توقف الحرب على إيران يعيد غزة إلى الواجهة الدولية

في ظل التحولات المتسارعة على الساحة الإقليمية، أُسدل الستار مؤخرًا على العدوان الإسرائيلي على إيران، وهو صراع خلّف آثارًا عميقة على ميزان القوى في الشرق الأوسط. ومع توقف هذه الحرب، تعود الأنظار مجددًا نحو غزة، التي كانت ولا تزال مسرحًا لصراع مستمر وظروف إنسانية مأساوية.
لكن، ما الذي يعنيه انتهاء الحرب مع إيران بالنسبة للعدوان على غزة ؟ هل يقود ذلك إلى تصعيد عسكري جديد، أم إلى تراجع إسرائيلي مؤقت؟ وكيف ستنعكس التحالفات الإقليمية المتجددة والتغيّرات في الحسابات العسكرية على مستقبل المقاومة الفلسطينية ؟
بعد توقف الحرب على إيران، التي أشغلت الرأي العام لـ 12 يوماً، فإنّ الاهتمام بتطورات الأحداث في غزة سيعود مجددًا، خصوصًا مع تزايد التجويع والقتل هناك.
كما أن ما جرى أثبت أن القضية الفلسطينية وتطوراتها تُعدّ محددًا أساسيًا لاستقرار المنطقة، وبدون وقف العدوان عليها، فإن الشرق الأوسط سيبقى يعيش على صفيح ساخن. لا سيّما أن ما حدث في لبنان، وسوريا، واليمن، وإيران، كان مرتبطًا بشكل وثيق بالحرب على غزة".
وهناك استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث، قبل العدوان على إيران، شمل 24 دولة، أظهر أن 20 منها عبّرت عن مواقف سلبية تجاه إسرائيل. وفي الولايات المتحدة، كنموذج، بلغت نسبة النظرة السلبية نحو إسرائيل 53 بالمئة، بينما وصلت في بريطانيا إلى 61 بالمئة.
والموقف الدولي الرسمي، خاصة من قبل الاتحاد الأوروبي والدول الغربية عمومًا، بدأ يشهد تحولًا نسبيًا ضد سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حتى قبل اندلاع الحرب مع إيران، كما بدا واضحًا في مواقف كل من إسبانيا، وإيرلندا، والنرويج، وبلجيكا، وبريطانيا، وإيطاليا.