النهار
الأربعاء 24 سبتمبر 2025 01:38 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
وزير الإسكان: خطة متكاملة لضمان الاستخدام الأمثل للمياه حتى عام 2050 وزير الدفاع يشهد حفل تخرج الدفعة 168 من كلية الضباط الاحتياط «الصحة» تحسم الجدل بشأن أمان الباراسيتامول للحوامل ”الوطنية للإعلام” تنظّم حفل استقبال بمناسبة عودة صدور كتاب ماسبيرو بعد توقف 14 عام محافظ المنوفية يحيل عدد من المختصين بالوحدة المحلية لمركز ومدينة الباجور للنيابة الادارية محافظ أسيوط: منظومة تسويق القطن وتقديم التسهيلات للمزارعين لضمان عائد عادل وتشجيع التوسع في زراعته محافظ أسيوط: لا تهاون في مواجهة التعديات مأساة مرورية ببنها.. إصابة 5 أشخاص في حادث موتوسيكل وعربة كارو في ندوة بـ”الوطنية للصحافة”.. محافظ الجيزة: أعلى درجات الجاهزية استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير اعتماد ”المعهد القومي للأورام” بجامعة القاهرة مركزا مرجعيا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية كأول مركز مصري والرابع على المستوى الإفريقى ”كاتليست بارتنرز” ترفع رأس مالها لأكثر من 3 مليارات جنيه تصدير 34 ألف طن فوسفات عبر ميناء سفاجا

تقارير ومتابعات

ماذا قالت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية عن غزة؟.. مشهد ما بعد نهاية العالم

آثار الحرب على غزة
آثار الحرب على غزة

كشفت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، من خلال تقرير مصور، حجم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة، وذلك عبر مجموعة من الصور الجوية النادرة التقطتها في أثناء مشاركتها في إحدى عمليات إنزال المساعدات الإنسانية على القطاع المحاصر، واصفة ما رصدته بأنه «أطلال حضارة قديمة» بعبارات مؤثرة: «تبدو غزة، من الجو، كأنها أطلال حضارة قديمة، فسيفساء من كتلٍ خرسانية وجدران محطّمة، وأحياء متناثرة مليئة بالحفر والأنقاض وطرقات تؤدي إلى اللامكان».

ماذا حدث في غزة؟

وأكدت الصحيفة البريطانية أن ما حدث في غزة لم يكن كارثة طبيعية، ولا نتيجة لتقادم الزمن ببطء، مشيرة إلى أن القطاع كان مكانًا يعجّ بالحياة حتى قبل أقل من عامين، رغم كلّ التحديات التي كان سكانها يواجهونها حينها، كانت أسواقها مزدحمة، وشوارعها تعجّ بالأطفال، لكن غزة تلك «اختفت، لا تحت رماد بركاني، ولا طوتها صفحات التاريخ، بل سوّتها بالأرض حملة عسكرية إسرائيلية، خلَّفت وراءها مكانًا يبدو كأنّه مشهد ما بعد نهاية العالم».

ورصدت «ذا جارديان» تفاصيل رحلتها، موضحة أن الطائرة حلَّقت فوق أنقاض شمال القطاع ومدينة غزة، التي باتت الآن أرضًا قاحلة من الخرسانة المتداعية والغبار: «المباني تحولت إلى ركام، والطرق امتلأت بالحفر، وأحياء بأكملها سُوِّيت بالأرض»، وتابعت: «من هذا الارتفاع، يكاد يكون من المستحيل رؤية سكان غزة.. وحدها عدسة كاميرا تقريب بحجم يقارب 400 ملم تُمكِّن من تمييز مجموعة صغيرة من الأشخاص يقفون وسط أنقاض هذا المشهد المحطّم، العلامة الوحيدة على الحياة في مكان يبدو غير صالح للسكن تمامًا».

سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة

مع اقتراب الطائرة من مخيم النصيرات للاجئين، فُتح الباب الخلفي للطائرة، وانزلقت منصات المساعدات إلى الخارج، فيما انفتحت المظلات خلفها وهي تهبط باتجاه الأرض، وفقًا للصحفية التي نقلت المشهد، ونقلت «ذا جارديان» عن بيان للجيش الأردني قوله إنه مع عملية الإنزال الجوي اليوم، تكون القوات المسلحة الأردنية نفذت 140 عملية إنزال جوي، إضافة إلى 293 عملية بالتعاون مع دول أخرى، موصلةً بذلك 325 طنًا من المساعدات إلى غزة منذ استئناف عمليات الإنزال في 27 يوليو.

الصحيفة البريطانية أوضحت أيضًا أن هذه الكميات لا تقترب حتى من الحد الأدنى المطلوب، مشيرة إلى تحذير الوكالات الإنسانية من انتشار الجوع بسرعة في أنحاء القطاع، قائلة: «أبعد نحو الجنوب، حلّقت الطائرة فوق دير البلح في وسط القطاع.. وهناك، في منطقة البركة في الأسفل، استشهدت الطفلة يقين حماد، البالغة من العمر 11 عامًا والمعروفة بأنها أصغر مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي في غزة، يوم 22 مايو، بعدما أصابت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة منزلها».

وعلى بعد بضعة كيلومترات، حلّقت الطائرة قرب خان يونس، التي حُوصرت لعدة أشهر من قبل القوات الإسرائيلية، وفي مكان ما في الضواحي الشمالية للمدينة، تقع بقايا منزل الدكتورة آلاء النجار، طبيبة الأطفال التي كانت تعمل في مجمع ناصر الطبي، والتي قُصف منزلها في شهر مايو بينما كانت مناوبة في عملها، فاستشهد زوجها وتسعة من أطفالها العشرة في الهجوم.

وأشار جندي على متن الطائرة نحو الأفق الضبابي في الجنوب قائلًا: «هذه رفح هناك في الأسفل»، ووصفتها «ذا جارديان» بأنها «أقصى منطقة جنوبية في غزة، منطقة دُمّرت إلى حد كبير، حيث لقي المئات حتفهم في التزاحم على الغذاء منذ أن تولت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة توزيع المساعدات في مايو الماضي».

وعلى بعد بضعة كيلومترات شرقًا، وسط تلال مليئة بالحفر، يقع الموقع الذي ضربت فيه وحدة عسكرية إسرائيلية في 23 مارس قافلة مركبات الطوارئ الفلسطينية، ما أدى إلى استشهاد 15 مسعفًا وعاملًا في الإنقاذ، دُفِنوا لاحقًا في مقبرة جماعية.