مستشفى 6 أكتوبر.. الشرارة التي أشعلت النار على كوارث ومشاكل التأمين الصحي

شهدت الأيام الماضية العديد من الوقائع التي تسببت في حدوث عجز لبعض الحالات داخل مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي، حيث فقد العديد من المواطنين لنعمة البصر، الأمر الذي أثار استغراب الشارع المصري.
منتفعي منظومة التأمين الصحي
بدأت أحداث تلك الكارثة الصحية عندما كان يتردد المواطنون منتفعي منظومة التأمين الصحي على مستشفى 6 أكتوبر الكائنة بمنطقة الدقي بالجيزة، حيث ترددوا على عيادة الرمد بالمستشفى، وبعد توقيع الكشف الطبي عليهم تقرر لهم عمل عملية داخل المستشفى ذاتها، لتبدأ رحلة المعاناة الأطول في حياة هؤلاء المرضى.
أزمة مستشفى 6 أكتوبر
ففي الوقت الذي حدده الأطباء لإجراء جراحات العيون المطلوبة لتلك الحالات -كل بمفرده وفي وقته-، دخلت الحالات واحدة تلو الأخرى، ليقوم الأطباء بالإجراء الطبي المطلوب، ولم يمرّ سوى أيام قليلة، لتظهر الكارثة الكبرى داخل مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي، والتي تتسبب في فقد عدد من الحالات لنظرهم.
وكان من أحد تلك الحالات محمد حسين عبد العزيز؛ ويقول نجله: «انا عبدالرحمن محمد حسين ووالدي محمد حسين عبد العزيز مدرس لغة عربية في مدرسة جمال عبد الناصر، والدي عينيه راحت واتشالت تفريغ كامل بسبب الإهمال الطبي الشديد في مستشفى 6 أكتوبر بالدقي، وياريت والدي لوحده ده معاه أكتر من حالة غيره، وفي منهم عينهم راحت ودخلت مع والدي عملية التفريغ للعين وفي منهم البيتلحق والله أعلم إذا كان اتحلق أو لا».
ولم تكن حالة محمد حسين هي الأولى؛ بل هناك حالات أخرى، حيث قصى عبدالمنعم الجندي رحلة عذابه مع مستشفى 6 أكتوبر، والتي فقدت والدته نظرها إثر إهمال جسيم داخل المستشفى، وقال: «قلمي يكتب اليوم بدموع قلبي قبل عيني، فقد تعرضت والدتي الغالية لواحدة من أبشع صور الإهمال الطبي، في يوم 1/9 دخلت والدتي مستشفى 6 أكتوبر بالدقي – التابعة للتأمين الصحي لإجراء عملية بسيطة لمياه بيضاء في العين اليسرى. انتهت العملية، وعدنا إلى المنزل على أمل الشفاء. لكن سرعان ما تبدد هذا الأمل، فبمجرد زوال تأثير البنج، بدأت والدتي تعاني من آلام مبرحة منعتها من الأكل والشرب».
وأضاف: «وفي يوم 3/9 عدنا إلى المستشفى مرة أخرى، ليتم حجزها وإدخالها غرفة العمليات ثانيةً لإجراء حقن وأخذ عينة من ورم ظهر نتيجة التهاب حاد. وهنا كانت الصدمة… اكتشفنا وجود ميكروب داخل غرفة العمليات بسبب سوء التعقيم، الخبر المفجع جاء كالصاعقة: تحويل والدتي إلى القصر العيني لتفريغ العين بالكامل!، هكذا وبكل بساطة، تحولت عملية بسيطة لمياه بيضاء إلى كارثة أفقدت والدتي عينها، بسبب إهمال وعدم مسؤولية».
ويعتقد البعض أن الأمر توقف عند الحالتين السابقتين فقط؛ بل تعدى الأمر كذلك؛ حيث قالت رشا أحمد في رسالة موجهة إلى وزير الصحة: «انا رشا أحمد عبد المعطي بنت الحاجه نجاح ربيع عبد اللطيف امي إحدى الحالات الي مش بس فقدت بصرها امي للاسف فقدت هيكل عينها كله، بعد قرار وزير الصحة بإحالة الواقعة للنيابة العامة بنطالب سيادة النائب العام بالقصاص لينا كلنا».
وعقب ما حدث داخل مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي؛ توافد العديد من المواطنين على صفحات الهيئة وفروعها بالمحافظات لتكتب أناملهم حجم المعاناة التي يمرون بها، خاصة كبار السن الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المسؤولين.
ففي محافظة المنوفية؛ قال المواطن محمد أحمد: «اليوم في قسم العلاج الكيماوي بمستشفى الهلال شبين الكوم تم تأخير جرعات العلاج للمرضى بسبب وجود طبيبة واحدة فقط في القسم تقوم بتحضير جرعات العلاج حيث يتم تقسيم أيام العمل بين الأطباء بالتبادل والنتيجة إرهاق كبار السن من المرضى بسبب الانتظار فترات طويلة لأخذ العلاج ... المرضى متواجدين من ٨:٣٠ صباحا والجرعات بدأ تنفيذها ١٢ ظهرا».
