التفاصيل الكاملة لخريطة «ترامب» بشأن الانسحاب الأولي من غزة.. كيف تراها إسرائيل؟

كشف الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية، تفاصيل خط الانسحاب الأولي والخريطة التي نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحاً أن الخريطة توضح ما سماه «ترامب» بـ «الانسحاب الأولي – إطلاق الرهائن» وهي جزء من المرحلة الأولى ضمن خطة ترامب الجديدة لوقف الحرب في غزة، وتوضح الخريطة الخطوط المقترحة لانسحاب جزئي ومؤقت للجيش الإسرائيلي من مناطق داخل القطاع، كجزء من اتفاق تبادل مبدئي للأسرى والرهائن، قبل الدخول في مراحل الترتيبات السياسية والأمنية التالية.
وأوضح «وازن» في تحليل له، أن الهدف من الخريطة هو تهيئة الأرض ميدانيًا لعملية الإفراج، وضمان وجود منطقة آمنة يمكن من خلالها تسليم الرهائن والإشراف على العملية بدون اشتباكات، مؤكداً أن الخط الأصفر في الخريطة يمثل مناطق الحركة أو الخطوط التي سيتم الانسحاب منها مبدئيًا وهي الطرق والممرات التي يتراجع عندها الجيش الإسرائيلي مؤقتًا للسماح ببدء عملية الإفراج.
أما عن الخط الأسود في الخريطة بحسب «وازن» يمثل الحدود العامة لمناطق الانتشار الإسرائيلي الحالية داخل القطاع بعد عملية «مركبات جدعون 1»، لافتاً إلى أن صفحة دورون كادوش العبرية، ذكرت أن خط الانسحاب الأولي ةلذي يتحدث عنه ترامب هو العودة إلى خطوط عربات جدعون 1، ما يعني سيطرة إسرائيل على حوالي 70% من قطاع غزة.
وحول الأرقام المكتوبة بالأمتار «1500م – 3000م – 5500 متر»، قال الدكتور محمد وازن، أنها تشير إلى عمق الانسحاب المقترح من داخل القطاع باتجاه الشرق «نحو إسرائيل»، وتغطي الخريطة معظم المحاور المركزية داخل القطاع من الشمال إلى الجنوب وهي بيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع ما يعني انسحاب بعمق 5500 متر ومدينة غزة ما يعني انسحاب جزئي لتأمين طرق المراقبة والإمداد.
كما تشمل دير البلح والبريج «وسط القطاع» ما يعني انسحاب بحدود 1500 إلى 2000 متر، وخان يونس ورفح «جنوبًا» ما يعني انسحاب أكبر نسبيًا بعمق 2000 إلى 2500 متر، وخزاعة وهي أعمق انسحاب على الخريطة بحدود 6500 متر، باعتبارها نقطة احتكاك عسكري رئيسية خلال الأشهر الماضية.
وقال «وازن» إن ترامب وصف هذه المرحلة بأنها خطوة إنسانية مؤقتة تهدف إلى تسهيل إطلاق الرهائن وقف العمليات العسكرية الكبرى مؤقتًا وتمهيد الأرض للمرحلة الثانية من الخطة، اللي بتتضمن وقف نار شامل ومفاوضات لتسوية دائمة بإشراف أميركي – مصري – قطري.
وأشار خبير الشؤون الإسرائيلية إلى أنه هناك انقساما حادا داخل إسرائيل، حيث يرى اليمين الإسرائيلي أن هذا الانسحاب ده «تنازل خطير» قبل تحقيق نصر حاسم، وتعتبر المعارضة الخريطة فرصة حقيقية لإنهاء الحرب واستعادة الأسرى بدون كارثة إنسانية أكبر.
وأوضح «وازن»، أن الخريطة تعبّر عن التحول الحقيقي في خطة ترامب، فهي أول تصور رسمي ينسحب فيه الجيش الإسرائيلي جزئيًا من القطاع مقابل إطلاق الرهائن، وتضع الأساس لوقف نار طويل المدى إذا نجحت المفاوضات القادمة في القاهرة.