النهار
الإثنين 4 أغسطس 2025 11:46 مـ 9 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نقيب الإعلاميين: المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ تعبير حقيقي عن إرادة الشعب لغدٍ أفضل نقابة الصحفيين: لم نتلقَ أي شكاوى تتعلّق بعرقلة مهام الزملاء خلال تغطية انتخابات الشيوخ منتخب مصر تحت 20 سنة يخوض مواجهتين وديتين أمام المغرب استعدادًا لكأس العالم رسميا مهاجم الأهلي ينتقل إلي بتروجيت رئيس ”الأعلى للإعلام” يدلي بصوته في انتخابات الشيوخ.. ويؤكد: المشاركة واجب وطني وحق دستوري شبح المجاعة لا يزال مخيماً على سكان قطاع غزة المصري يطلب مساندة جماهيره أمام الاتحاد السكندري بالسويس رمضان صبحي يتصدر حضور نجوم بيراميدز في احتفالية التتويج بدوري أبطال أفريقيا محافظ الجيزة يُدلي بصوته في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 ”العامة للاستعلامات”: انتخابات مجلس الشيوخ 2025 حظيت بمتابعة واهتمام كبيرين من وسائل الإعلام الدولية فريق عمل الاتحاد الدولي لكرة اليد يناقش آخر الترتيبات قبل انطلاق مونديال مصر 2025 محمد صلاح يقود تشكيل ليفربول في الودية الثانية ضد أتلتيك بيلباو

عربي ودولي

رئيس فيتنام: نؤمن إيمانًا راسخًا بحل الدولتين وندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية

أكد رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية لونج كونج موقف بلاده الثابت والداعم لعملية السلام في الشرق الأوسط، مشددا على أن بلاده تؤمن إيمانًا راسخًا بحل الدولتين، وتدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادئ القانون الدولي.
وقال لونج كونج - في كلمة ألقاها أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط - إن جامعة الدول العربية تمثل بيتا جامعا للدول العربية ورمزا لروح التضامن والوحدة والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر إشراقا، قائم على التنمية المستدامة والاعتماد على الذات، مثمنا عاليا الدور الرائد الذي تضطلع به الجامعة في تعزيز الاستقرار، ونشر ثقافة السلام، ودعم الحضور الفاعل للدول العربية على الساحة الدولية.
وأضاف: "لقد أعجب شعبنا عبر الأجيال بالحضارة العربية العريقة، بما تحمله من قيم ثقافية وروحية وإنسانية سامية.. وكان للآداب والفلسفة العربية أثر بالغ في وجدان أطفالنا وشبابنا ، كرمز للذكاء ، والكرامة، والشجاعة، والسعي إلى العدالة والحرية.. وهذه القيم المشتركة بيننا، تشكل أساسا متينا لتعزيز التعاون الثقافي والحضاري بين شعبينا .
وتابع أن زيارته اليوم إلى جمهورية مصر العربية تمثل رسالة واضحة عن تطلع واهتمام فيتنام في فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع مصر والدول العربية الشقيقة تقوم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والعمل الجماعي من أجل مستقبل أكثر أمنا وازدهارا .
وذكر رئيس فيتنام أن عالم اليوم يشهد تحديات غير مسبوقة تلقي بظلالها على الأمن والسلام الدولي، فعلى الرغم من أن السلام والتعاون والتنمية لا تزال تمثل التوجه الرئيسي والتطلع المشترك لشعوب العالم، إلا أن النزاعات الإقليمية، وسياسات فرض النفوذ، والمنافسات الاستراتيجية بين القوى الكبرى، إلى جانب الاستخدام المتكرر للقوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية، كلها قد تصاعدت بصورة مثيرة للقلق.
وأضاف قائلا: "وفي وقت لا تزال فيه التوترات الأمنية التقليدية قائمة في العديد من المناطق برزت تحديات أمنية غير تقليدية باتت تهدد الاستقرار العالمي، مثل تغير المناخ وأمن المياه، والأمن الغذائي، والأمن السيبراني، وغيرها. كما تؤثر السياسات الحمائية، والحروب التجارية، وانحسار العولمة واضطرابات سلاسل الإمداد الناجمة عن التنافسات الجيوسياسية، بشكل مباشر على مصالح الدول النامية ومن بينها فيتنام والدول العربية الشقيقة.
