تمكين الشباب المصري: استراتيجية الدولة لبناء جيل قادر على التغيير

في إطار رؤية مصر 2030 التي تسعى لبناء مجتمع أكثر شمولًا واستدامة، تولي الدولة المصرية أهمية كبيرة لتمكين الشباب، باعتبارهم ركيزة أساسية في عملية التنمية. ومن هذا المنطلق، نظم مركز النيل للإعلام بالسويس ندوة تحت عنوان "تمكين الشباب المصري: استراتيجية الدولة لبناء جيل قادر على التغيير"، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والدينية والتعليمية.
التمكين في إطار رؤية 2030
افتتحت ماجدة عشماوي مديراعلام السويس الندوة بتأكيدها أن تمكين الشباب ليس مجرد شعار، بل هو عملية متكاملة تهدف إلى تزويدهم بالمهارات والفرص ليكونوا قادة فاعلين في المجتمع. وركّزت على أهمية التعليم والتدريب، وتنمية المهارات القيادية، وتعزيز المشاركة السياسية والمجتمعية، إضافة إلى خلق فرص عمل مستدامة تساهم في بناء مستقبل أفضل.
دور الشباب في صنع القرار
أكد الدكتور محمد شاكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، أن تمكين الشباب لا يكتمل دون منحهم فرصة حقيقية للمشاركة في صنع القرار، سواء على المستوى السياسي أو المجتمعي. وأوضح أن الدولة المصرية تعمل على إشراك الشباب من خلال المنتديات الوطنية والمبادرات المجتمعية، لإعدادهم لمواجهة التحديات المعاصرة. وأضاف أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي يمثلان حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية.
الشباب وتحقيق أهداف التنمية المستدامة
أشار الدكتور شاكر إلى أن الشباب يمثلون المحرك الرئيسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في مجالات التعليم الجيد، والعمل اللائق، والمساواة بين الجنسين، والحد من الفقر. وأوضح أن الدولة تراهن على طاقات الشباب في النهوض بالمجتمع، وتحويل التحديات إلى فرص.
محاور تمكين الشباب في رؤية 2030
من جانبه، تحدث الدكتور أحمد أبو الحسن، عضو هيئة التدريس بكلية التجارة جامعة السويس، عن أبرز محاور تمكين الشباب في إطار رؤية 2030، ومنها:
تطوير المهارات: من خلال برامج تدريبية في مجالات التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والعلوم، والرياضة.
دعم ريادة الأعمال: بتوفير دعم مالي واستشارات فنية للشباب الراغبين في إطلاق مشروعاتهم الخاصة.
تعزيز المشاركة المجتمعية: من خلال الأنشطة التطوعية والبرامج الثقافية والرياضية.
تنمية المهارات القيادية: عبر ورش عمل ومبادرات تتيح للشباب الانخراط في صنع القرار.
توفير فرص العمل: عبر دعم القطاع الخاص وتحسين بيئة العمل.
التوصيات الختامية
أوصى الحضور في ختام الندوة بضرورة تعزيز الوعي الرقمي لدى الشباب، وتزويدهم بالمهارات التكنولوجية التي تؤهلهم للتكيف مع التحولات الرقمية المتسارعة، مما يسهم في بناء جيل قادر على قيادة التغيير والمساهمة في تنمية الوطن.
جاءت الندوة لتؤكد أن تمكين الشباب لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية لتحقيق التنمية الشاملة. فبناء جيل واعٍ ومؤهل هو السبيل الأنجح لمواجهة تحديات الحاضر وصناعة مستقبل أكثر إشراقًا لمصر.