النهار
الأحد 29 يونيو 2025 12:45 صـ 2 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بمشاركة مصرية ودولية.. انطلاق مهرجان أبها للتسوق في نسخته الـ26 بالسعودية الإمارات تمد شريان حياة للقطاع الصحي الفلسطيني عبر “الفارس الشهم 3” رئيس الوزراء يشهد افتتاح أكبر مستودع لشركة جوميا مصر والمُصمم بأحدث التقنيات بعد معاتبة سيدة له.. ماذا حدث بين أسر ضحايا كفر السنابسة ومحافظ المنوفية؟ «شرشر» يهنئ الأستاذ هشام عبد الله والأستاذ محمد رجراجي بمناسبة زفاف العروسين وليد ونوال رحاب الجمل أحدث المنضمين لقائمة نجوم” الست لما” مع يسرا خبراء لـ «النهار»: ضرب إيران لم يضعف الحوثيين وقدرتهم كبيرة على التكيف مع الواقع الجديد عبير صبري عبر إنستجرام: تم الإنفصال بكل هدوء وتفاهم أتمنى لكل منا التوفيق أمريكا تغري إسرائيل بمكافأة ثمينة مقابل إنهاء حرب غزة.. فما التفاصيل؟ آخر تطورات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.. وزير فلسطيني سابق يوضح التفاصيل أم العروسة مع العريس وتعلق: ” زغرطولي”... مفيدة شيحة تحتفل بزفاف نجلتها منة ريهام الصيرفي على شاشة المحور ببرنامج “هام مع ريهام”

تقارير ومتابعات

بين ”قطع العلاقات وعدم الاعتراف”.. السودان والإمارات وتصعيد غير مسبوق بين البلدين

منعطف جديد تدخله العلاقات السودانية الإماراتية ينذر بأن الطريق بين البلدين بحاجة قوية لإعادة التعبيد والتمهيد خاصةً في ظل أوضاع تمر بها المنطقة العربية تستدعي التكاتف والتلاحم العربي لتجنب الانزلاق داخل نفق مظلم يصعب الخروج منه، ففي خطوة تعكس حجم التوترات بين البلدين أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني، في بيان له عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة واستدعاء طاقم السفارة السودانية من أبوظبي، وأكد مجلس الأمن والدفاع في بيانه، إغلاق السفارة والقنصلية السودانية واستدعاء جميع الأطقم الدبلوماسية من دولة الإمارات العربية المتحدة، مضيفاً أن «مجلس الأمن والدفاع السوداني يحتفظ بالحق في رد العدوان بكافة السبل للحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها ولضمان حماية المدنيين».

ليأتي الرد الإماراتي، غير معترف بمجلس الأمن والدفاع السوداني، مؤكداً على الامارات العربية المتحدة، لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، باعتبار أن هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان، حيث رفضت الخارجة الإماراتية في بيان رسمي لها التصريحات الصادرة عن سلطة بورتسودان التي تعتبر مناورة للتهرب من مساعي وجهود السلام، وشددت على أنّ السودان وشعبه الكريم بحاجة إلى قيادة مدنية ومستقلة عن السلطة العسكرية.

هذا التصعيد غير المسبوق بين الشقيقتين جاء بعد أن قضت محكمة العدل الدولية، بعدم اختصاصها للنظر في الدعوى التي رفعتها جمهورية السودان، ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، وذلك بسبب تحفظ الإمارات على المادة التاسعة من الاتفاقية، التي تمنح المحكمة ولاية النظر في النزاعات بين الدول الأطراف.

وأعلنت المحكمة بأغلبية تسعة أصوات مقابل سبعة، عن حذف القضية من قائمتها العامة، كما رفضت، بأغلبية 14 صوتًا مقابل صوتين، إصدار تدابير مؤقتة كان السودان قد طالب بها، فيما قالت المحكمة إنها تفتقر إلى الاختصاص القضائي، وبالتالي "يُمنع بموجب نظامها الأساسي اتخاذ أي موقف بشأن حيثيات ادعاءات السودان"، وأعلنت المحكمة، في قرارها، أنها ترفض إصدار أي تدابير مؤقتة كما طلبت الحكومة السودانية، وأمرت بشطب القضية من اللائحة العامة للمحكمة (General List)، ما يعني إنهاء النظر فيها بشكل كامل.

وكان السودان، طلب اتخاذ تدابير مؤقتة في إطار القضية التي رفعها ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تتهم فيها الخرطوم أبوظبي بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فيما يتعلق بما تتعرض له جماعة المساليت في إقليم دارفور، ففي مرافعته أمام محكمة العدل الدولية، كان قد اتهم وزير العدل السوداني بالإنابة، معاوية عثمان محمد خير، الإمارات بارتكاب "إبادة جماعية" ضد قبيلة المساليت، وقال إن الإمارات تواصل تزويد الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة عبر مطار أم جرس في تشاد، مما ساهم في مقتل آلاف الأشخاص في مدينة الجنينة، محذرًا من خطر تكرار المأساة في الفاشر، حيث تُحاصر مخيمات النازحين. ووفقًا لنص الدعوى، أرسلت الإمارات عملاء ومرتزقة من دول مثل الساحل وكولومبيا، وقدمت أسلحة متطورة كالطائرات بدون طيار، التي استُخدمت في قصف المدنيين. كما وُجدت أسلحة وجوازات سفر إماراتية في مناطق النزاع، وهو ما يعزز، بحسب الخرطوم، اتهاماتها بأن الدعم السريع "أداة" في يد أبوظبي، وبحسب الدعوى، يستفيد القائد العام لقوات الدعم السريع محمد.حمدان دقلو "حميدتي"، من دعم الإمارات من خلال توفير طائرة خاصة لسفره عبر الدول الأفريقية، كما تعمل الإمارات كمركز لأنشطة الميليشيا التجارية، حيث تستضيف جميع الشركات التجارية المملوكة للدعم السريع، وفقًا للدعوى.

فيما أكدت ممثلة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية ريم كتيت، أن الاتهامات المقدمة من جانب القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات زائفة، وقالت ممثلة الإمارات: "فكرة أن الإمارات هي التي تؤجج الصراع في السودان بعيدة عن الواقع وهذه الدعوة هي مثال لإساءة استخدام هذا الطرف للمؤسسات الدولية من أجل مهاجمة الإمارات في كل المناسبات من خلال التضليل وتقديم معلومات غير صحيحة"، موضحة أنه "منذ بدء الحرب لم تقدم الإمارات أي أسلحة لأي من طرفي الحرب"، وأشارت إلى "أنه بعد ما حدث في أبريل 2022، استثمرت الإمارات أكثر من 4 مليارات دولار في دعم الشعب السوداني والمؤسسات الوطنية والمساعدة في الانتقال إلى حكومة مدنية"، كما لفتت إلى أنه في إطار اتفاق عسكري وقع بين السودان والإمارات في يوليو 2021، طلب الجنرال عبد الفتاح البرهان من الإمارات المساعدة في تحقيق الانتقال السياسي، إلا أن هذه الجهود توقفت في أبريل 2023 مع اندلاع الحرب، مؤكدة كتيت أنه لا يوجد أي أساس قانوني لاختصاصها في هذا السياق، وقالت: "نتمسك بموقفنا بعدم اختصاص المحكمة مع احترامنا للقانون الدولي".