أسعار الغاز الأوروبية تنخفض لأدنى مستوى في عام قبيل قمة ”ترامب - بوتين”

شهدت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تراجعاً ملحوظاً، اليوم الجمعة، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عام، وذلك قبل القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا الأميركية.
أسعار الغاز عند أدنى مستوى في 12 شهراً
وانخفضت العقود الآجلة القياسية للغاز في بورصة أمستردام إلى 31.11 يورو (36.43 دولار) لكل ميغاوات/ساعة، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2024، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وتراجع المؤشر القياسي لعقود الشهر الأقرب بنسبة 1.4% إلى 31.70 يورو بحلول الساعة 9:55 صباحاً بتوقيت أمستردام.
ويترقب المتعاملون نتائج القمة التي ستبدأ في الثالثة عصراً بتوقيت نيويورك، وسط توقعات بأن أي أثر على الأسعار قد لا يظهر قبل إعادة فتح السوق يوم الإثنين.
خلفية الأزمة وتوقعات ما بعد القمة
تأتي هذه التطورات فيما لا تزال أسعار الغاز الأوروبية أعلى من مستويات ما قبل أزمة الطاقة التي اندلعت قبل أكثر من ثلاث سنوات مع غزو روسيا لأوكرانيا؛ فوفقاً لوكالة الطاقة الدولية، تعد روسيا ثاني أكبر منتج للغاز في العالم بعد الولايات المتحدة، غير أن أوروبا باتت تعتمد على الإمدادات من دول بعيدة مثل الولايات المتحدة وقطر، فيما لم تتجاوز حصة روسيا من الإمدادات الأوروبية العام الماضي خُمس الإجمالي.
ويرى محللو "إنرجي أسبكتس" أن السوق ربما بالغت في تقدير سرعة عودة الغاز الروسي، ويتوقعون انتعاشاً للأسعار إذا شددت الولايات المتحدة عقوباتها على قطاع الطاقة الروسي في حال فشل القمة في تحقيق اختراق.
مشاريع الغاز الروسي واحتمالات تخفيف العقوبات
بحسب تقديرات "بلومبرغ إن إي إف"، قد تصل إمدادات الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى 50 مليون طن سنوياً بحلول 2030 إذا رُفعت العقوبات، بزيادة 50% عن مستويات 2024، وتشمل المشروعات المقيدة حالياً "أركتيك إل إن جي 2" ومحطتي تسييل أصغر.
الموقف الأميركي وضغط الإمدادات
ويتوقع إن أي تخفيف للعقوبات على روسيا سيعتمد على مدى التزام بوتين بوقف إطلاق نار شامل ونهاية موثوقة للحرب، إلى جانب تعهدات بإعادة إعمار الأراضي الأوكرانية غير المحتلة.
وحذّر ترمب موسكو من "عواقب شديدة للغاية" إذا رفضت وقف إطلاق النار، وواصل الضغط على أوروبا لزيادة واردات الغاز الأميركي، كما رفعت واشنطن الرسوم الجمركية على الهند إلى 50% بسبب مشترياتها من النفط الروسي.
وفي المقابل، تسعى أوروبا للتخلي عن واردات الطاقة الروسية تماماً بحلول نهاية 2027، مستفيدة من ارتفاع مستويات التخزين التي بلغت نحو 73% حتى الآن هذا العام.