هل يورّط اعتذار نتنياهو لقطر حكومته في أزمة جديدة؟

أكدت قطر،اليوم الثلاثاء، أن سياسات الاحتلال الإسرائيلي "الاستيطانية والعدوانية" تمثل تهديداً خطيراً للسلم والأمن، وتعرقل جهود التهدئة في المنطقة. جاء ذلك على لسان هند عبد الرحمن المفتاح، المندوبة الدائمة لقطر في جنيف، خلال مداخلتها في النقاش العام حول حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة.
ورحبت المفتاح باعتراف عدد من الدول مؤخراً بدولة فلسطين، واعتبرته "انتصاراً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، مؤكدة أن هذه الاعترافات تتماشى مع قرارات الشرعية الدولية و"إعلان نيويورك" بشأن حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشددت على ضرورة أن تتحول الاعترافات إلى خطوات عملية، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، ومنع جرائم الإبادة والتهجير والتجويع، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وإنهاء الاحتلال ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بحق الفلسطينيين.
في سياق متصل، أعلن البيت الأبيض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبّر عن "أسفه لانتهاك سيادة قطر" ولـ"مقتل رجل أمن قطري عن طريق الخطأ" خلال محاولة اغتيال فاشلة استهدفت قيادات من حركة "حماس" في الدوحة. وأكد البيان أن هذا الاعتداء "لن يتكرر".
وجاء الاعتذار خلال اتصال ثلاثي جمع نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ناقشوا خلاله مقترحاً لإنهاء الحرب في غزة. وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن الدوحة "ترفض بشكل قاطع المساس بسيادتها"، مشددة على أن حماية المواطنين والمقيمين "أولوية قصوى".
ونقلت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية أن قطر اشترطت اعتذاراً رسمياً من نتنياهو لمواصلة مشاركتها في المفاوضات. وقد أثار هذا الاعتذار غضباً واسعاً داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، حيث اعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قطر "دولة إرهاب"، فيما تساءلت الوزيرة أوريت ستروك: "هل اعتذر أمير قطر عن هجوم 7 أكتوبر؟".
أما الصحافي الإسرائيلي بن كسبيت، فتهكم قائلاً: "اعتذر نتنياهو للملك حسين بعد محاولة اغتيال خالد مشعل، واعتذر لأردوغان بعد سفينة مرمرة، والآن يعتذر لقطر... لم يتبق له سوى أن يعتذر للإسرائيليين ويترك الحكم".