ثورة غضب بين المثقفين بعد إغلاق قصور الثقافة المستأجرة

في قرارٍ أشعل موجةً عارمةً من الغضب بين المثقفين والفنانين، أقدم الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة على إغلاق عددٍ من قصور الثقافة المستأجرة، مُتذرعًا بترشيد الإنفاق، في خطوةٍ وُصفت بأنها "طعنةٌ في ظهر الإبداع".
وفجر القرار ثورة غضب بين المبدعين ووجهوا سهام النقد للوزير معتبرين القرار انتكاسةً كبرى تُهدد البنية الثقافية في مصر، وتُحول مراكز الإشعاع الفكري إلى مجرد ذكرياتٍ مطويةٍ في أرشيف الإهمال.
حيث أكد الروائيون والشعراء، أن الثقافة ليست مصنعًا يُغلق عند أول أزمة مالية، بل هي روح الأمة التي لا تُقاس بالجنيه.
من جانبه وجه الكاتب الكبير أحمد الخميسي انتقادات لاذعة لوزارة الثقافة قائلا: في حديث أدلى به وزير الثقافة أحمد هنو، يوم الخميس 8 مايو بشأن قصور الثقافة أكد أنه تجري حاليا مراجعة شاملة لأوضاع وبيوت الثقافة، وشدد على أن العاملين في القصور: "التي ستغلق لن يتأثروا سلبيا"، ومعنى ذلك أن النية متجهة من قبل أي مراجعة الى اغلاق عدد من بيوت الثقافة التي قامت بدور كبير في نشر الوعي رغم كل مشكلاتها.
وأضاف: كنا نود أن نسمع من الوزير عن افتتاح المزيد من المراكز الثقافة لا إخماد وإطفاء نور البعض منها. ويأتي تصريح الوزير في سياق سياسة سابقة مستمرة نحو تقليص نشاط القصور الثقافية، ومن ذلك اغلاق قصر ثقافة المنصورة، وقد وصلت مهزلة الاغلاق إلى حد أن العاملين في فندق قصر ثقافة الغردقة مازالوا يطالبون منذ ربع القرن بتشغيل وافتتاح المركز الذي تكلف بناؤه عشرين مليون جنيه وظل مغلقا.
واكمل: مع أن وزير الثقافة إنسان أنيق ودمث إلا أن مهام الوزارة أكبر من مجرد الأناقة، وكنا نتوقع حكما بالظروف التي نمر بها أن يصرح الوزير بإعادة بناء دور العرض الشهيرة التي هدمت مثل سينما ريفولي وغيرها. ومعروف أن لهيئة قصور الثقافة مشكلاتها الكثيرة وجزء منها يتعلق بالفساد المالي، وحسب تصريح في 2011 لسعد عبد الرحمن رئيس الهيئة وقتها فإن الفساد: " مازال موجودا في هيئة قصور الثقافة "، والفساد في الأجهزة الحكومية يكاد يكون أمرا مألوفا، لكنه لم يؤد قط إلى اغلاق تلك المؤسسات. وإذا كان ولابد من تكرار المفاهيم البديهية للسيد الوزير فإننا نقول له إن مصر في أشد الحاجة إلى التنوير والثقافة خاصة في المناطق البعيدة مثل الصعيد وغيرها، وأننا كنا بحاجة للعديد من الأفكار والمقترحات المبتكرة لتطوير العمل في قصور الثقافة ولكن ليس اغلاقها.
وختم بقوله: القرار الذي استقرت عليه النية حتى قبل مراجعة نشاط بيوت الثقافة مؤسف للغاية، لأننا ما لم ننتصر في معركة الوعي سنظل نجر أنفسنا بصعوبة نحو الآمال المنشودة. طور ولا تغلق، افتح ولا تغلق، ابني ولا تهدم، وما عدا ذلك لم يعد مفهوما ما الذي تريدونه.
ومن جانبه قال الكاتب الكبير يوسف القعيد نحن في أمس الحاجه لأكبر عدد من قصور الثقافة خاصة خارج اسكندريه والقاهرة واسيوط ،المدن الكبرى الموجود بها بدائل للنشاط الثقافي ،قائلا : لا اوافق على غلق قصور الثقافة إلا لو أن هناك أسباب أخرى لم يتم الإعلان عنها هذا موضوع اخر .
وأوضح أن الأغلاق ليس الحل واذا كان هناك قصور يجب محاسبة من يلا يعمل ومحاكمته وتطبيق جزاءات عليه ،معقبا :أتمنى افتتاح قصور ثقافة أكبر وأن تصل إلى القرية المصرية والمدينة الصغيرة والحي الشعبي جميعها فى أمس الحاجه إلى وجود ثقافة بها.
وعن المسارح المتنقلة أكد أنها شئ عظيم ويجب أن نبدأ بالقرى والعزب والنجوع قبل المدن لوجود وسائل ترفيهية بها كثيرا بينما سكان القرى فى أمس الحاجه لأنشطة .
ووأكد أن المسارح المتنقلة لا يمكن أن تحل مكان الثابتة وأن المسارح الثابتة أفضل ولكن من الممكن أن تلعب المسارح المتنقلة نفس الدور .