النهار
السبت 4 أكتوبر 2025 02:40 صـ 10 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الجمعية العمومية تهتف ضد استقالة نقيب المهن التمثيلية بعد دفع أمريكا بحاملة الطائرات «يو إس إس فورد»إلى شرق المتوسط.. هل اقتربت الحرب؟ حماس تضع رئيس الوزراء الإسرائيلي في مأزق بعد موافقتها على الإفراج عن الأسرى.. ماذا يحدث؟ بيئة آمنة ودعم نفسي.. «النهار» في جولة ميدانية بمجمع خدمات الإعاقة بالمرج كيف كان أشرف مروان ملاكا خادعا لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي؟ ريهام أحمد: مبادرات نوعية لدمج كبار السن وذوي الإعاقة في المجتمع وتعزيز دورهم الفعّال أحمد سيد: برامج شاملة لدعم الصحة النفسية والجسدية لكبار السن وذوي الإعاقة بالمرج مانشستر سيتي يمدد عقد سافينيو 6 سنوات أسماء لطفي: توفير بيئة آمنة وداعمة لكبار السن وذوي الإعاقة مسؤولية ورسالة إنسانية قيادات مجمع كبار السن بالمرج يؤكدون التزامهم بخدمة المجتمع ودعم ذوي الإعاقة قائمة الأهلي.. عودة زيزو وأفشة وتواجد الشحات في مواجهة كهرباء الإسماعيلية إشادات بدور القيادات في خدمة كبار السن بالمرج

عربي ودولي

كيف كان أشرف مروان ملاكا خادعا لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي؟

أشرف مروان
أشرف مروان

بعد سنوات طويلة من الجدل «50 عاماً» خرجت «الحقيقة» من قلب «تل أبيب»، دونتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في شكل تحقيق صحفي كامل عن أشرف مروان «ملاك الخداع» والذي وكشف عن الخداع الاستراتيجي المصري للموساد، و«كيف ابتلعت إسرائيل الطُعم كله حتى آخر لقمة».

وفق ترجمة الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية يتكون التحقيق من تسع صفحات كاملة بالعبرية ويستند إلى آلاف الوثائق السرية التي لم تُكشف من قبل، وإلى حوارات نادرة مع ضباط مخابرات ومسؤولين إسرائيليين شاركوا في العملية وقد امتدت فترة الإعداد نحو أربع سنوات شملت الاستماع إلى تسجيلات صوتية، والإطلاع على تحقيقات رسمية أجريت حول الفضيحة الأمنية التي ضربت إسرائيل.

وفق ترجمة «وازن»، اشتمل نص التحقيق على معلومات مهمة للغاية، بقلم رونين بيرغمان ويوفال روبوفيتش: «حتى اليوم يُعتبر أشرف مروان الملاك أفضل جاسوس امتلكه جهاز الاستخبارات الإسرائيلي على الإطلاق، وهو مَن حذّر من حرب يوم كيبور أكتوبر لكن تحقيقًا موسعًا يكشف الملاك كان رأس الحربة في خطة خِداع مصرية مُعقدة».

وعلق «وازن»: «رجل واحد غيّر ميزان التاريخ»، مؤكداً أن أشرف مروان لم يكن ملاك تل أبيب، بل كان عقلًا مصريًا استثنائيًا حمل على كتفيه خطة خداع استراتيجي أذهلت العالم. خمسون عامًا من الجدل انتهت اليوم باعتراف من قلب الصحافة الإسرائيلية أن مروان لم يخدمهم يومًا، بل قادهم إلى وهمٍ محكم فتح الطريق لنصر أكتوبر هذه ليست مجرد سيرة شخصية، بل صفحة مضيئة في كتاب ذكاء الدولة المصرية، التي نجحت عبره في أن تجعل أقوى أجهزة الاستخبارات أسيرة لمعلومة مغلوطة خططت لها القاهرة بدقة متناهية.

في صفحات التحقيق وفق ترجمة «وازن»، ذكر رحلة أشرف مروان، وكيف عمل ضد إسرائيل: «حتى اليوم يُعدّ الملاك أفضل جاسوس حظيت به الاستخبارات الإسرائيلية على الإطلاق، ذاك الذي أصغت له الحكومة كلها، والذي حذّر من حرب يوم كيبور. كما رُفضت بقوة الشبهات التي أثيرت على مرّ السنين بأنه كان في الحقيقة عميلًا مزدوجًا. غير أن تحقيقًا موسّعًا يكشف أنه كان رأس الحربة في الخداع المصري».

تعددت أسماء «مروان» حسبما ذكر التحقيق: «حوتِل وسجول ونَبوزَرْعادان.. كان لأشرف مروان، الجاسوس الأرفع الذي شغّلته إسرائيل في مصر منذ عام 1970، الكثير من الأسماء في الموساد، وهي أسماء شفرة هدفها الأساس إرباك الاستخبارات المصرية. لكن داخل الموساد كانوا يطلقون عليه ببساطة الملاك.. ولم يكن ذلك مصادفة فقد عُدّ مروان عميلًا من الأحلام، حدثًا يقع مرة في الحياة وفق وصف مسؤول سابق في الموساد كان ضالعًا في تشغيله بعد حرب يوم كيبور».

واستطرد التحقيق: «جاسوس بدا كأنه هبط على الموساد من السماء. إن كميات المواد المكتوبة السرية التي جلبها الملاك من قمة الهرم المصري التي كانت آنذاك العدو الأكبر والأقوى لإسرائيل، ما يعادل إيران اليوم كانت غير متصوَّرة.. جبال الوثائق والمعلومات التي نقلها إلى إسرائيل جرى التحقق منها وتقاطعها مع مصادر أخرى. ومعظم مواد مروان اجتازت كل اختبار.. أفضل عميل للموساد على الإطلاق قالوا عنه».

ونوه التحقيق إلى أنه بعد خمسين عامًا على حرب يوم كيبور، وفي حفل خاص على عشب مقرّ الموساد، وصفه رئيس الموساد دافيد برنيا بأنه عميل رائع، مضيفا: «كان لدينا مصادر هيومينت استخبارات بشرية ممتازة، وكان الأبرز والأرفع بينها جميعًا هو الملاك، أما الادعاءات التي أثيرت على مرّ السنين بأن الملاك كان في الحقيقة عميلًا مزدوجًا، فقد رفضها برنيا رفضًا قاطعًا»، وبقوله، إن الموضوع خضع للفحص مرارًا وتكرارًا من قِبل الجيش الإسرائيلي والموساد، وجميعهم توصلوا إلى النتيجة نفسها: الملاك كان عميلًا استراتيجيًا، وقد راجعتُ الأمر مجددًا أيضًا صرّح برنيا.

وذكر «برنيا»: «بعد قراءة كل التقارير ذات الصلة، أستطيع أن أقول بقلب مطمئن وبثقة كاملة، بقدر ما يسعني الحكم على الأمور إن أشرف مروان كان عميلًا مهمًا وذا شأن كبير. كل من يدّعي خلاف ذلك، برأيي، على الأرجح يبحث عن شهرة أو ببساطة لا يفهم الصورة الاستخباراتية والهيومينت».