الإنترنت في مصر 2025.. قفزات في البنية التحتية وتحديات قائمة

لم يعد الإنترنت في مصر مجرد خدمة إضافية، بل أصبح شريانًا أساسيا للحياة اليومية من التعليم والعمل إلى التجارة والخدمات الحكومية. وفي 2025، تسجل الدولة أرقامًا قياسية غير مسبوقة: سرعات الإنترنت ترتفع لمستويات عالمية، والألياف الضوئية تغطي القرى، وأبراج المحمول تنتشر في الريف ضمن مبادرة "حياة كريمة"، ورغم هذه الطفرة، ما زال كثير من المواطنين يعانون من خدمة لا تواكب طموحاتهم، ما يجعل الأرقام اللامعة تتناقض مع الواقع اليومي.
88 ميجابت/ث.. سرعة الإنترنت الثابت في مصر
أظهر مؤشر "أوكلا" أن متوسط سرعة الإنترنت الثابت في مصر وصل إلى 88 ميجابت/ث في مايو 2025، لترتقي الدولة إلى المركز 71 عالميا، وخلال النصف الأول من العام نفسه ارتفعت السرعة إلى نحو 90 ميجابت/ث، بزيادة تتجاوز 12 ميجابت مقارنة بنهاية 2024، ما يمثل قفزة تكنولوجية مهمة ساهمت في دعم التعليم الإلكتروني والعمل عن بُعد ومع ذلك، يظل اختلاف جودة الخدمة بين المدن الكبرى والريف قائمًا، وهو ما يفرض تحديات على تحقيق العدالة الرقمية.
96.3 مليون مستخدم للإنترنت
كشف تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر بلغ نحو 96.3 مليون مستخدم مطلع 2025، أي ما يمثل أكثر من 81% من إجمالي السكان، حيث يعكس هذا النمو توسع الاعتماد على الخدمات الرقمية في كل مجالات الحياة، من التعليم عبر المنصات الإلكترونية إلى التجارة والتعاملات المالية عبر الإنترنت، مع بقاء بعض القرى النائية تعتمد على سرعات أقل بكثير، ما يزيد الفجوة الرقمية بين المواطنين.
850 قرية مرتبطة بالألياف الضوئية
ضمن مبادرة "حياة كريمة"، تم ربط أكثر من 850 قرية بشبكة الألياف الضوئية، ما ساهم في رفع جودة الإنترنت وتحسين سرعة الخدمات الرقمية في الريف المصري،ويشير الخبراء إلى أن استدامة الشبكات وتوفير الصيانة المستمرة، خصوصًا في المناطق التي تعاني ضعف البنية الأساسية، هي التحدي الأكبر بعد الانتهاء من الربط.
3974 برج محمول بتكلفة 8.8 مليار جنيه
تم إنشاء 3974 برج محمول في القرى والمناطق النائية، بتكلفة إجمالية بلغت 8.8 مليار جنيه، ومن المتوقع الانتهاء منها بنهاية 2025. هذه الأبراج أسهمت بشكل مباشر في تحسين جودة المكالمات والإنترنت المتنقل، وتدعم شبكات الجيل الرابع والخامس، مع ضرورة دمجها مع شبكات الألياف لضمان استقرار وسرعة الخدمة في المستقبل.
1644 مكتب بريد مطور
تم تحديث 1644 مكتب بريد من أصل 1879 مكتبًا مستهدفًا، لتقديم خدمات مالية حديثة تشمل التحويلات الرقمية وسداد الفواتير عبر الإنترنت وخدمات الدعم الفني، ما يسهم في دمج الريف المصري بالكامل في الاقتصاد الرقمي وتقليل الحاجة للسفر إلى المدن للحصول على هذه الخدمات.
5.6 ميجابت/ث عام 2018 مقابل 85+ ميجابت/ث في 2025
أوضح وزير الاتصالات، دكتور عمرو طلعت، أن متوسط سرعة الإنترنت ارتفع من 5.6 ميجابت/ث عام 2018 إلى أكثر من 85 ميجابت/ث عام 2025، ما يعكس استثمار الدولة الضخم في البنية التحتية الرقمية، حيث مصر أصبحت الأسرع إفريقيًا في الإنترنت الثابت والثانية من حيث الأسعار التنافسية، إلا أن بعض القرى ما زالت تعاني ضعف البنية التحتية وارتفاع تكلفة الخدمة بالنسبة للأسر البسيطة.
خبراء: الفجوة الرقمية ما زالت قائمة
يقول الدكتور محمد حجازي، خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: "مصر حققت طفرة ملحوظة في سرعات الإنترنت وتوسيع التغطية على مستوى القرى ضمن مبادرة حياة كريمة، لكن ما زالت هناك تحديات مرتبطة بالعدالة الرقمية، أبرزها تفاوت الجودة بين المدن والريف وارتفاع تكلفة الخدمة بالنسبة لبعض الشرائح".
ويضيف: "التحول الرقمي لا يُقاس فقط بالبنية التحتية، وإنما بقدرة المواطنين على استخدام التكنولوجيا في التعليم والعمل والخدمات اليومية، وهو ما يتطلب استمرار الاستثمار في تدريب الكوادر الرقمية وتحسين صيانة الشبكات وتخفيض تكلفة الخدمة على الأسر البسيطة لضمان وصول العدالة الرقمية إلى الجميع".