وسردّ السيد النجار معاناته قائلا: «ياريت نظره للتأمين الصحي بشبين الكوم ومعاناة أصحاب المعاشات وأصبحت صيدلية الشيخ بشبين الكوم جزء لا يتجزأ من التأمين للتعاقد من التأمين الصحي بالمنوفية معها دون غيرها معاناة سيدي الفاضل لدرجة أصبحنا فيها نتمنى الموت هذا بخلاف أسوء معامله من العاملين بالمنظومة جعلتنا نتحصر على مستوايتنا قبل المعاش بعد إهانتنا بهذه الطريقة».
مستشفى التأمين الصحي بأشمون
وقال محروس جميل: «تعالي شوفي علي أرض الواقع تأمين صحي أشمون إشاعة عادية يتم تحويل مريض سنه ٧٠ سنة علي المعاش لمنوف رغم وجود أكثر من مستشفي عام في أشمون ازاى ده يحصل بتعذبوا المواطن ليه حرام عليكم».
وفي محافظة البحيرة؛ قال يوسف بكار: «مرضى تأمين دمنهور يثتغيثون من أطباء التأمين كل دكتور يغضب يسيب المرضى والتأمين ويمشى هو مش موظف برده ليه حضور وانصراف ولا هى وسبه ارحموا المرضى يا ملائكه الرحمه».
التأمين الصحي بالبحيرة
من جانبه؛ خاطب المواطن مصطفى السيد حجازي مديرة فرع التأمين الصحي بالبحيرة؛ قائلا: «السيده الدكتورة مديرعام فرع التأمين الصحي بالبحيرة بعد التحية قمت يوم الأحد 8/17 لصرف علاج استشارى أمراض جلدية وأوعية دموية لصيدلية القوي العاملة بعيادة تأمين صحي مركز بدر بحيرة حوالي الساعة الثالثة وربع بعد ماقمت بالتصوير صفحات العلاج ولم احصل على علاج خارجي أو علاج الهيئة بسبب المجاملات من موظفي والمعارف بالعيادة وفوجئت بالبطاقة لم يتم صرف أي أدوية وبها الروشتات والتصوير واجاب الدكتور الصيدلة فوت علينا باكر لصرف علاجك مع العلم بأن التعند بسبب تقديم شكوي ضدهم وحولت للشئون القانونيةمن مديرة الشئون الطبية بالفرع بعد ركنها بالمنطقة بإيتاي أكثر من شهرين بالدرج ولم يستجوبني بها أي مسئول فهل يجوز بهدله وزل لمريض يعاني من سبع أمراض مزمنة؟».
التأمين الصحي بالإسكندرية
وامتدت الشكاوى إلى محافظة الإسكندرية؛ حيث قال المواطن صلاح صاحب الـ73 عاما: «فشل وانهيار منظومة التأمين الصحي عمري ٧٣ عام ، ذهبت صباح الأحد ١ / ٦ / ٢٠٢٥ عيادة المنتزه للتأمين الصحي بالأسكندرية ، لتجديد صرف علاج المسالك الشهري، وهي أقراص الدوزين وأقراص بروسترايد ، حيث كان الطبيب الأخصائي د طارق جعفر، والذي أخبرنا بعدم توفر أقراص دوزين ٤ مجم أو بديله دوكسازين ٤ مجم ، ويوجد بديل في صيدلية العيادة بمبلغ ٦٥ جنيه لمن يريد أن يشتريه ، ورفضت طبعا الشراء ليكتب لي في دفتر التأمين الصحي وفي الروشته ، أن أصرف دواء واحد فقط هو البروسترايد بدلا من نوعين الدواء الذي أصرفه شهريا».
مشقة الطوابير
وأضاف: «ألا تكفي مشقة الطوابير والزحام وثمن طابع التأمين الصحي والمعاملة المتعجرفة، والمبالغ المخصومة من رواتبنا ثم معاشنا حتي الوفاة لصالح التأمين الصحي الذي أثبت فشل منظومته فشلا ذريعا».
ليردّ عليه المواطن إبراهيم يوسف قائلا: «التأمين الصحى دا معاناة لا يشعر بها إلاّ من تعامل مع موظفي التأمين وخاصة بتوع التسجيل طابور من أذان الفجر ومفيش مكان حتى تقعد فيه غير المعاملة وفى الآخر مفيش علاج ربنا يعوض علينا».
التأمين الصحي في سوهاج
كما لم يكن الأمر عند تلك المحافظات فحسب؛ بل امتدت إلى محافظة سوهاج؛ حيث قال المواطن هشام حمدي: «هيئه التامين الصحي فرع سوهاج بدون ادويه اورام والمرضى بتمون حد يغثنا حد يساعدنا».