النهار
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 03:55 مـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ترتيب هدافي الدوري المصري قبل الجولة الـ11 كامل الوزير يشارك مع وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بجلسة وزارية بعنوان ”تمكين توطين سلسلة قيمة الحديد بدعم النمو الاقتصادي وتنوع مصادر... سكك حديد مصر تسيّر الرحلة الخامسة والعشرين ضمن مبادرة العودة الطوعية للأشقاء السودانيين الدكتور سويلم ووزير المياه الأردني يفتتحان اجتماع ”المجلس الوزاري المشترك الثالث لوزراء المياه والزراعة العرب” ضمن فعاليات ”أسبوع القاهرة الثامن للمياه” المالية والصناعة: ٩٠ مليار جنيه تمويلات بفائدة منخفضة لدعم الصناعة والزراعة والطاقة المتجددة ياسمين علي تعلن اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجي شائعة زواجها أو طلاقها الوزارة تسعى لتمكين طلاب التعليم الفني من الحصول على شهادات دولية معتمدة تؤهلهم للعمل في الشركات العالمية والمصانع الأجنبية العاملة في مصر وزيرة التخطيط تشيد بجهود مؤسسات التمويل العربية وتدعو لتوحيد الجهود التنموية وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي: نُقدر جهود مؤسسات التمويل العربية ونؤكد أهمية التكامل الإقليمي لمواجهة تحديات التنمية ألبير نسان: البنك الزراعي المصري يسعى لزيادة محفظة تمويل الشركات والقروض المشتركة رئيس هيئة قناة السويس يشهد مراسم توقيع أول عقد تصدير خارجي لمصنع مصر لبناء القاطرات التابع لشركة قناة السويس للقوارب الحديثة الفريق كامل الوزير وكجوك فى تصريح: إتاحة ٩٠ مليار جنيه تسهيلات تمويلية لهذه القطاعات بفائدة لا تتجاوز ١٥٪ خلال العام المالي الحالي

فن

نجيب محفوظ: من الإبداع إلى التكريم.. ورحلة النجاة من محاولة اغتيال

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

اليوم، 30 أغسطس، تحل ذكرى رحيل الكاتب الكبير نجيب محفوظ، أحد أعمدة الأدب العربي، الذي ترك بصمة لا تُمحى على الثقافة والفن العربيين، وقدم لنا إرثًا فكريًا يمثل هوية وطن، وساهم في تشكيل وعي الأجيال عبر أعماله الأدبية الخالدة.

البداية والنشأة: في قلب الحارة المصرية

وُلد نجيب محفوظ في حي الجمالية العريق، وهو حي ينبض بالحياة والتاريخ. ولدت روح الأدب في قلبه مبكرًا، مع صوت الحياة اليومية وأحاديث البشر البسيطة في الحواري الضيقة. كان أصغر أشقائه، ما جعل حياته مليئة بالعزلة والتأمل في تفاصيل الحياة. كانت شوارع مصر القديمة والمقاهي الشعبية هي مسرحه الأول، حيث كانت هذه المشاهد تذوب في وجدانه وتصبح وقودًا لأدبه.

عشق الكتابة: حكاية لا تنتهي

على الرغم من تدرجه في الوظائف الحكومية، كان شغف نجيب محفوظ بالقراءة والكتابة هو المحرك الأساسي في حياته. بدأ يتوحد مع الكتب، ليكتشف منذ وقت مبكر أن الكتابة هي طريقه الوحيد. وفي تلك المرحلة، كانت فلسفته الأدبية تأخذ شكلًا خاصًا، وتكوين مدرسته الأدبية التي لا تشبه غيرها.

مدرسة نجيب محفوظ في الكتابة: فن التفاصيل

تميز نجيب محفوظ بقدرته الفائقة على سرد التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية. كان يعرض الحياة بكل بساطتها وتعقيداتها، ليخلق مشاهد مصورة في ذهن القارئ. يُدهش محفوظ قارئه بقدرته على جعل مشهد بسيط، مثل حديث عابر في مقهى أو لحظة في زقاق ضيق، محطًا للمعاني العميقة.

ومن خلال هذه التقنية، لم يكن البطل الوحيد في رواياته هو الشخصية الرئيسية فقط، بل كان أيضًا المارة في الشوارع والمقاهي والحارات البسيطة جزءًا لا يتجزأ من القصة، ليضيف عمقًا إنسانيًا إلى عمله الأدبي.

الجانب المظلم: لعنة القلم

رغم مكانته الأدبية الرفيعة، لم يكن نجيب محفوظ بمنأى عن التحديات، فالقلم الذي حمله ليترجم معاناة الناس، كان في أحيان كثيرة سلاحًا ذا حدين، وأشهر تلك المحطات كانت عندما كتب روايته الشهيرة "أولاد حارتنا"، التي أثارت ضجة كبيرة في المجتمع المصري.

كان العمل يحتوي على شخصيات جسدت رموزًا دينية، مما جعل بعض النقاد والجماعات الدينية يتهمونه بالتحريف والإلحاد ومع تطور الجدل، خرجت حشود غاضبة مناقضة لآراء الكاتب، ما دفع إلى منع الرواية في بعض الأوساط، بل وصل الأمر إلى محاولة اغتياله ففي عام 1994 تعرض نجيب محفوظ لاعتداء شنيع عندما طعنه أحد المتطرفين بسكين في رقبته، لكن الحظ كان حليفه ونجا من الموت بأعجوبة.

جائزة نوبل: اعتراف عالمي بأدب مصري أصيل

عام 1988، حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، لتتويج مسيرته الإبداعية. جائزة نوبل لم تكن مجرد اعتراف عالمي بأدبه، بل كانت شهادة على تأثيره العميق في الأدب العربي والعالمي. كانت كتاباته تحمل في طياتها رؤية فكرية ناضجة، وتنقل هموم المجتمعات العربية وتعقيداتها، ما جعلها تلقى صدى واسعًا في أنحاء المنطقة.

أبرز أعماله: بين الأدب والسينما

نجيب محفوظ لم يقتصر تأثيره على الأدب فحسب، بل كانت أعماله تلهم صُناع السينما المصرية. من بين أبرز أعماله الأدبية التي تحولت إلى أفلام سينمائية، نذكر: ميرامار، ثرثرة فوق النيل، السراب، السمان والخريف، القاهرة 30، خان الخليلي، قصر الشوق، اللص والكلاب، بين القصرين، زقاق المدق. لكل فيلم طابع خاص، يترجم روح نجيب محفوظ، ويضيف لها بعدًا بصريًا عميقًا.

نجيب محفوظ الأديب الذي لن ينساه الزمن

نجيب محفوظ ليس مجرد كاتب، بل هو واحد من أعظم مفكري مصر والعالم العربي. أديب استطاع أن يرسم مشاهد الحياة بدقة، وأن يجعل من القلم أداة للتغيير والتأثير. ورغم التحديات التي واجهها، سواء على مستوى الرفض المجتمعي أو محاولات الاعتداء عليه، فقد ظل يكتب ويؤثر في الأجيال التي تلاه. رحمه الله، وستبقى أعماله مصدر إلهام لا ينضب.