النهار
الثلاثاء 19 أغسطس 2025 08:16 صـ 24 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

حشمت: عودة البرادعي مثل حرجا شديدا للنظام وسيفضح صورة مصر أمام العالم

أكد الدكتور محمد جمال حشمت القيادي البارز بجماعة الأخوان المسلمين أن عودة الدكتور البرادعي لمصر في ظل حالة من الفرح لدى قطاع عريض من الشعب المصري كأن الفرج قد أتى والمشاكل قد حلت، وذلك في محاولة لتجاوز حالة اليأس التي زرعها النظام المصري في نفوس المصريين ووسط استقبال حافل في المطار هذا كله يسبب حرجا شديدا لتلك النظام فعندما تنفضح الصورة ويفاجئ العالم كله أن شخصية بقدر البرادعي الدولية وذات التاريخ المشرف والعلاقات المتعددة على المستوى العالمي لا تستطيع أن ترشح نفسها لرئاسة البلاد في ظل مواد دستورية ظالمة ومناخ قابض وعسكرة للحياة في مصر ليقفز السؤال إذن ماذا يفعل من هم أقل منه عندما يريد أن يمارس حقا له في وطنه.وأضاف حشمت أن عودته تعد واحده من تلك الأزمات التي يعاني منها الحزب الحاكم كالأداء المتدني في البرلمان من أعضاء الحزب الوطني الذين نجح معظمهم بالتزوير أو استولى عليهم الحزب بالعصي والجزرة علي حد قوله بعد الانتخابات الأخيرة في 2005م وقد وضح ذلك في الأسلوب المبتذل الذي تخاطب به هؤلاء النواب مع غيرهم سبا وشتما مع توجيه إهانات متكررة للشعب المصري بعد سب الدين له من وزراء ونواب وهجوم شارك فيه أحيانا رئيس المجلس الذي فقد السيطرة على نواب الأغلبية داخل وخارج المجلس الذي كان موقرا، وتوالى الاتهامات لأعضاء الحزب نوابا ورجال أعمال في قضايا فساد وبلطجة وكلها جنائية والحزب بين ناريين أن يستمر فضح وتساقط رموزه مع ادعاء الشفافية أو التستر عليهم وإثارة الشعب وزيادة غضبة وفقدان ثقته في حكومة الحزب وما يترتب على ذلك من حالة احتقان وإكتئاب ويأس من التغيير للأحسن.هذا إلي جانب نجاح أكبر فصيل معارض وهم الإخوان في تقديم نموذج متألق في انتخابات داخلية وتداول سلطة بقدر كبير من الشفافية حتى صار لهم مرشدا سابقا على قيد الحياة وهو ما جعل الوعي المصري واللاوعى يقارن ما حدث داخل الإخوان على كل ما أحدثه من صخب ومع ما يجرى داخل الحزب الوطني بل والأحزاب الأخرى، إلي جانب التدهور السريع في الحياة المعيشية والأساسية للمواطنين المصريين وانهيار قيم العدالة والمساواة وانعدام الحرية لاشك أنه يربك النظام المصري المقدم على انتخابات برلمانية ورئاسية مقبلة في ظل عجزه عن وقف هذا التدهور وعنفه في مواجهة حالة التمرد على الواقع التي اجتاحت كل فئات الشعب المصري مما يولد حالة غضب وفوضى لا يعلم إلا الله كيف ستنتهي؟وتسأل هل ترون معي أن الأزمة ربما أخطر من أن تحصر وبالتالي ربما يلجأ النظام العاجز إلى مزيد من العنف لمواجهة هذه الأزمة التي يعانى منها بسبب فساده وإفساده واستبداده وظلمه وجبروته والتي تؤدي به إلي معالجة كل الأزمات بحالة من التخبط والتوتر والعشوائية ؟ وهل تؤمن معي أن كلما ازداد ظلام الليل واشتدد الأزمة كلما كان الفجر أقرب والانفراجة على وشك التحقق قبل الانفجار؟.