النهار
الأربعاء 13 أغسطس 2025 09:28 مـ 18 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

”النهار” تنفرد بحوارها مع د.محمود البيطار مدير مركز الاستشراف الإفتائي بدار الإفتاء المصرية خلال المؤتمر الدولي العاشر لدور وهيئات الإفتاء في العالم


د. محمود البيطار: نعمل على استشراف مستقبل الفتوى في عصر الذكاء الاصطناعي
د. محمود البيطار: حاجة الواقع الإفتائي المعاصر إلى استباق المستقبل بإجاباتٍ إفتائية تواكب تطورات الذكاء الاصطناعي
د. محمود البيطار: الحوار بين علماء الدين وعلماء الذكاء الاصطناعي يخدم المجتمع
د. محمود البيطار: المؤسسة الإفتائية تسعى إلى الاستفادة من استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة للذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع التعاليم الدينية والأخلاقية


على مدار يومي 12,13 من شهر أغسطس الجاري شهدت القاهرة انعقاد فاعليات المؤتمر الدولي العاشر لدور وهيئات الإفتاء في العالم بعنوان " صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعلى مدار اليومين كانت ورش العمل والجلسات العلمية ومناقشة الأبحاث، ولما كانت " النهار" في قلب الحدث والتزاماً منها بواجبها لوضع الحفائق أمام القارئ، وبعد حوارنا مع فضيلة مفتي الجمهورية الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وحوارنا مع الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العالم للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يأتي حوارنا مع الدكتور محمود البيطار مدير مركز الاستشراف الإفتائي بدار الإفتاء المصرية، حول ورشة عمل عصف ذهني بعنوان "استشراف مستقبل الإفتاء في ظل التطورات المتوقعة للذكاء الاصطناعي" شهدتها فاعليات المؤتمر.


ما هي أهمية انعقاد المؤتمر الدولي العاشر للإفتاء تحت عنوان صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي ومشاركة مركز الاستشراف الإفتائي بورشة عمل؟

لا شك أن التقدم التقني الذي تعايشه البشرية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي لا يضاهيه تقدمٌ في المَنحى الأخلاقي؛ هذا بصفة عامة، وعلى الصعيد الخاص فإن استخدام الذكاء الاصطناعي -بصوره وأشكاله كافة- لا بد أن يكون محاطًا بمجموعةٍ من القيود والاحترازات؛ حتى لا ينحرف عن سياج تعاليم الدين، ولئلَّا يسبب هذا التقدم التقني لمستخدميه صدامًا ظاهرًا مع الأحكام الشرعية على مستوى المجالات كافة.
وتأسيسًا على ما سبق؛ كان لا بد من إبراز الدَّور المنوط بالمؤسسة الإفتائية، متمثلًا في نظرةٍ استشرافية إفتائية يمكن من خلالها تقديمُ خطوة استباقيَّة للإجابة عن تلك القضايا الإفتائية المحتمِلة، الناتجة عن تطورات الذكاء الاصطناعي في مجالاتٍ وتخصصاتٍ شتَّى؛ من خلال إمعان النظر في مُعطيات الواقع المتطور، وشواهده المختلفة. من هنا كانت الفكرة من هذه الورشة التي هي بعنوان: "استشراف مستقبل الإفتاء في ظل التطورات المتوقَّعة للذكاء الاصطناعي" بوصفِها إحدى الورش التابعة لمؤتمر "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" الذي تُنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، لعام 2025م، وانطلاقاً من عدة تساؤلات؛ منها: هل هناك انحرافات شرعية ناتجة -أو قد تنتج- عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات المختلفة؟ وما هي؟، هل من الممكن خلقُ حالة من الحوار والنقاش بين علماء الدين والمفتين، وبين مطوِّري الذكاء الاصطناعي؟، هل من الممكن وضعُ معاييرَ وأطُرٍ شرعية؛ لتقنين استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات المتعددة؟، ما الدور المنوط بالمؤسسات الإفتائية والمفتي الرشيد، تجاه مخاطر استخدامات الذكاء الاصطناعي الشرعية المحتملة في المجالات كافة؟، كيف يمكن إعداد المفتي المستقبلي الرشيد؛ ليكون قادرًا على التفاعل مع معطَيات التقنية الحديثة وقضاياها المستجِدَّة في الواقع المعاصر؟، هل هناك أنموذجٌ مقترح لاستخدامٍ أخلاقي للذكاء الاصطناعي في المجالات المختلفة؛ من منظور المؤسسة الإفتائية؟.

