هبة جمال الدين: الأفروسنترك حركة متطرفة عابرة للحدود.. إدعائاتهم واهيه ولكن أصواتهم عالية

أقميت أمس الأربعاء ندوة بعنوان الثقافة الإفريقية والأفروستانتك وتأثيراتها على مصر بحضور كلاً من أ.م.د هبة جمال الدين/ رئيس قسم الدراسات المستقبلية الأستاذ المساعد في العلوم السياسية والدراسات القومية في معهد التخطيط القومي، ود. علاء الدين شاهين/ عميد كلية الأثار السابق بجامعة القاهرة، واللواء د طارق طه/ رئيس قسم الخلايا الجذعية بمركز البحوث الطبية والطب التجديدي، وادار الندوة د. السيد فليفل العميد الاسبق لمركز البحوث الإفريقية بجامعة القاهرة

حيث قدمت الدكتورة هبة جمال الدين عرض وافي عن طبيعة حركة الأفروسنترك موضحة بان "الحركة تحاول ان تاخذ من صورة الثقافة والطابع الافريقي ولكنها أبعد ما تكون عن ذلك، تتميز بانها متطرفة فكرياً، فحركة الأفروستانتك حركة لصه، وتحاول ان تثبت أن لها فضل على الحضارة الإنسانية، وانها يمكنها إستيعاب كافة الخلافات الموجودة".

مقتبسة مقولة الزعيم كوامي نيكروما: "نحن افارقه لان افريقا ولدت فينا وليس لاننا ولدنا في افريقيا" للتدليل على منهجية تأسيس الحركة.

قائلة: "كلنا شاهدنا فيلم كيلوباترا المليء بإدعاءات بعيدة كل البُعد عن الصحة، بعض اعضاء الحركة يتصوروا في متحفنا واهرامتنا لتزوير التاريخ. ركائز الحركة تقوم على الأفتراءات للمطالبات السياسية وهي الاخطر، بدأو يستخدموا نظريات عنصرية، يتحدثوا فيها عن نقاء العرق ونظرية التهجير لاثبات انهم اصحاب الحضارة، بالأستعانة بالعلوم الجينية وعلم التشريح وهو ما اثبت كذبهم في الأصل، لذا فانهم يطالبون بتهجيرنا وحتى إبادتنا، وهو ما جعلنا نحاول ان نفند تلك المزاعم والإتهامات بادلة تاريخية وجينية وجيومترية"

مضيفة: "إدعائاتهم ان حركة الأفروستانتك ان النوبة هم أصل مصر، وان النوبة هو الشعب الاول ولكن أصولهم من إفريقيا من أثيوبيا بالتحديد، مما جعلهم ان يحاولوا ان يستخدما نظرية الفرقة للتقسيم ومحاولة إقناع أهل النوبة بفكرهم، على الرغم من عدم إمتلاكهم سوى نظريات لا تخضع للعلم او للمنطق، ولكن للحركة صوت عالي، على الرغم من كونهم ليسوا أصحاب حق، ولكن صوتهم فيه مخاطرة شديدة، فتلك الحركة لها مكانتها في الولايات المتحدة الامريكية وتستخدم بعض الاتفاقيات وجز من ميثاق الامم المتحدة الملزم والذي يتحدث عن حقوق الشعوب الاصلية والذي يمكن اثباته عن طريق الحمض النووي والتراث والاثار"

د هبة جمال الدين: "إدعاءات حركة الأفروسنتك هي نفس إدعاءات الحركة الصهيونية في فلسطين"

ليس كل الأفارقة الامريكان أفروسنتك، عددهم تقريباً 17 مليون موزعين في دول المهجر، وجدنا ان أول مؤتمر للحركة حدث منذ 108 سنة! أخر هذه المؤتمرات كانت منذ 35 عام!استمرار ونشر السردية والديمومة يحتاج إلى اعادة نظر، لديهم الان عيد وطني يستخدموه للترويج، عن طريق الحفلات والمتاحف وبعض الأساليب الاقتصادية والمقالات، حتي انه يُستخدم بعض الاثار المقلدة في بعض المتاحف واستخدام الذكاء الأصطناعي وأصدار كتابات وأغاني (راب)!. لذا يتم منع بعض من مغنيين الراب من دخول مصر.

د هبة جمال الدين: اصبحت لديهم شركات تمول وتدعم هذه المؤتمرات والفعاليات التي يعملون عليها.

قالت: "وجدنا زخم كبير في البحث العلمي تجاه الأفروسنتك، وللاسف وجدنا ان هناك مصريين يعملون مع السردية الأفروسنتكية، وجدنا بحوث ومقالات وحتى رسائل ماجستير وكتب مترجمة! ويتم ترجمة تلك السردية 517 لغة محلية افريقية بواسطة الذكاء الأصطناعي. من اهم الجامعات التي تعمل في هذا السياق جامعة هاورد والتي حضر حفل تخرج دفعتها كاميلا هاريس وبايدن، وان لم تتبنى الحكومة الامريكية تلك الافكار الا انها تؤكد ان هناك شيء في الجعبة الامريكية تنتظر حدوث شيء او أمر اخر!. هناك العديد من المراكز البحثية التي تعمل وفق لتلك السردية، فوجدنا 27 الف ورقة بحثية في هذا المسار، وتلك الأوراق لم تأت مصادفة او بعشوائية. فسلاح الطوائف والعرق هو المنتشر، ولكن أهل النوبة في منتى الوطنية، فقد ارسلوا عام 1996 شخص يدعى يوسف بن إثيوبي افروأمريكي يحمل الجنسية الإسرائيلية حاخام يهودي، حاول ان يتحدث معهم على اساس انه أمير النوبة ولكن اهل النوبة ضربوه بالعصي وهو مخمور.

جهات التمويل متعددة ومتنوعة، وتعمل خارج حدود الدول الأفريقية، وتستخدم ورش عمل ورحلات ومؤتمرات تحت عنوان "العودة للوطن"، ولديهم فكرة الأستحواذ في التأسيس لجهات التمويل الخاصة به، فهم يعتمدوا شبكة قوية ومعقدة.

مستقبل حركة الافروسنتك

د هبة جمال الدين: تلك الإدعاءات يحاولوا توظيفها لتتقاطع مع حقوق مصر المائية.

قالت: اهم القوى صاحبة التأثير النوبة، انما اصحاب المصلحة هم إسرائيل وامريكا، اما عن الاتحاد الافريقي والدول الافريقية فهم رافضين لتلك السردية ولكن ربما يتم تغيير أرائهم في وقت ما. لذا السيناريوهات المتوقعة؛ اما ان يستمر الوضع كما هو عليه، او ان الولايات المتحدة تتبني اراك تلك الحركة لوضعة ملف حقوق الأنسان ضد مصر، وربما يتم الربط بين اثيوبيا واسرائيل وهذا يقوض عملية حقوق النيل لمصر. لذا فيمكننا اتباع استراتيجية تهميش تلك الحركة، فلن استطيع مجابهتها في عقر دارها في امريكا او دول اوروبا. وحماية الاثار المصرية من الإدعاءات الأفروسنتكية، ونشر السردية التاريخية، وفرض الاحتواء في النوبة.

كلارنس واريتون: المركزية الافريقية ليست الا نسخة سوداء من المركزية الاوروبية بنفس التطرف العرقي، وتستند إلى اساطير عرقية وعصبية بلا سند تاريخي او علمي واحد، ولا تعترف بالتعددية الثقافية تماماً كما تفعل المركزية الاوروبية.