حسن حسني: مسيرة فنية حافلة وتكريم مستحق لفنان ترك بصمة لا تُنسى

في 19 يونيو، تحل ذكرى ميلاد الفنان الكبير حسن حسني، ذلك الاسم الذي ارتبط تلقائيًا بالبهجة والصدق والأداء الساحر. لم يكن مجرد ممثل، بل كان عمودًا أساسيًا في بناء السينما المصرية الحديثة، و"الأب الروحي" لجيل كامل من نجوم الكوميديا والدراما.
لكن رغم هذا الإرث الهائل، فإن الاعتراف الرسمي بما قدمه حسن حسني جاء متأخرًا، وإن كان مستحقًا بامتياز.
عطاء طويل في الظل
منذ بداياته على المسرح العسكري، مرورًا بمسرح الدولة والدراما التلفزيونية، وحتى تألقه في السينما، لم يتوقف حسن حسني عن العطاء، كان حاضرًا دائمًا، بأدوار لا تُنسى، سواء كان أبًا، شريرًا، طيبًا، أو حتى ذلك "الجد الخفيف الظل" الذي يحمل في نظراته حنينًا وحكمة.
لكنه ظل لسنوات يُكرَّم بالصمت فقط لم تُسلّط عليه الأضواء بالشكل الذي يستحقه، رغم أن ظهوره في أي عمل فني كان علامة نجاح مسبقة.
لحظة التكريم... متأخرة ولكن عظيمة
في عام 2018، منحه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي جائزة "فاتن حمامة التقديرية" عن مجمل أعماله.
لحظة وقوفه على المسرح، كانت مليئة بالمشاعر، خاصة حين قال: "كنت فاكر إنهم مش هيفتكروني غير لما أمشي."
كلمات مؤثرة خرجت من قلب فنان صادق، عبر بها عن وجع التهميش رغم الحب الكبير الذي يكنّه له الجمهور والزملاء على حد سواء.
الحب الذي لا يحتاج لجوائز
ربما تأخر التكريم الرسمي، لكن حسن حسني نال التكريم الحقيقي من الجمهور، كان جزءًا من كل بيت، وكل ضحكة، وكل لحظة دفء على الشاشة.
النجوم الذين انطلقوا بجانبه، مثل محمد هنيدي، أحمد حلمي، محمد سعد، أحمد السقا، وكريم عبد العزيز، لم يتوقفوا عن شكره واعتباره شريكًا في نجاحهم، و"تميمة حظهم" الحقيقية.
ما لا تمنحه الجوائز... تمنحه القلوب
في ذكرى ميلاده، نقف وقفة تقدير وامتنان، لهذا الفنان الذي لم يبحث عن البطولة المطلقة، لكنه نال بطولة القلوب.
كان ولا يزال مثالًا للفنان الحقيقي، الذي يترك أثرًا لا يُمحى، وضحكة لا تُنسى، وذكرى تبقى حتى بعد الرحيل.