النهار
الإثنين 5 مايو 2025 06:21 مـ 7 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
شوط أول سلبي بين سيراميكا وبتروجت في الدوري الممتاز بدأً من اليوم.. واتساب يتوقف عن العمل على هواتف أيفون القديمة إجراءات عاجلة من التنمية المحلية بشأن عقارات الإيجار القديم نجم الأهلي يواصل الغياب أمام المصري في الدوري الممتاز رافينها يكشف: ”كنت على بُعد خطوة من تمثيل منتخب إيطاليا!” وزيرة التضامن: العنف السيبراني ضد المرأة انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان كل ما تود معرفته عن صندوق حماية وتشغيل العمالة غير المنتظمة بقانون العمل الجديدة البنود الكاملة لمشروع قانون الإيجار القديم.. موقف المالك والمستأجر الزمالك يراقب موقف كريستو مع الأهلي تمهيدًا لصفقة محتملة بروتوكول تعاون بين النقابة العامة للأطباء ومستشفيات بهية لدعم الطبيبات وأسر الأطباء في مجال الكشف المبكر وعلاج سرطان الثدي المخرج طارق العريان يبدأ تصوير فيلم ”السلم والثعبان 2” بطولة عمرو يوسف و أسماء جلال وزير الاتصالات يغادر إلى طوكيو للمشاركة فى فعاليات مؤتمر ”سوشى تك 2025”

عربي ودولي

الجنوب المنسي: تعويضات لم تسلم وشوق المغتربين في لبنان

ندوبًا غائرة في جنوب لبنان، تركتها الحروب والاجتياحات لكن الجراح لا تزال تنزف ألمًا ليس فقط في الذاكرة، بل في تفاصيل الحياة اليومية لسكانها.

مرت سنوات عجاف على آلاف ممن هجروا قراهم بحثًا عن الأمان وسبل العيش في الخارج ما زالوا ينتظرون وعدًا لم يتحقق قط: التعويضات التي قيل لهم إنهم سيحصلون عليها مقابل خسائرهم. وبينما تعاقبت الحكومات، بقي ألمهم جاثمًا – مهملاً، غير معترف به.

ووفقا لشبكة “مونت كارلو الدولية، يعيش المواطنون لحظات محمّلة بأسئلة كثيرة فحواها تعويض الخسائر وتوقيت إعادة الإعمار، وبين الواقع والوعود، والكشف عن الأضرار وصرف التعويضات طريق طويل وقلوب لا تزال معلّقة بالآمال تتراكم الأوراق والأرقام فى أنتظار التعويضات لتضميد الجراح التى طال أنتظارها.

عقب كل حرب، وكل عملية نزوح، كانت الأصوات الرسمية تعلن: "سنعيد البناء. سنعوض المتضررين". لكن خلف العناوين الرئيسية والخطابات الرنانة، تكمن حقيقة أكثر قسوة. العديد من المنازل التي دمرت خلال حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 لا تزال مبنية جزئيًا فقط، بينما لم يشهد البعض الآخر أي إصلاح على الإطلاق. تُركت عائلات بأكملها تواجه متاهة بيروقراطية معقدة، أو أسوأ من ذلك، تشاهد حقوقها وهي تُمسح بهدوء بفعل الفساد، أو الانهيار الاقتصادي، أو الإهمال الصارخ.

وتبين أن الجنوب أصبح أرضًا للهجرة والرحيل. من ساحل العاج إلى البرازيل، ومن ألمانيا إلى أستراليا، بنت أجيال من اللبنانيين الجنوبيين حياة جديدة في المنفى ليس اختيارًا، بل ضرورة .

يقول رجل من الخيام، يعمل الآن في أبيدجان، بوضوح: "ما زلت أملك أرضًا هناك، لكن لا يوجد كهرباء، ولا طرق، ولا فرص. إلى ماذا سأعود؟”.

تكشف الوكالة أنه بعد وقف إطلاق النار، لا تزال لجان الكشف قليلة العدد وبطيئة في القرى الحدودية، وأخرى لم تستطع الانتهاء من مهامها في كل البلدات الجنوبية التي لم تعد مهددة، ومواطنون منشغلون بترميم ما يمكن ترميمه كل بحسب امكاناته.

ولفتت إلى أن على الرغم من صمودهم وتضحياتهم وغالبًا ما كانوا في الخطوط الأمامية لتاريخ لبنان الحديث لم يحصل سكان الجنوب على ما يستحقونه قط. قُطعت وعود بالتنمية، لكنها لم تتحقق. لا تزال البنية التحتية متداعية، والخدمات غير منتظمة، ولا يزال الشباب يهاجرون بحثًا عن العمل، تاركين وراءهم آباء مسنين ومنازل خاوية.

وتعلو اليوم الأصوات مجددًا. ناشطون ومنظمات مجتمع مدني يطالبون بالعدالة لا بالصدقة. إنهم يدعون الدولة اللبنانية، والمجتمع الدولي، إلى الوفاء بالتزاماتهم السابقة، والتحقيق في إساءة استخدام أموال إعادة الإعمار، وتسليم ما هو مستحق لهم. مطالبهم بسيطة: تعويض، وكرامة، وحق العودة ليس كلاجئين، بل كمواطنين شرعيين في أرضهم، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام لبنانية.

واختتمت وكالة مونت كارلو قولها إن قصة جنوب لبنان ليست مجرد قصة خسارة، بل قصة مثابرة. شعبه سواء كانوا يعيدون بناء المنازل المدمرة أو يبنون حياة جديدة في أراض بعيدة لم يتخلوا أبدًا عن وطنهم. التعويض الذي يسعون إليه ليس مجرد تعويض مالي. إنه رمز للانتماء، ولعدالة طال انتظارها، ولوطن لا يزال ينتظر أن يعترف بأبنائه المنسيين.