هل تقايض ايران امريكا في مفاوضات النووي وتضحي بجبهات غزة وصنعاء ولبنان ؟

- عراقجي : وصف المفاوضات مع امريكا بالصعبة ووصف علاقاتهم مع اسلام اباد بالتوافق الاستراتيجي الشامل
في اعقاب انتهاء حرب الاثنتا عشر يوما بين ايران واسرائيل صرح وقتئذ نائب رئيس الامن القومي الروسي ميدفيدف بأن هناك دولا نووية مستعدة لأعطاء ايران غطاء نوويا تكتيكا وبشكل فوري وهو تصريح حمل دلالات كبيرة وقتها واتضح بجلاء مدي صدقه علي الارض بعد لقاء وزير خارجية ايران بمسؤلين باكستانيين كبار واعلانه عن وصف العلاقات بينهما بالتوافق الاستراتيجي الشامل بين البلدين وهنا يبرز السؤال هل ستضحي طهران باسناد جبهات غزة وصنعاء وبيروت مقابل التوصل الي اتفاق مع واشنطن مدعومة باكستانيا روسيا صينيا ؟
يقول الدكتور ايمن سمير خبير العلاقات الدولية ان ايران تخطط وفق مصالحها الوطنية فحسب ولا تتورع ابدا في انقاذ نفسها وما تبقي من برنامجها النووي ومحاولة احياء وترميم ما تضرر منه جراء الضربات الامريكية الاسرائيلية علي هذه المنشأت في فك او حتي وقف التنسيق مع الاجنحة والاذرع في المنطقة سواء الحوثي في اليمن او غزة او حتي درة التاج حزب الله وكل هذه الاذرع تضررت واصابها الضعف من تكرار الضربات الاسرائيلية عليها خاصة غزة ولبنان واحتمالية ان تصل طهران الي اتفاق مع اذرعها بعملية تهدئة شاملة في المنطقة وارد جدا خاصة وان الحوثي اعلنها اكثر من مرة انه سيتوقف عن استهداف تل ابيب فور وقف حرب غزة وهو ما بات قريبا للغاية حيث اننا للمرة الاولي خلال عامين نشهد ان حكومة اليمين الاسرائيلي تميل نحو وقف الحرب التي فشلت في تحقيق اهدافها فقط نجحت في قتل عشرات الالوف من المدنيين العزل ولا استطاعت القضاء علي حماس ولا استعادت الرهائن .
واضاف الدكتور سمير ان اعلان عراقجي وزير خارجية ايران عن التوصل الي مرحلة التوافق الاستراتيجي الشامل في العلاقات مع باكستان تحمل في طياتها رسالة ردع لتل ابيب وواشنطن من ان دولة نووية مثل باكستان تتعاون بشكل كبير مع طهران لكي تحسب تل ابيب الف حساب قبل الاقدام علي هجوم جديد علي طهران تخطط له اسرائيل منذ فترة والعلاقات الاستراتيجية مع اسلام اباد لا يمكن ان نقرأها بمعزل عن الاجتماعات والتنسيق الثلاثي الروسي الصيني الايراني والذي اربك حسابات واشنطن كثيرا ويمكن قرائته ان هناك افق تعاون وثيق رباعي يتشكل في العالم والاقليم وعلي واشنطن التريث وربيبتها تل ابيب قبيل الاقدام علي اية مغامرة عسكرية قد تكون نتيجتها وبالا علي امريكا وتل ابيب معا .