مصر 2000: مفتاح إنهاء التصعيد بيد ترامب.. ونتنياهو لا يملك تفويض حرب

قال محمد غزال، رئيس حزب مصر 2000، إن التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران شهد تحولًا جذريًا في طبيعته، حيث تخلى الطرفان عن سياسات الاحتواء وضبط النفس، متجهين نحو مواجهة مباشرة تتسم بالجرأة واستعراض القوة. وأوضح أن هذا التغيير لا يقتصر فقط على المستويات الأمنية والعسكرية، بل انعكس أيضًا على توجهات النخب والرأي العام داخل البلدين، ما يشير إلى دخول المنطقة في مرحلة ضبابية يسودها الصدام بدلاً من التهدئة.
وأشار غزال إلى أن الضربة الاستباقية التي شنتها إسرائيل كانت بمثابة القشة التي أوقفت مسار المفاوضات مع الولايات المتحدة، وأجبرت الطرفين على الانخراط في تصعيد مفتوح. وأضاف أن إسرائيل أصبحت الآن في مواجهة مباشرة لا رجعة فيها، بينما تواجه إيران سيناريوهات معقدة، جميعها تنطوي على مخاطر جسيمة، حتى وإن لجأت إلى استخدام أوراقها الاستراتيجية، مثل تهديد الملاحة عبر مضيق هرمز، فإن هذه الخطوة قد تؤدي إلى رد فعل دولي واسع وتحول العالم بأسره ضدها.
أوضح محمد غزال، رئيس حزب مصر 2000، أن استمرار التصعيد سيُجبر إيران على تغيير نمط تعاونها الدولي، وقد تلجأ إلى تسريب التكنولوجيا النووية كأداة انتقامية، سواء إلى حلفائها أو إلى كيانات غير حكومية يصعب تتبعها. واعتبر أن هذا السيناريو ينذر بتحول الصراع من نزاع تقليدي بين دولتين إلى صراع شبكي عابر للحدود، يصعب احتواؤه أو السيطرة عليه.
وأشار إلى أن الهجمات في اليوم الرابع من المواجهة ركزت على استهداف البنية التحتية في كلا البلدين، في وقت توعدت فيه إيران بتوجيه ضربات صاروخية أكثر تدميرًا ضد منشآت حيوية داخل إسرائيل. وهو ما يدل، بحسب غزال، على أن الطرفين دخلا هذه المرحلة بعد استعدادات مسبقة دقيقة، إذ يمتلك كل منهما قائمة جاهزة بالأهداف، رغم محاولاتهما التعتيم على حجم الأضرار الفعلية.
وأكد غزال أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يملك حتى الآن تفويضًا لخوض حرب شاملة طويلة الأمد، كما أن إيران غير قادرة على تحمل صراع ممتد قد يُقوّض هيبتها، ويهدد استقرارها الاقتصادي، ويُبرز هشاشة نظامها السياسي. ولذلك، يرى أن مفتاح إنهاء التصعيد لا يزال بيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يملك وحده القدرة على ترجيح كفة إسرائيل، مما يجعل مستقبل هذه الأزمة مرهونًا بموقف الولايات المتحدة وتوجهات إدارتها في المرحلة المقبلة.