ما هي أسباب اختيار موضوع الورشة ضمن فاعليات المؤتمر و ما هي المحاور التي قامت عليها الورشة؟

أما عن أسباب اختيار موضوع هذه الورشة فيرجع إلى أمور؛ منها: قيام المؤسسة الإفتائية بدورها في حفظ منظومة التعاليم الشرعية تجاه تلك المستجِدَّات التقنية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، وما تنطوي عليه من مخاطر؛ جَرَّاء مخالفة أحكام الشريعة من خلال خَلْق حالة حوار بين علماء الدين ومُفتيه وبين العلماء من مُطوري الذكاء الاصطناعي.
اتصال موضوع الورشة بالتطورات المتسارعة في عصر الذكاء الاصطناعي في المجالات كافة، وهي أحد تحدِّيات صناعة المفتي الرشيد في هذا العصر، وما يطرحه عليه من قضايا مستجِدَّة.
ما يعيشه العالم من تسارعٍ ملحوظ غيرِ ملحوق في تطورات الذكاء الاصطناعي، واختراقِه لكل المجالات؛ على اختلاف تخصصاتها، وما قد يترتب على ذلك من مضارَّ وسلبيات كبرى؛ نظرًا إلى ما يحمله الذكاء الاصطناعي من مخاطر؛ سواءٌ كان ذلك على المستوى الفردي أو المجتمعي.
سعي المؤسسة الإفتائية إلى الاستفادة من استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة للذكاء الاصطناعي؛ بما يتوافق مع التعاليم الدينية والأخلاقية؛ لأخذ ما هو نافعٌ منها، وطرحِ كل ما هو ضار؛ مما يُسهِم بشكل ملحوظ في صناعة المفتي الرشيد.
حاجة الواقع الإفتائي المعاصر إلى استباق المستقبل بإجاباتٍ إفتائية تواكب تطورات الذكاء الاصطناعي؛ من خلال نظرةٍ استشرافية متعمقة، يمكن من خلالها الحفاظُ على أحكام الشريعة الغراء وثوابتِها.
استشعار المسؤولية الدينية والعلمية للمؤسسة الإفتائية في خَلقِ جسورِ تواصل مع المجتمع الرقمي وصُنَّاع التكنولوجيا.

وبالنسبة لمحاور الورشة يمكن إجمالها في عدة ثلاث محاور،
المحور الأول: رصد حركة التقدم التقني المتسارع للذكاء الاصطناعي، ودخوله إلى المجالات والأنظمة كافة، وما قد ينطوي عليه من خدمةٍ واسعة للبشرية.
المحور الثاني: تحديد المخاطر الشرعية الحادثة أو المحتملة؛ في ضوء تعدد مجالات الذكاء الاصطناعي وشيوعها، وموقف المفتي الرشيد من ذلك.
المحور الثالث: تقديم حلولٍ ومقترَحات لبناء رؤية إفتائية استشرافية، تجمع بين معاصرة القضية وأصالة الجواب.

وماذا عن أهدافها ؟
أما عن أهداف هذه الورشة فهي أهداف متنوعة؛ منها:
رصد القضايا الإفتائية الاستشرافية قبل وقوعها واستقراء هذه القضايا؛ في ضوء إمعان النظر إلى متغيرات الذكاء الاصطناعي وتطوراته، ومعالجة وقائعها معالجةً إفتائية قبل شيوعها وانتشارها.
كشف السيناريوهات المتوقعة لما قد يعيشه العالم من قضايا إفتائية مقبلة؛ في ضوء قراءةِ متغيرات الواقع المعاصر المتسارعة، الناتجة عن استخدامات الذكاء الاصطناعي.
وضع المعايير الشرعية اللازمة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، في ظل كثرة مخاطره المحتملة، بما يضمن سلامة البشرية وأمنها على المستويَيْن المادِّي والمعنوي.
تعميق الصلة بين المؤسسة الإفتائية وأبعادها الشرعية، وبين استخدامات الذكاء الاصطناعي، وأبعاده المادية، في عصر غزو الرَّقْمنة؛ في ظل تحديات الألفية الثالثة.
لفْتُ أنظار القيادات الدينية في المؤسسات الإفتائية إلى مشكلة الانحراف الأخلاقي المحتمل، الناتج عن مخالفة الأحكام الشرعية؛ على إثر التوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي، ومَضارِّه المحتملة، وتقديم الحلول النافعة لذلك من منظور رؤيةٍ استشرافية للمؤسسة الإفتائية.
بناءُ وعيٍ استباقي لدى القيادات الدينية والمفتين بشأن الأثر المستقبلي للذكاء الاصطناعي على الفتوى والمجتمع.
تقديم أنموذج مقترح للاستخدام المقنَّن للذكاء الاصطناعي في مختلِف المجالات، بما يضمن سلامة البشرية وأمنها؛ وذلك انطلاقًا من دور المؤسسات الإفتائية على الصعيد الدولي.

ومن هم المستهدَفون من الورشة؟
تستهدف هذه الورشةُ عدةَ فئاتٍ مجتمعية؛ هي: قيادات المؤسسات الدينية والإفتائية.
متَّخِذو القرار لاتخاذ التدابير اللازمة، المنظَّمات الداعمة للسلم والسلام العالمي، خرِّيجو كليات الحاسبات والمعلومات، وكليات الذكاء الاصطناعي، الحقوقيون المشتغلون باتخاذ التدابير القانونية، وبالطبع المستخدمون من الأفراد.