”اتقدم خطوة”.. تريند جديد يدعم دور الآباء في حياة الأبناء يتصدر مواقع التواصل

في عالم يمتلئ بالتريندات السطحية على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر خلال الأيام الأخيرة تحدي مختلف لفت الأنظار وأثار مشاعر ملايين المتابعين، تحت عنوان "اتقدم خطوة"، هذا التريند الذي اجتاح منصة "تيك توك" سرعان ما تحول من مجرد لعبة ترفيهية إلى مرآة صادقة تعكس الفجوة الكبيرة بين حياة الآباء في طفولتهم، وبين ما يحظى به أبناؤهم اليوم من رفاهية ورعاية.
تقوم فكرة التريند على وقوف الأب مع أبنائه في صف واحد، بينما تُطرح عليهم أسئلة متنوعة مثل: "اتقدم خطوة إذا كان لك غرفة خاصة بك وألعابك الخاصة وأنت صغير"، "خطوة للأمام إذا كان هناك من يوصلك من المدرسة ويعود بك"، "اتقدم إذا كان أحد يذاكر لك"، "خطوة للأمام إذا حصلت على كل ما طلبته"، وغيرها من الأسئلة البسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في دلالتها.
ومع كل خطوة يخطوها الأبناء إلى الأمام، يبقى الأب غالبًا في مكانه، وكأن المسافة المادية التي تتسع بينه وبينهم تجسد الفارق الحقيقي بين طفولته الصعبة التي كانت مليئة بالمسؤوليات المبكرة، وطفولتهم المليئة بالراحة والاهتمام، وأكثر اللحظات المؤثرة هي حين يُسأل الأب: "اتقدم خطوة إذا عملت في صغرك لمساعدة أهلك"، ليتحرك وحده إلى الأمام تاركا أبناءه خلفه في صدمة ودموع، بعدما أدركوا حجم التضحيات التي بذلها ليمنحهم حياة أفضل.
هذا التريند لم يكن مجرد محتوى عابر على "تيك توك"، بل تحول إلى رسالة عميقة، تذكرنا بأن كل رفاهية نعيشها اليوم ما هي إلا ثمرة جهود وتضحيات آبائنا، الذين أعطوا مما حُرموا منه، وأثبتوا أن "فاقد الشيء قد يكون أحيانا خير من يعطيه".