النهار
الأربعاء 14 مايو 2025 05:00 صـ 16 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ولي العهد والرئيس الأمريكي يرأسان أعمال القمة السعودية الأمريكية ويوقعان وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين حكومتي البلدين ” آل الشيخ ” في تغريدة بمنصة اكس ولي العهد صانع تاريخ وباني مجد أبو الغيط يشيد بقرار ترمب رفع العقوبات عن سوريا بين ”قطع العلاقات وعدم الاعتراف”.. السودان والإمارات وتصعيد غير مسبوق بين البلدين الإفتاء تستقبل وفدًا من أئمة ست دول إفريقية في ختام تدريبهم بأكاديمية الأزهر العالمية للتدريب رسالة من روسيا في احتفالية السد العالي اليماحي يبحث مع رئيس مجلس النواب البحريني سبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات الراهنة هدى يسى : الابتكار خطوة هامة نحو ريادة الأعمال ..واتحاد المستثمرات العرب يدعم التدريب من أجل التشغيل دون خسائر بشرية.. إنقلاب سيارة ربع نقل محملة بالحديد بطريق مصر إسكندرية الزراعى البنك الاهلي يتعادل إيجابيا بهدف لكل فريق أمام حرس الحدود في الدورى الاتحاد الأوروبي ومصر.. استثمارات مشتركة بقيمة 3.5 مليار يوروا في مجال المياه وزير التموين يعين محمد حلمي مديرًا لتموين بورسعيد

تقارير ومتابعات

بين ”قطع العلاقات وعدم الاعتراف”.. السودان والإمارات وتصعيد غير مسبوق بين البلدين

منعطف جديد تدخله العلاقات السودانية الإماراتية ينذر بأن الطريق بين البلدين بحاجة قوية لإعادة التعبيد والتمهيد خاصةً في ظل أوضاع تمر بها المنطقة العربية تستدعي التكاتف والتلاحم العربي لتجنب الانزلاق داخل نفق مظلم يصعب الخروج منه، ففي خطوة تعكس حجم التوترات بين البلدين أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني، في بيان له عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة واستدعاء طاقم السفارة السودانية من أبوظبي، وأكد مجلس الأمن والدفاع في بيانه، إغلاق السفارة والقنصلية السودانية واستدعاء جميع الأطقم الدبلوماسية من دولة الإمارات العربية المتحدة، مضيفاً أن «مجلس الأمن والدفاع السوداني يحتفظ بالحق في رد العدوان بكافة السبل للحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها ولضمان حماية المدنيين».

ليأتي الرد الإماراتي، غير معترف بمجلس الأمن والدفاع السوداني، مؤكداً على الامارات العربية المتحدة، لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، باعتبار أن هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان، حيث رفضت الخارجة الإماراتية في بيان رسمي لها التصريحات الصادرة عن سلطة بورتسودان التي تعتبر مناورة للتهرب من مساعي وجهود السلام، وشددت على أنّ السودان وشعبه الكريم بحاجة إلى قيادة مدنية ومستقلة عن السلطة العسكرية.

هذا التصعيد غير المسبوق بين الشقيقتين جاء بعد أن قضت محكمة العدل الدولية، بعدم اختصاصها للنظر في الدعوى التي رفعتها جمهورية السودان، ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، وذلك بسبب تحفظ الإمارات على المادة التاسعة من الاتفاقية، التي تمنح المحكمة ولاية النظر في النزاعات بين الدول الأطراف.

وأعلنت المحكمة بأغلبية تسعة أصوات مقابل سبعة، عن حذف القضية من قائمتها العامة، كما رفضت، بأغلبية 14 صوتًا مقابل صوتين، إصدار تدابير مؤقتة كان السودان قد طالب بها، فيما قالت المحكمة إنها تفتقر إلى الاختصاص القضائي، وبالتالي "يُمنع بموجب نظامها الأساسي اتخاذ أي موقف بشأن حيثيات ادعاءات السودان"، وأعلنت المحكمة، في قرارها، أنها ترفض إصدار أي تدابير مؤقتة كما طلبت الحكومة السودانية، وأمرت بشطب القضية من اللائحة العامة للمحكمة (General List)، ما يعني إنهاء النظر فيها بشكل كامل.

وكان السودان، طلب اتخاذ تدابير مؤقتة في إطار القضية التي رفعها ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تتهم فيها الخرطوم أبوظبي بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فيما يتعلق بما تتعرض له جماعة المساليت في إقليم دارفور، ففي مرافعته أمام محكمة العدل الدولية، كان قد اتهم وزير العدل السوداني بالإنابة، معاوية عثمان محمد خير، الإمارات بارتكاب "إبادة جماعية" ضد قبيلة المساليت، وقال إن الإمارات تواصل تزويد الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة عبر مطار أم جرس في تشاد، مما ساهم في مقتل آلاف الأشخاص في مدينة الجنينة، محذرًا من خطر تكرار المأساة في الفاشر، حيث تُحاصر مخيمات النازحين. ووفقًا لنص الدعوى، أرسلت الإمارات عملاء ومرتزقة من دول مثل الساحل وكولومبيا، وقدمت أسلحة متطورة كالطائرات بدون طيار، التي استُخدمت في قصف المدنيين. كما وُجدت أسلحة وجوازات سفر إماراتية في مناطق النزاع، وهو ما يعزز، بحسب الخرطوم، اتهاماتها بأن الدعم السريع "أداة" في يد أبوظبي، وبحسب الدعوى، يستفيد القائد العام لقوات الدعم السريع محمد.حمدان دقلو "حميدتي"، من دعم الإمارات من خلال توفير طائرة خاصة لسفره عبر الدول الأفريقية، كما تعمل الإمارات كمركز لأنشطة الميليشيا التجارية، حيث تستضيف جميع الشركات التجارية المملوكة للدعم السريع، وفقًا للدعوى.

فيما أكدت ممثلة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية ريم كتيت، أن الاتهامات المقدمة من جانب القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات زائفة، وقالت ممثلة الإمارات: "فكرة أن الإمارات هي التي تؤجج الصراع في السودان بعيدة عن الواقع وهذه الدعوة هي مثال لإساءة استخدام هذا الطرف للمؤسسات الدولية من أجل مهاجمة الإمارات في كل المناسبات من خلال التضليل وتقديم معلومات غير صحيحة"، موضحة أنه "منذ بدء الحرب لم تقدم الإمارات أي أسلحة لأي من طرفي الحرب"، وأشارت إلى "أنه بعد ما حدث في أبريل 2022، استثمرت الإمارات أكثر من 4 مليارات دولار في دعم الشعب السوداني والمؤسسات الوطنية والمساعدة في الانتقال إلى حكومة مدنية"، كما لفتت إلى أنه في إطار اتفاق عسكري وقع بين السودان والإمارات في يوليو 2021، طلب الجنرال عبد الفتاح البرهان من الإمارات المساعدة في تحقيق الانتقال السياسي، إلا أن هذه الجهود توقفت في أبريل 2023 مع اندلاع الحرب، مؤكدة كتيت أنه لا يوجد أي أساس قانوني لاختصاصها في هذا السياق، وقالت: "نتمسك بموقفنا بعدم اختصاص المحكمة مع احترامنا للقانون الدولي".