لماذا سارعت إسرائيل بطلب التهدئة مع إيران؟

مع الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 24 من شهر يونيو الجاري، استيقظت منطقة الشرق الأوسط على خبر مُهم يدل على تحول كبير في الصراع الحالي، ألا وهو إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الأمر الذي رحبت به الكثير من الدول على رأسها مصر.
أسباب مهمة
تعددت الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى الموافقة على وقف إطلاق النار مع إيران، وفق الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية وخبير الشؤون الإسرائيلية، موضحاً أن أول الأسباب هو أن البديل لوقف إطلاق النار الدخول لحرب استنزاف طويلة المدى دون تدخل الولايات المتحدة الأمريكية نظراً لأسباب داخلية، وهو الأمر الذي لم ترغب فيه إسرائيل.
وفق «سهيل»، فإن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، هو آخر ما أرادته إسرائيل، لأنها كانت تفضل إذا ما وافقت أمريكا على فكرة إسقاط النظام الإيراني، ولكن عندما خرجت الأولى لم يبق أمام إسرائيل سوى الذهاب لحرب استنزاف طويلة تكبدها خسائر فادحة وتعزز فكرة هشاشة المجتمع الإسرائيلي وأيضاً تبدأ الهجرة السلبية للخارج، فإما أن تذهب لوقف إطلاق النار وهذا به دفع ثمن معين وليس السيناريو الأكثر تحبباً لها أو إما اللجوء لسيناريوهات أخرى.
سيناريوهات
وذكر أستاذ العلوم السياسية في تحليل له، أن ذهاب إسرائيل لوقف إطلاق لم يأت من فراغ، لأن دخولها في حرب استنزاف طويلة المدى يكبدها خسائر اقتصادية ومؤسسية، فالحرب تشل حركة المؤسسات والمدارس والجامعات، فضلاً عن الخسائر البشرية.
السبب الثالث في اللجوء إلى هذا الاتفاق بين إيران وإسرائيل، وفق «سهيل»، هو أن إسرائيل استنتجت من حربين كبيرتين جرتا بالعقود الأخيرة، وهي حرب لبنان مع بداية الثمانينات عندما دخلت إسرائيل لمدة 40 يوماً الحرب وتحولت المسألة غلى 18 عام، الأمر الذي أحد تآكلاً كبيراً لها، كما ظهر أيضاً في الحرب على قطاع غزة، فما تحقق في شهرين هو نفسه ما تحقق على مدار أكثر من عامين.