النهار
السبت 6 ديسمبر 2025 09:47 مـ 15 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
”الصحة” تكشف حقيقة وجود فيروس كورونا من جديد.. ومؤتمر عاجل لعرض خريطة الإصابات التنفسية «عالم نجيب محفوظ».. مسابقة لإعادة تصميم أغلفة روايات أديب نوبل في معرض الكتاب 2026 ملفات الدفاع وصفقات السلاح تتصدر مباحثات بوتين ومودي السفير صالح موطلو شن: ” فنجان من القهوة يحفظ المودة لـ 40 عاما” جمعية رجال أعمال إسكندرية تبحث سبل التعاون مع وزارة التجارة والصناعة في سنغافورة جامعة الإسكندرية تحصد لقب الجامعة الأكثر استدامة في أفريقيا لعام 2025 خلال اليوم الدراسي.. ولي أمر يحرر محضرًا ضد مدير معهد أزهري بتهمة التحرش بتلميذة في قنا بعد نجاح المسلسل.. «بيكي بلندر: الرجل الخالد» في طريقه إلى السينما وNetflix تسبب في قطع التيار أيام.. السجن 3 سنوات لعاطل لسرقة الأسلاك الكهربائية من المقابر بقنا «سهير المرشدي» أيقونة دورة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي 2026 توتنهام يهزم برينتفورد 2-0 ويعزز موقعه في الدوري الإنجليزي «إلهام شاهين.. امرأة بلا أقنعة» سيرة ذاتية بلسان صاحبتها عن دار حابي

تقارير ومتابعات

خاص| الحُلم بحياة الموتى” أقصى أحلام سكان منطقة محمد عبده بالبحيرة: لا مياة ولا كهرباء ومنازل تحويها الأفاعي ”فيديو وصور”

مراسلة النهار مع أهالي منطقة محمد عبده بالبحيرة
مراسلة النهار مع أهالي منطقة محمد عبده بالبحيرة



الحُلم برشفة ماء نظيف أقصى طموحاتهم البسيطة، معاناة لم يتحملها إلا من اضطر لتذوق مرارة العيش بها، أكثر من 200 منزل مأوى لنحو 4000 نسمة يعيشون الانتحار الإجباري وسط مخاطر الموت منذ أكثر من 70 عامًا، يلجأون للاستحمام داخل المقابر لأنها المكان الوحيد المتوفر به الماء والذي يتوسط منطقة سكنهم، كما حُرم أبناءها من التعليم لضيق المعيشة.

وسط مدينة حوش عيسى، بمحافظة البحيرة، وتحديدًا منطقة محمد عبده، يعيش الأهالى تحت خطر الصفر يحلمون بمعيشة موتى المقابر في منطقتهم نظرًا لنظافتها ووجود المياة بها، ينتظرون وصول حياة كريمة بلهفة تمني تحقيق المعجزات وكأنها أخر مركب للنجاة من بحر الثعابين والمنازل الغير أدمية ونقص كافة الخدمات.

الحُلم بحياة الموتى..أقصى أحلام سكان منطقة محمد عبده

والتقت عدسة "جريدة النهار المصرية" مع أهالي منطقة محمد عبده بمركز حوش عيسى بالبحيرة، لرصد معاناتهم مع نقص الخدمات وسر حُلمهم بحياة الموتى، ليبدأ "مصطفى حسن" أحد سكان المنطقة المتضررين، قائلاً: قدمنا الكثير من الشكاوي لمجلس المدينة ولا حياة لمن تنادي، ويبلغ عدد المنازل بالمنطقة 200 منزلاً جميعهم متضررين ومعدومي الخدمات، ليس هناك صرف صحي ولا ماء ولا كهرباء، بخلاف القوارض والأفاعي والحشرات التي تقطن المنازل معنا.

وتابع: أعمل باليومية والأغلبية العظمي من سكان المنطقة ليس لنا دخلاً للمعيشة، فأنا وأسرتي لم نأكل إلا وجبة واحدة في اليوم إن وجدت، بالإضافة إلى هناك أطفال كثيرة توفت من قلة الطعام ولدغ الثعابين، وهذه المنطقة يتوسطها مقابر مدينة حوش عيسى، ويأتيها جميع المسئوولين لدفن ذويهم بمقابر متوفر بها جميع الخدمات ماء وكهرباء، نحن الأحياء بالمنطقة لم يتوفر لنا كل هذا، ولذلك نحلم بحياة الموتى.



مواطنين على سفينة اليأس..نحلم بحياة كريمة

ومن جانبه أضاف المواطن كامل أحمد كامل خميس، في الستينيات من عمره، قائلاً: منذ أن ولدت وأنا أعيش بمنطقة محمد عبده، وهي على هذا الوضع نحن نعاني ولم نعش يومًا كريمًا كباقي البشر، وأقصى حلمي أن ارتاح من هذه المعاناة ويدخل بيتي المياة والصرف وأشيد منزلي بالخرسانة بدلاً من القش والبوص، حلمي أعيش حياة كريمة.


بنشيل المياة على رؤوسنا من وسط المقابر..معاناة سيدات منطقة محمد عبده

بملامح يكسوها الحزن والشقاء، تروي "أم تامر" خمسينية بالعمر، عن معاناتها بالمعيشة في منطقة محمد عبده، قائلة: أنا أم لـ 7 أبناء وأرملة، وسيدة مسنة لم أتحمل كل هذا العناء في تلبية أقصى حقوقنا بالحياة، وهي شرب ماء نظيف، ولكننا كسيدات بالمنطقة نذهب لتعبئة المياة من المقابر ونخشى في الليل من اللصوص، ولكنه أمر مفروض علينا، ونطالب بتوفير الخدمات من مياة وصرف صحي على الأقل "اكرمونا وارحمونا كسيدات مسنات لا نتحمل هذا الشقاء".