دكتور مهندس محمد الزرقا لـ”النهار” السلاح النووي تم تصنيعه لتحقيق الردع

دكتور مهندس محمد الزرقا لـ"النهار" ضرب المفاعل النووي يقتصر أثره على الإشعاع بعكس القنبلة النووية

خبير الوقاية من أسلحة الدمار الشامل يكشف لـ "النهار" الفارق بين ضرب قنبلة نووية منشأة نووية

المقدمة

على الرغم من التوصل لاتفاق بشأن إطلاق النار بين قوات الإحتلال الإسرائيلي وإيران وهدوء المنطقة نسبياً، بعد شن دولة الاحتلال الإسرائيلي هجومها على إيران، وتوليحها بضرب منشآت إيرانية تستخدم لتصنيع السلاح النووي، ورد إيران على الاعتداءات الإسرائيلية عليها واغتيال عدد من العلماء والعسكريين الإيرانيين، توجهنا إلى الدكتور المهندس الاستشاري محمد الزرقا خبير الوقاية من أسلحة الدمار الشامل - نووية-بيولوجية-كيماوية - للوقف على المشهد الحالي وتداعياته المستقبلية في المنطقة

ما هي تداعيات ما يحدث في المنطقة خاصة بعد تصاعد وتيرة الحرب الإسرائيلية الإيرانية وهل يمكن استخدام أسلحة نووية في هذه الحرب ؟

إن الأسلحة النووية في حقيقة الأمر تم تصنيعها للردع وليس للاستخدام بمعنى أن الدولة التي تملك سلاح نووي يمكنها ردع أي دولة أخرى تفكر بالهجوم عليها، لكن استخدام السلاح النووي سيكون له مردود سئ جدا على المستخدم والمتلقي، لأنه من المعروف أن استخدام السلاح النووي له ثلاث تأثيرات شديدة جداً المتمثلة في موجة إشعاع وموجة ضغط وموجة حرارة، وموجة الإشعاع تستمر لسنوات وموجة الضغط يمكنها يهدم أي منشآت تقابلها في طريقها، أما موجة الحرارة تصل وكأنها في قلب الشمس فتصل لدرجات حرارة رهيبة جدآ، وأضرار ذلك على الصحة والبيئة وحياة البشر بصورة عامة تكون بالغة الخطورة وهي تتوقف في طبيعة الأمر على نوع العيار المستخدم، وكان أول مستخدم للسلاح النووي هي الولايات المتحدة الأمريكية ضد اليابان في هيروشيما و نكازاكي وكان الغيار المستخدم 20 كيلو طن - يقاس عيار السلاح النووي بالكيلو طن وهو كيلو طن للمواد المتفجرة TNT - وكان تأثيرها شديد، وبعد ذلك حدث تطوير للأسلحة النووية فظهرت القنابل النووية التي تضرب في البحر وفي الجو إضافة إلى التي تضرب على الأرض وهي أيضاً تتوقف على حسب العيار الذي يحدد قوتها التدميرية.

وهناك خمسة عشر دولة حول العالم تمتلك سلاح نووي ومنها إسرائيل، وتسعى إيران لامتلاك سلاح نووي ما يوفر لها قوة ردع لتجنب أن تفكر إسرائيل في الهجوم عليها لأن إسرائيل لو علمت بامتلاك إيران سلاح نووي لن تقدر على مهاجمتها كما حدث في الفترة الأخيرة.

أفهم من ذلك أن إيران لا تمتلك سلاح نووي وهذا ما يشجع إسرائيل في شن هجمات عسكرية عليها؟

الحقيقة أنه وفي الفترة الأخيرة ظهرت كلام يدعو للشك، فقد خرجت بعض التسريبات التي قالت فعلاً إيران تمتلك سلاح نووي - ممكن إلى الآن مش أكيد - لكن الواضح إن باكستان قالت إنها ستزود إيران بما تطلبه وكذلك روسيا قالت مثل هذا الكلام، فهل هذا المقصود به تزويد إيران بقنابل نووية؟ هذه أمور غير معروفة ولا يمكن الفصل فيها ولا نملك غير التوقع، كما أن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن على إيران أن تكون دولة قوية ولكن لا تمتلك سلاح نووي، وهو بذلك يريد بقاء إيران قوية ليتمكن من أخذ أموال دول الخليج بحجة إقناعهم بأنه يحميهم من إيران وهذا نوع من السياسة.

ولكن هناك خطورة أخرى، تتمثل في عدم استخدم سلاح نووي ولكن ضرب منشأة نووية، فلو تم ضرب مفاعل نووي ستكون الخطورة مقتصرة على موجة إشعاعية فقط دون موجة ضغط أو موجة حرارة، ومن ثم تتحرك الإشعاعات على حسب قوة الرياح واتجاهها.