع مجالات التعاون بما يخدم الأهداف التنموية للبلدين.
مشروع "الصودا آش": أهمية اقتصادية واستراتيجية
يُعد مشروع إنتاج كربونات الصوديوم من المشروعات المحورية ضمن خطة الدولة لتطوير قطاع الصناعات الكيميائية، حيث من المتوقع أن:
يغطي الطلب المحلي بالكامل من المادة، مما يقلل من الاعتماد على الاستيراد.
يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات الإنتاج والخدمات.
يعزز سلاسل الإمداد الصناعية في القطاعات المعتمدة على المواد الكيماوية.
يرفع من القدرة التنافسية للمنتج الصناعي المصري في الأسواق الإقليمية والدولية.
تأكيد على الشراكة الاستراتيجية وتوجيهات رئاسية بدعم المشروع
في ختام اللقاء، جدد الرئيس السيسي دعمه الكامل للمشروع، موجهًا الجهات المختصة بتقديم كافة أوجه الدعم الفني والإداري لإنجاحه، وذلك ضمن خطة الدولة لتكون مصر مركزًا إقليميًا للصناعات الاستراتيجية وتوطين التكنولوجيا الصناعية الحديثة.
كما شدد الرئيس على أهمية البناء على الشراكة الناجحة مع الجانب الصيني، معتبرًا أن هذا التعاون يمثل نموذجًا يُحتذى به في العلاقات الاقتصادية الدولية، المبنية على الثقة والمصالح المتبادلة.