«بسمة» أبشركم بـ«ثورة جياع»

كانت «بسمة» من أوائل الفنانين الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير، وحملت بداخلها أحلاماً وطموحات لمستقبل أفضل لمصر، وقد تبددت تلك الأحلام فى الهواء يوماً بعد يوم على مدار العامين الماضيين، حيث كانت مثل الكثيرين لديها تفاؤل بمستقبل مصر عقب تنحى الرئيس السابق «مبارك»، وكانت ترى أن الحلم بتحقيق مبادئ الثورة ليس بعيداً.
تقول «بسمة»: «اكتشفنا أن الحلم كان وردياً وأن أهداف الثورة لن تتحقق بالسهولة التى توقّعناها وقتها، وأن الثورة بحاجة إلى استكمال، وهذا يتطلب مجهوداً ووقتاً كبيرين، كما يتطلب عدم يأس، ووجود حالة وعى بما يحدث، حتى نتفادى أخطاءنا التى أدت بنا إلى الوضع الحالى».
ورفضت «بسمة» الاتهام الموجّه إلى شباب الثورة بالتقاعس أو التخلى عن حلمهم والسماح لتيارات أخرى باختطاف الثورة، حيث قالت: «لا ألوم شباب الثورة فهم من امتلكوا الوعى الذى خلق بداخلنا روح الثورة التى أطاحت بالنظام السابق، وكان طبيعياً نتيجة العديد من الممارسات التى حدثت فى الواقع السياسى أن نصل إلى تلك المرحلة الحالية التى لا يرضى عنها الكثيرون».
وأيدت «بسمة» توقّعات الكثيرين بقيام ثورة للجياع فى الفترة المقبلة، وبرّرت ذلك قائلة: «لم يشعر المواطن العادى حتى الآن بأى تحسُّن أو تغيير للأفضل فى أىٍّ من جوانب المعيشة، ولم تتوفر حلول لمعظم المشكلات التى كانت موجودة قبل الثورة، سواء فيما يتعلق بالأجور أو أزمة الغاز والبنزين، بل ازدادت الأعباء عليه بشكل أكبر».
وأكدت «بسمة» أن محاولات الدفع بمصر لأن تسير فى اتجاه واحد سيُحكم عليها بالفشل، لأن مصر منذ قدم التاريخ تعاقبت عليها حضارات وأفكار كثيرة خلقت مساحات كبيرة من التسامح بين أبنائها تجاه الاختلاف مع الآخر وتقبُّله، وتابعت: «محاولة تيار الإخوان المسلمين إقصاء الآخر ستُعجل بنهاية النظام، لأن مصر لا يمكن أن تتلون بلون واحد أبداً، ولجوء النظام الحالى لافتعال الصراع القائم بين أبناء الوطن الواحد سيجعلنا ننجرف إلى حرب أهلية وستنتصر إرادة الشعب فى النهاية».
وأبدت «بسمة» عدم ارتياحها من حملات الهجوم المستمرة على الفن والفنانين من قِبل بعض الجماعات المتشددة دينياً، حيث قالت: «أشعر بالرعب على مصير حرية الإبداع من كم الهجوم المستمر على الفن، سواء بما حدث مع عبدالله بدر وإلهام شاهين، أو الدعاوى القضائية التى تحرّكت ضد مبدعين مثل عادل إمام وشريف عرفة ووحيد حامد ونادر جلال ولينين الرملى، فهذه كلها مؤشرات خطر تتطلب منا كفنانين الترقُّب والاستعداد لمواجهة تلك الهجمة الشرسة».