المحلل السياسي فراج اسماعيل في تصريحات خاصة للنهار : مصر لا ظهير لها الا شعبها

المحلل السياسي فراج اسماعيل والخبير في شؤون الشرق الاوسط يحلل للنهار عقب انتهاء اجواء اجتماعات القمة العربية في بغداد ان مصر لا ظهير لها الا شعبها وفي البداية اقول لا شيء يغضب من صفقات الدول الخليجية الثلاث مع ترامب فهم أحرار في أموالهم وسياساتهم الإقليمية.. لكن الغضب سببه أن مؤامرة جرت لعزل مصر عن موضوع ح م اس وهو كل ما بقي لها من ملفاتها الإقليمية.. (لا أحب نظرية المؤامرة ولكن ما جرى يؤكدها).
واشار اسماعيل حدة خطاب السيسي في القمة العربية يقود إلى ذلك. نداءه إلى ترامب بأن التطبيع مع الدول العربية وحده لا يكفي لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، بدون القضية الفلسطينية وحل الدولتين حيث ان ترامب ممتعض من لاءات السيسي الأربعة التي تحدثت عنها مدونة صحيفة "إسرائيل هيوم".. وهي الخاصة بالتهجير وزيارة واشنطن ومرور السفن الأمريكية التجارية والعسكرية مجانًا في قناة السويس والمشاركة في الحرب على الحوثيين وفي كواليس قمم عواصم الخليج مع ترامب جرى عزل مصر عن ملفها التاريخي "القضية الفلسطينية".. والمقصود عزل كتلتها السكانية الضخمة المتحمسة لهذه القضية والتي ضحت في سبيلها بالكثير جداً منذ عام 1948.
وأول النتائج.. القمة العربية الفاشلة في بغداد بسبب مقاطعتها من الزعماء، وثانيها المفاوضات التي تتم حاليا في الدوحة بين الوفدين الحمساوي والإسرائيلي، بتغييب للوسيط المصري لأن واشنطن تتواصل مباشرة مع حماس وتضغط عليها دون الاحتياج لمصر، ويرشح أن الحركة تدرس الموافقة على تنفيذ شروط يتكوف وهي مبادلة 10 أحياء من الأسرى في المرحلة الأولى مقابل 300 سجين فلسطيني، وإخراج القادة العسكريين من غزة بضمانات أمريكية بعدم ملاحقتهم، وإلقاء السلاح أو التخلي عنه.. مقابل هدنة من شهر ونصف إلى شهرين وليس وقف الحرب.
واضاف اسماعيل لكن ذلك لا يعني أن إسرائيل ستنسحب من قطاع غزة الذي وسعت عملياتها في شماله وجنوبه، وإنما ستحصر سكانه في ثلاث مناطق ضيقة وفقا لخريطة نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، استعدادا لخطوة التهجير التي يصر عليها ترامب ولم يجد مقاومة لها في العواصم الخليجية، خصوصا مع عرضه نقل مليون منهم إلى ليبيا، وهو عرض نفته واشنطن بعد 48 ساعة من نشر أخباره، لكنه على أي حال، هو اختبار لحالة التهجير التي تم الاستقرار عليها وفي النهاية القاهرة في وضع صعب وليس لها من ظهير إلا شعبها.