وشدد على أن جمهورية فيتنام الاشتراكية تؤمن بأن مسؤولية الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التعددية تقع على عاتق جميع الدول، دون استثناء، مؤكدا أهمية احترام ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، والمبادئ المشتركة التي اعتمدها المجتمع الدولي، وكذلك احترام المصالح المشروعة للدول المتوسطة والصغيرة.
وتابع أنه في عالم يشهد انتقالا متسارعا نحو التعددية القطبية، تتزايد أهمية صوت ودور دول الجنوب، بما فيها فيتنام والدول العربية.. لافتا في هذا الخصوص إلى مقولة الزعيم التاريخي للشعب الفيتنامي، الرئيس هو شي منه " أن التضامن هو مصدر النجاح العظيم.. مضيفا: "ومن هذا المنطلق، فإن قوتنا تكمن في وحدتنا.. ولذلك، تدعو فيتنام إلى تعزيز التضامن والتعددية، والمساهمة المشتركة في بناء نظام اقتصادي وسياسي عالمي أكثر عدلا وتوازنا، يستند إلى القانون الدولي ويخدم مصالح جميع الشعوب.
وابرز أن فيتنام تدرك جيدا القيمة الحقيقية للسلام، مشيرا إلى أن روح التسامح والسلام متجذرة في وجدان الشعب الفيتنامي، وتجسد علاقاتنا مع عدد من الشركاء - الذين كانوا خصومًا في الماضي - قوة الحوار والمصالحة وروح تجاوز الماضي والتطلع إلى المستقبل"، وهي القيم التي تشكل حجر الأساس لتعايش الشعوب والدول في سلام.
وذكر أنه وانطلاقا من هذه المبادئ، فإن بلاده تتابع بقلق عميق استمرار استخدام القوة في مناطق متعددة من الشرق الأوسط، وما يترتب عليه من صراعات طويلة الأمد وأزمات إنسانية متفاقمة.
ودعا رئيس فيتنام جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بنهج الحوار، والعمل على إيجاد حلول سلمية ومستدامة للنزاعات في هذه المنطقة الحيوية، وذلك استنادا إلى القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، والاحترام المتبادل.
وقال رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية لونج كونج إن فيتنام تحتفل في عام 2025، بعدة مناسبات وطنية مهمة، من بينها مرور 135 عامًا على ميلاد الزعيم هو تشي منه، و 50 عاما على إعادة توحيد البلاد.. ومنذ إطلاق سياسة "دو موي" للتحديث الاقتصادي عام 1986 ، تحولت فيتنام من بلد يعاني الفقر الغذائي، إلى أحد أبرز مصدري الأرز في العالم، وضمن أكبر 32 اقتصادًا عالميا، وعضو نشط في التجارة الدولية، بعد توقيع 17 اتفاقية تجارة حرة مع أكثر من
وأضاف أن فيتنام نجحت في الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني وسيادة الوطن وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتقوية وحدة وطنية تشمل 54 مجموعة عرقية تتعايش بسلام وتناغم داخل إطار الوحدة الوطنية الكبرى.. لافتا إلى أنه وفقا لمؤشر السعادة لعام 2025 ، تحتل فيتنام المرتبة 46 عالميًا.
وتابع لونج كونج: "وتربطنا علاقات دبلوماسية مع 194 دولة، ولدينا شراكة استراتيجية شاملة واستراتيجية، وشاملة مع 37 منها ، كما نشارك بفاعلية في أكثر من 70 منظمة دولية ونحافظ على علاقات وثيقة مع 259 حزبًا سياسيا في 119 دولة.
واستطرد قائلا: "لقد بنينا تجربتنا التنموية على ثلاث ركائز وهي الديمقراطية الاشتراكية ودولة القانون الاشتراكية واقتصاد السوق ذو التوجه الاشتراكي.
وأبرز أنه من هذه التجربة، استخلصنا دروسا رئيسية منها ضرورة التمسك بالاستقلال الوطني والاشتراكية وتعزيز القيادة الحزبية وجعل الشعب محور التنمية والواقعية والمرونة في السياسات والتجديد الفكري المستمر.
وأشار إلى أن فيتنام تدخل اليوم مرحلة تحول استراتيجي جديدة باسم "العصر الجديد" ترسم ملامح مستقبل مزدهر، وتركز على بناء وطن قوي، متقدم، ومتحضر.
