النهار
السبت 26 يوليو 2025 03:31 مـ 30 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تحالف الشمول المالي AFI يصدر دراسة حول المبادرة الرئاسية ”سكن لكل المصريين” الإسكان تتابع مشروع إنشاء القوس الغربى لمحور اللواء عمر سليمان بمحافظة الإسكندرية لحظة ”إغماء” تكتب نهاية مأساوية لممرضة فى كفر شكر اليوم الأكثر حاراً على محافظة كفرالشيخ ودرجة الحرارة تقترب من الـ43 درجة مئوية «شعبة الاتصالات»: نرفض تطبيق رسوم الضريبة على الهواتف المحمولة بأثر رجعي بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة..استشاري نفسي يقدم نصائح هامة للطلاب وأولياء الأمور جورج وسوف ينعى زياد الرحباني بكلمات مؤثرة: أعمالك ستبقى خالدة الصحة: أكثر من 60 مليون زيارة نسائية لخدمات الفحص والتوعية باكستان تحث منصات التواصل الاجتماعي العالمية لحظر حسابات الجماعات الإرهابية المحظورة كيف أنقذ باو فيكتور ميزانية برشلونة وساهم في تخفيف قيود اللعب المالي النظيف؟ جوري بكر تنتقد سلوكيات الشباب في الساحل الشمالي: ليه بنعوج لسانا على العمال؟ نادي البنك الأهلي يتحرك بعد معاناة السفر للناشيء حسن أحمد حسن

ثقافة

حينما يفضل الإنسان خفة العمى يذهب لدار وعد

الكاتب: رانيا علي فهميفي إطار الصالون الثقافي لدار وعد تنظم الدار ندوة لمناقشة رواية خفة العمى للروائى أسامة حبشى، و الصادرة عن دار الدار ، يناقش الرواية الروائى مكاوى سعيد والكاتب الصحفى سيد محمود والشاعر محمود خير الله، وذلك فى الساعة التاسعة مساء يوم الثلاثاء الموافق 28 سبتمبر الجارى .يذكر أن أسامة حبشى من مواليد عام 1970 وهو روائى وسيناريست ومخرج مستقل، وأخرج فيلمين قصيرين الأول بعنوان حمام شعبى والثانى بعنوان يوم عادى وشارك به فى مهرجان تورينو السينمائى بإيطاليا عام 2006.من أجواء الرواية برغم أنني علي حافة الموت الآن، إلا أنني أردت السباحة في قراري للنهاية، مستسلماً لكل الممارسات السادية، سواء من جانبي تجاه نفسي أم من جانب حياة وصديقها اللص سرور كوبايا تجاهي، تلك السادية الممتدة منذ شهر إلي الآن، لذلك كنت أغوص في قاع المجهول محتمياً فقط بفضولي وغبائي لمعرفة النهاية، هذه النهاية التي رأيت بعضا منها، لكن نحن في دنيا ولدت من بطن صدفة عجيبة، صدفة قامت علي قطف ثمرة، لذلك لا أستطيع الجزم بشئ سواء تجاه النهاية أم تجاه خوفي من تلك اللحظة، خاصة أن الصدفة في بلادنا تمتلك من الميوعة والمرونة ما تعجز عن فهمه أبداً، فهي بالضبط - أقصدالصدفة - خفة الكائن التي لا تحتمل كما يقول ميلان كونديرا .بدأ ثلاثتنا أنا/ حياة/ اللص/ اللعبة، وعلينا الوصول للنهاية، بغض النظر عمن سيكسب ومن سيخسر، والغريب أني كنت للحظات أقفز عن غير قصد خارج اللعبة مفكراً في حريتي من العمي الأخير، وأني غداً سأعود وسأنضم من جديد إلي قطيع المبصرين في مدينة تنهار شرق الشمس في بطء سخيف، دون معرفة ما سيؤول إليه انهيارنا، هل سيؤول إلي نهر أم إلي بخار، فقط كان بداخلي إحساس ينفصل عن تلك اللحظة وهو أني أود الاحتفال، الاحتفال بيوم هو آخر يوم لي كأعمي، نعم الاحتفال هو الكلمة التي أود أن أقولها تحديداً، فأنا الآن أشبه حصاناً ظل مربوطاً لأعوام وفجأة أطلق سراحه وسط الصحراء، فظل يجري ويجري دون رغبة في معرفة أين يذهب أو أين يعودبالطبع كان إحساسي اليوم مختلفاً بالنسبة لـ حياة، أو لصديقها اللص، فهما صاحبا اللعب، وصاحبا القرار، وأنا مجرد ضيف خفيف، ضحية، أو علي الأقل شخص تافه كفيف، سيموت، وعندئذ سيبيعان شقته وستكون أمريكا أقرب من الذهاب إلي بولاق أبوالعلاقبل أن أسرد هذا اليوم أود أن أشير سريعاً إلي معذبتي وصديقها اللصحياة كانت فتاتي السابقة لمدة ثلاثة أعوام، وقبل عام من الآن اختفت، وظننت أن علاقتنا ماتت وأنها لن تعود ثانية، لسبب بسيط وهو أن حياة من طائفة بنات وسط البلد، ووسط البلد هي لب الصدفة ومجالها الأوحد، لذلك صارت وسط البلد بالنسبة لي كما الصدفة خفة الكائن التي لا تحتمل حياة كانت منزوعة الماضي مثل أشباح تظهر وتختفي وعليك أن تقبلها كما هي دون أسئلة أو بحث، كانت تود التمثيل، وعلي أتم استعداد لفعل أي شيء مهما كان في سبيل ذلك، لكن للأسف لم تكن تعلم أي باب تطرق، وهنا خاصمتها المعجزات وصارت كمئات الحجاج في كعبة وسط البلد مسكينة حياة كانت تمتلك أولي قواعدالفن ألا وهي الجنون، أما الباقي فكان عادياً في كل شيء، سواء الجمال أم الطول كثيراً ما راهنتْ عليَّ وكثيراً ما خسرتْ، فأنا مجرد مذيع بالراديو وعلاقاتي محدودة، لذلك كان الباب الوحيد لمساعدتها هو أن تسكن معي، وبالتدريج نمت علاقة وهمية، اضطررنا لأن نعتقد بها، وصارت تلك العلاقة الهشة هي مبررنا الوحيد لممارسة الحب دون الخوض في عذابات الندم بعد الممارسةاللص سرور كوبايا كان بالنسبة لي مجهولاً في مجهول، لأني عرفته فقط منذ شهر عندما اغتصب منزلي بصحبة حياة، بالطبع لم يكن يعرف أني كنت علي علاقة بها، ذلك تأكدت منه خلال الشهر، سرور كوبايا كان فقط يعلم أن حياة وجدت كنزاً - أقصد أنا - سيساعدهما في الحصول علي النقود المطلوبة للسفر إلي أمريكا، وهنا كانت الخطة كالتالي:يجدان كفيفاً وحيداً، ويرغمانه علي بيع شقته لأحدهما، ثم يقتلانه، وهنا يبيعان الشقة ويسافران الحقيقة أنهما تآمرا ضدي وأنا معهما تآمرت علي نفسي لسبب آخر ليس مجالنا الآن