مهرجان الإسكندرية السينمائي يحتفي برياض الخولي.. رحلة إبداع تتوج بالتكريم

في مشهد يليق بمكانته ومسيرته الطويلة، يكرم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة، في دورته الـ41 المقرر انعقادها خلال الفترة من 2 إلى 6 أكتوبر المقبل، الفنان الكبير رياض الخولي، تقديراً لعطائه الممتد لعقود وإسهاماته الغنية التي رسخت حضوره كأحد أبرز نجوم الدراما والفن المصري والعربي.
جاء هذا التكريم اعترافاً بقدرة الخولي على تجسيد أدوار متنوعة بمهارة لافتة، ليمنح كل شخصية مساحة من العمق والصدق جعلت الجمهور يلتصق بها، سواء على خشبة المسرح أو أمام الشاشة الصغيرة أو في قاعات السينما، لقد كان دوماً ممثلاً يحاكي نبض الناس ويقترب من همومهم وقضاياهم بموهبة فطرية مدعومة بثقافة أكاديمية رفيعة.
نبذه عن رياض الخولي.
ولد رياض الخولي وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج عام 1976، ومنذ انطلاقته الأولى حمل على عاتقه شغف المسرح وشغف الكاميرا معاً، فكانت بداياته نقطة انطلاق لمسيرة ثرية ومتشعبة، على شاشة التلفزيون، قدم أدواراً تركت بصمات عميقة، مثل ليالي الحلمية (الجزء الثالث)، العائلة، هوانم جاردن سيتي، بوابة الحلواني، رد قلبي، والفرار من الحب، أما السينما فشهدت حضوره اللافت في أفلام بارزة مثل السادة الرجال، استقالة جابر، وطيور الظلام الذي حصد نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً.
رياض الخولي والمسرح.
المسرح أيضاً لم يكن غائباً عن مسيرته، فقدم أعمالاً قوية أبرزها مسرحية وجهة نظر، التي رسخت حضوره كأحد أعمدة الخشبة المصرية، ومع بداية الألفية، واصل الخولي بناء مجده الفني عبر أعمال لاقت صدى واسعاً مثل حدائق الشيطان (2006)، سلسال الدم، صاحب السعادة (2014)، الفتوة، والاختيار 2: رجال الظل (2021)، ليؤكد أنه فنان يعرف كيف يظل حاضراً في ذاكرة الجمهور جيلاً بعد جيل.
ولم يتوقف عطاء الخولي عند التمثيل فقط، بل امتد إلى الجانب الإداري، حيث تولى منصب مدير المسرح الكوميدي من عام 2001 إلى 2007، كما شغل منصب وكيل نقابة المهن التمثيلية، ليجمع بذلك بين الفن والإدارة، وبين الأداء الراقي والمسؤولية تجاه زملائه والمشهد الثقافي بأكمله.
إن تكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي للفنان رياض الخولي هو أكثر من مجرد درع وشهادة تقدير، إنه بمثابة تحية لمسيرة ممتدة جمعت بين القوة والصدق، بين التميز الفني والعطاء المؤسسي. ويظل الخولي نموذجاً للفنان الحقيقي الذي لم يكتفِ بالظهور أمام الكاميرا، بل ترك وراءه إرثاً من الأدوار الخالدة التي ستبقى شاهداً على أن الفن العظيم لا يشيخ ولا يزول.