الخميس 9 مايو 2024 07:57 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

خلال الندوة التاريخية لسفارة تركيا حول التراث التركي في مصر :

السفير التركي يؤكد لـ«شرشر» دعم أنقرة لترشيح «عناني» لرئاسة اليونسكو

شرشر في ضيافة السفير موطلو
شرشر في ضيافة السفير موطلو

تجسيدا للتقارب المصري التركي وتحت رعاية سفير تركيا بالقاهرة السيد صالح موطلو، أقيمت في منزل السفير بالقاهرة ندوة تاريخية وفكرية حول التراث الثقافي التركي في مصر، بمشاركة العديد من الضيوف البارزين والمثقفين والأكاديميين والصحفيين المصريين.

وخلال الندوة ، أشار السفير التركي صالح موطلو إلى وجود العديد من القواسم المشتركة بين مصر وتركيا، موضحا ان هناك شخصيات تاريخية مصرية تركية أحدثت تأثيرا كبيرا على مدار التاريخ المشترك بين البلدين.

وفي رده على سؤال النائب والإعلامي أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة " النهار" حول التعاون الثقافي المشترك بين مصر وتركيا، أشار السفير موطلو إلى أهمية منظمة اليونسكو في الحفاظ على التراث العالمي، لافتا إلى التراث الكبير الذي تزخر به مصر، و الدور الكبير الذي تلعبه مصر وتركيا جنبًا إلى جنب مرحبا بعودة التقارب بين البلدين.

وردا على استفسار النائب أسامة شرشر، عن دور تركيا في دعم ترشح الدكتور خالد العناني على منصب مدير عام اليونسكو، خصوصا مع وجود محاولات من جانب اللوبي الإسرائيلي الصهيوني والأمريكي لمنع العناني من الفوز بالمنصب، كما فعلوا من قبل مع تجربة الوزير فاروق حسني للترشح لليونسكو، أكد السفير التركي لـ«شرشر» أن تركيا سوف تدعم العناني في ترشيحه لمنصب مدير عام اليونسكو.

وخلال الندوة ألقى الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي محاضرة في سياق كتابه "الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي"، والذي كتبه بجهد وعناية كبيرة.

ويشكل العمل الذي كتب مقدمته رئيس وزراء تركيا آنذاك رجب طيب أردوغان، نتاج أكثر من أربعين عاما من العمل؛ ويلفت الانتباه إلى أن الثقافة التركية خلال الفترة العثمانية لم تكن منتشرة قبل وصول محمد علي باشا إلى الحكم في مصر.
ويحاول أن يوضح كيف اكتسبت الثقافة واللغة التركية العثمانية كثافة وانتشارًا في مصر مقارنة بالفترة السابقة، نتيجة الاهتمام الكبير وسياسات الابتكار التي اتبعها محمد علي باشا، المحب الكبير لمصر ومؤسس مصر الحديثة. كما يكشف الكتاب أيضًا كيف تشكلت النسخة «العثمانية المصرية» نتيجة هذا التطور الثقافي الذي اتخذ من إسطنبول في البداية نموذجًا في مصر، وكيف ظلت منتجات وتأثيرات هذه الثقافة قائمة حتى يومنا هذا.
تم تبني الثقافة التركية العثمانية في مصر من قبل صفوة من السكان المحليين الناطقين بالعربية، فضلا عن المتحدثين باللغة التركية القادمين من خارج مصر، وذلك بفضل المدارس الجديدة التي تم إنشاؤها والعدد الكبير من الكتب التركية التي أنتجتها المطبعة (مطبعة بولاق). بجهود كبيرة من محمد علي باشا واسرته الكبيرة الحاكمة. وأدى ذلك إلى ظهور الوجه الثقافي "المصري العثماني" إلى جانب الوجه الثقافي "التركي العثماني" في مصر.
يعد هذا المُؤَلَف، الذي يبحث في الوجود الثقافي التركي الذي تطور مع الأتراك الذين يعيشون في مصر والمؤلفات المكتوبة وآثار هذه الثقافة التي بقيت حتى يومنا هذا، هو الأول من نوعه في هذا المجال فيما يتعلق بـ "الاتراك في مصر وتراثهم الثقافي".

و في نهاية الندوة تم عرض الفيلم الوثائقي بعنوان "قدرية" الذي يتناول الأميرة المصرية "قدرية بنت السلطان حسين كامل" والذي كتب نصه سفير تركيا بالقاهرة السيد صالح موطلو شن.، موضحا أن الذكرى الغالية للأميرة "قدرية" ومساهماتها في مصر وتركيا والمجتمعات التركية والمصرية كادت أن تُنسى، إلا أن هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي" هو الذي أعاد تلك الذكرى والمساهمات إلى النور مرة أخرى.