الاعترافات بدولة فلسطين .. تساؤلات مشروعة حول جدوى تلك القرارات من الناحية العملية

يشهد العالم موجة متسارعة من الاعترافات بدولة فلسطين، فتجاوز عدد الدول الداعمة 150 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وعلى رغم الأهمية الرمزية لهذه الخطوة، يرى مراقبون أنها لا تكفي لتغيير الواقع على الأرض، إذ تواصل إسرائيل حربها على غزة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مع رفض واضح لأي حديث عن دولة فلسطينية.
على رغم الأهمية الرمزية للخطوة التي تشكل تحدياً لآلة الحرب الإسرائيلية وعلى رغم حال الاحتفاء والترحيب الدولي، لكن ثمة تساؤلات مشروعة حول جدوى تلك القرارات من الناحية العملية، وينقسم المراقبون الغربيون إزاء جدوى الخطوة، فبينما يعتبرها بعضهم مجرد فعل رمزي لن يسهم في تحقيق السلام أو الوصول إلى الهدف المنشود نحو "حل الدولتين"، أثنى بعضهم الآخر عليها كدفعة قوية ومساندة أخلاقية للشعب الفلسطيني.
وقانونياً، يستند الاعتراف بوجود دولة ما إلى أربعة معايير حددها اتفاق مونتيفيديو لعام 1933، وهي وجود سكان دائمين وإقليم محدد وقدرة على إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الأخرى وحكومة تنفيذية. وفي حالة فلسطين، يعد الاعتراف إلى حد كبير رمزياً، غير أن المؤكد أن الأمم المتحدة لن تتمكن من إقرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية بسبب احتمال أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد الخطوة. وكما قال وزير الخارجية البريطاني آنذاك ديفيد لامي عند إعلان موقف المملكة المتحدة في وقت سابق هذا العام "لن يغير ذلك الوضع على الأرض".