دلالات نشر الرئيس الأمريكي قوات الحرس الوطني بدلاً من الشرطة بواشنطن في هذا التوقيت

كشفت التقارير الإعلامية الدولية، دلالات نشر الرئيس الأمريكي قوات الحرس الوطني بدلاً من الشرطة بواشنطن في هذا التوقيت، والتي تعد تصعيداً غير مسبوق في العلاقة بين الحكومة الفيدرالية وسلطات المدن، حيث استند إلى المادة 740 من قانون الحكم الذاتي للعاصمة، وهي مادة تمنحه حقاً استثنائياً في مثل هذا التدخل، لكنه قدّم ذلك في خطاب مليء بالصور الكارثية عن العاصمة، متناقضاً مع بيانات رسمية تشير إلى أن معدلات الجريمة العنيفة في واشنطن عند أدنى مستوياتها منذ 30 عاماً.
وفق ما ذكرته التقارير الإعلامية، فالإجراءات تأتي في خضم صيف سياسي محتدم ومع تصاعد الجدل حول مستويات الجريمة، رغم أن الأرقام الفيدرالية والمحلية تظهر تراجعاً ملحوظاً في معدلات العنف.
أشارت الصحف الأمريكية الكبرى مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست أشارت إلى الفجوة بين خطاب ترامب الأمني والحقائق الميدانية، بينما بعض المنابر المحافظة مثل فوكس نيوز تبنت روايته بالكامل، واعتبرت التدخل الفيدرالي «تحركاً حاسماً لإنقاذ العاصمة من الانهيار الأمني».
في الأوساط البحثية، حذرت تقارير صادرة عن مجلس العلاقات الخارجية وبروكينجز من أن هذا النوع من التدخلات قد يفتح الباب أمام تآكل الحكم المحلي في الولايات المتحدة، ويؤسس لنمط جديد من المركزية الأمنية تحت ذريعة مكافحة الجريمة. ويرى محللون أن تهديد الرئيس الأمريكي بتوسيع الإجراء ليشمل مدناً أخرى هو جزء من استراتيجية أوسع لاختبار الحدود القانونية لسلطاته التنفيذية، وربما لإشعال معارك سياسية مع خصومه المحليين قبيل انتخابات منتصف الولاية.
وذكرت التقارير أن هذه الإجراءات تأتي بينما يتجاهل «ترامب» الإشارة إلى عوامل اقتصادية واجتماعية أعمق مرتبطة بالجريمة، ويركز على الحلول العسكرية والشرطية، وهو نهج ينتقده خبراء العدالة الجنائية باعتباره يعالج الأعراض لا الجذور.
كما أن ربط نشر قوات الحرس الوطني بـ«يوم تحرير العاصمة» يحمل دلالات رمزية قوية لجمهوره، لكنه يثير مخاوف واسعة لدى المدافعين عن الحريات المدنية من إمكانية تكرار هذه الإجراءات في حالات نزاع سياسي أو احتجاج مدني واسع، بحسب التقارير الإعلامية.
يمكن القول إن ما يحدث في واشنطن ليس مجرد استجابة أمنية ظرفية، بل اختبار سياسي وقانوني لمدى قدرة الرئيس على فرض سيطرته على المدن الكبرى، وهو تطور قد يعيد صياغة العلاقة بين الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات والمدن لسنوات قادمة، خاصة إذا ترافق مع حملة منظمة لشرعنة هذا النمط من التدخل في الوعي العام عبر الإعلام والسياسة.