ولفت إلى أن فيتنام تعد سوقًا واعدا يضم أكثر من 100 مليون نسمة، مع طبقة متوسطة تشهد نموا متسارعا، بينما تضم الدول العربية سوقًا يزيد عدد سكانه عن 400 مليون نسمة، بإجمالي ناتج محلي يفوق 6 تريليونات دولار أمريكي.
وأضاف: "تتميز اقتصادياتنا بتشابه كبير، مما يُشكّل أرضية صلبة لتعزيز التعاون العملي والمتعدد الأوجه بين الجانبين.. وتتطلع فيتنام بشكل خاص إلى زيادة تبادل الخبرات مع الدول العربية، ودعمها في تطوير قطاع الصناعات (الحلال)، وتعزيز صادراتها وتقديم خدماتها الحلال إلى الدول الإسلامية والعربية.
ونوه إلى أن بلاده لديها رؤية وطنية طموحة ترتكز على هدفين محوريين أولاهما أن تصبح فيتنام، بحلول عام 2030، دولة صناعية ذات اقتصاد حديث ودخل متوسط مرتفع، تزامنًا مع الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الفيتنامي، والآخر أن تصبح، بحلول عام 2045، دولة متقدمة ذات دخل مرتفع، تزامنا مع المئوية لتأسيس الدولة.
ونوه رئيس فيتنام بأنه إلى جانب ذلك، تعمل بلاده على إصلاح الجهاز الإداري، وإعادة هيكلة الحكومات المحلية، بالتوازي مع التقدم في عدة مجالات استراتيجية ومنها تطوير العلوم والتكنولوجيا، والابتكار، والتحول الرقمي وتعزيز الانخراط الدولي الشامل والعميق وترسيخ سيادة القانون ودعم الاقتصاد الخاص، كقوة دافعة للنمو الوطني.
ولفت إلى أنه على مستوى السياسة الخارجية، فتتبع فيتنام نهجًا مستقلا سلميًا، وذي سيادة، يقوم على التعددية، والانفتاح، والتنوع في الشراكات، وتسعى إلى أن تكون عضوا مسؤولاً وفعالا في المجتمع الدولي، يسهم في معالجة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأبرز أنه في هذا السياق، تتبنى فيتنام دبلوماسية حديثة وشاملة ومهنية، تواكب مكانتها ثقافية والحضارية، وتسعى لتعزيز حضورها في النظام السياسي والاقتصادي العالمي.
وقال إن فيتنام، بتاريخها العريق، وثقافتها المتنوعة، ومناظرها الطبيعية، تمثل وجهة جاذبة للسياحة والاستثمار، ونحن نتطلع إلى مزيد من السائحين من الدول العربية في فيتنام لاكتشاف فرص الاستثمار، والأعمال التجارية، والسياحة.
وأضاف أن الحكومة الفيتنامية اتخذت خطوات لتسهيل إجراءات التأشيرات لصالح العديد من الدول، بما في ذلك الدول العربية والإسلامية. ونأمل في أن نقوم سويًا بتكثيف برامج التبادل الثقافي والفني، وزيادة المنح الدراسية، خاصة للطلبة الفيتناميين الذين يدرسون اللغة العربية في الدول العربية.
واستطرد أنه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تُعد رابطة دول جنوب شرق آسیا (آسیان) مجتمعًا إقليميًا يضم ما يقرب من 700 مليون نسمة، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي فيه حوالي 4 تريليونات دولار أمريكي، وتلعب آسيان دورا محوريا في المنطقة.
وتابع انه بصفتها عضوًا نشطا في آسيان، تسهم فيتنام على نحو متزايد في حل القضايا الإقليمية والدولية، ونحن على استعداد للقيام بدور الجسر لتعزيز التعاون بين آسيان وجامعة الدول العربية، لا سيما في مجالات حفظ السلام، وبناء نظام دولي عادل ومتساو، يقوم على أساس القانون الدولي، وتحترم فيه أصوات وتطلعات الدول
وأعرب في ختام كلمته عن خالص التقدير والاحترام لكل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء، وعن اعتزازنا العميق بالعلاقات المتينة التي تجمع بين فيتنام والدول العربية.
وأكد أن هذه الشراكة ، القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ستحقق المزيد من الإنجازات في المستقبل القريب، لما فيه خير شعوبنا كافة.