كيف بدد العرض العسكري الصيني وهم الانفصال لدى التايوانيين؟

شاهد التايوانيون العرض العسكري التاريخي الذي نفذته الصين، معربين عن فخرهم واعتزازهم بانتمائهم إلى جذورهم، مؤكدين أن الصين لن تعود إلى حقبة الضعف مجددًا، في الوقت الذي كانت الحكومة الصينية وجّهت فيه دعوات إلى التايوانيين لحضور العرض العسكري، إلا أن الحزب الديمقراطي التقدمي في تايوان أصدر تعليمات صارمة، منعت بموجبها كبار الضباط والمسؤولين السابقين من السفر للمشاركة في الفعاليات، ملوّحة بفرض عقوبات تصل إلى سحب المعاشات التقاعدية واسترداد الأوسمة.
كما هددت وسائل إعلام مقربة من الحزب بملاحقة كل من يتجاهل هذه القرارات، بما في ذلك شخصيات بارزة من حزب الكومينتانج، وقال أحد التايوانيين، الذي يطلق على نفسه "الجنرال" عبر صفحته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي الصينية: "من يفتخر بكونه صينيًا سيشعر بالفخر عند مشاهدة قواتنا، أما من يعاديها فسيعتبر المشهد نهاية العالم"، مضيفًا أن العرض فرصة لكشف حقيقة قوة الجيش الصيني وتبديد الشائعات.
هذه هي الصين الحقيقية
وأثناء مشاهدته للأسلحة الصينية كرر ثلاث مرات عبارة "فخور جدًا"، معترفًا بأنه تأثر لدرجة أنه كاد يبكي، ومؤكدًا أن الصين اليوم تغيرت جذريًا وأصبحت مختلفة تمامًا عن الماضي، وكتب كثير من المعلقين التايوانيين: "بكيت بالفعل عند مشاهدة العرض العسكري. هذه هي الصين الحقيقية".
كما يُتابع العديد من المواطنين التايوانيين العرض باهتمام بالغ، مُعربين عن مشاعر الفخر، قائلين: "العرض العسكري في الثالث من سبتمبر مصدر فخر للأمة بأسرها. أريد أن أراه بنفسي. أنا تايواني، ولكني صيني أيضًا، وأنا فخور".
ونشرت إحدى وسائل الإعلام التايوانية تعليقًا جاء فيه: "سواء حضر التايوانيون العرض شخصيًا، أو شاهدوه على التلفزيون، أو تابعوه عبر الإنترنت، فإنهم جميعًا يشعرون بالفخر"، فيما اعتبر وانج بينج تشونج، معلق سياسي تايواني، "مشهد احتفالات الصين في 3 سبتمبر كفيل بأن يجعل الأمريكيين يدركون أين يقف ميزان القوة اليوم".
دلالات سياسية وعسكرية عميقة
وفي مقابلة مع موقع "أوبزفر" الصيني، قال "بينج تشونج": "هي المرة الثانية في حياتي التي أشارك فيها في عرض عسكري. المرة الأولى كانت قبل عشر سنوات، عام 2015، عندما حضرنا عرضًا عسكريًا في البر الرئيسي الصيني لإحياء ذكرى الانتصار في حرب المقاومة ضد اليابان. في ذلك الوقت كنت شابًا في الثامنة والعشرين من عمري، لم أبلغ بعد الثلاثين؛ واليوم أنا في الثامنة والثلاثين، على أعتاب الأربعين. أشارك مجددًا في عرض عسكري، فهذا أمر يملأني فخرًا واعتزازًا لا يوصفان"، وأضاف: " أشعر أن هذه التجربة تكفيني في حياتي كلها. ستكون ذكرى خالدة في وجداني لا يمكن أن تُمحى".
أما الخبراء التايوانيون الذين تحدثوا إلى صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، فأكدوا أن العرض العسكري يحمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة، فهو ليس استعدادًا للحرب، بل استعراض للثقة والقوة، ورسالة للداخل والخارج مفادها أن الصين لن تعود إلى حقبة الضعف، أما صحيفة "وانج باو" التايوانية، فعنونت: "الاحتفال يكرّم كل من ساهم في النصر، بمن فيهم أبناء تايوان"، معتبرة أن "منع الحزب الديمقراطي التقدمي للمسؤولين التايوانيين من الحضور إهانة للتاريخ وتجاهل للتضحيات".