الإثنين 13 مايو 2024 01:39 مـ 5 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

رسالة السيدات الفلسطينيات المقيمات في مصر عبر «النهار»:«شدوا بعضكم يا أهل فلسطين»

رسالة السيدات الفلسطينيات المقيمات في مصر عبر «النهار»:«شدوا بعضكم يا أهل فلسطين»
رسالة السيدات الفلسطينيات المقيمات في مصر عبر «النهار»:«شدوا بعضكم يا أهل فلسطين»

القلق والخوف يسيطران على المشهد الإنساني الذي يحدث في فلسطين ومقاومة أهالي غزة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة، وهذا ينعكس أيضًا على أهل فلسطين المقيمين في مصر، وكأنهم تركوا قلوبهم داخل أراضيهم المحتلة ويعيشون بأجسادهم فقط داخل مصر لقلقهم على ذويهم وأهاليهم المتزايد عند سماع أي خبر جديد أو قصة مأساوية تجعلهم في حالة يرُثى لها.
«صباح» تتواصل بأهلها عبر «الواتس آب» واستشهد ابن عمها في الأحداث الأخيرة
بصوت مليء بالحزن وقلب يعتصر على فقدان ذويها في الأحداث الأخيرة بعد القصف المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على أهالي غزة، حاولت أن تتحدث صباح حسني، عضو باتحاد المرأة الفلسطينية في فرعه بمصر، والمقيمة داخل القاهرة كي توضح الوضع الحالي لأهلها داخل قطاع غزة وتكشف بعض من الجوانب الإنسانية.
«أنا بدعم أهلي وأخواني في دولتي فلسطين، وبتابع الأحداث ودايمًا على تواصل معاهم».. هكذا بدأت صباح حسني، التي تمتلك من العمر الـ 70 عامًا، حديثها لـ «النهار»، حيث أنها حاولت التعبير عن ما تشعر به بسبب المأساة التي يعيشها شعبها الفلسطيني، كما أنها دومًا تحاول التواصل مع أهلها في قطاع غزة عن طريق «السوشيال ميديا» من خلال إرسال الصور والرسائل التي تطمئن قلبها على أقاربها داخل فلسطين.
تحاول السيدة السبعينية التواصل أيضًا مع السيدات المصريات داخل القاهرة، كي يقوم بتقديم كافة وشتى أنواع الدعم سواء المعنوي أو المادي لإيصال لقطاع غزة، لافتة:«الضرب في غزة صعب جدًا وانتقل الضرب في مناطق أخرى في رام الله ونابلس، وكل أهلنا في خطر».
في حالة استشهاد أحد أقارب السيدات الفلسطينيات المقيمات في مصر، تقوم السيدات بجمع أنفسهن للذهاب إليها لتقديم واجب العزاء ودعمها في مصيبتها، موضحة:«بنحاول نجمع التبرعات وبنوصل لكل الناس وخاصًة بعد ما سمحوا بدخول المساعدات لأراضي فلسطين».
تحاول «صباح» التواصل مع أهلها في غزة بشتى الطرق سواء تليفونيًا أو عبر السوشيال ميديا والتي سهلت كثيرًا في نقل الحدث، قائلة:«الرسايل مسهلة علينا أننا نطمن على أهالينا في كل مكان في فلسطين».
حكت عضو اتحاد المرأة الفلسطينية أن خلال الأحداث الأخيرة استشهد أحد أفراد العائلة وهو ابن عمها في الضفة، موضحة:«استشهد في 12 أكتوبر خلال الأحداث ونحتسبه شهيدًا عند الله، وهننتصر وكل واحد هيرجع لبيته».
«وسام» متأثرة بوضع بلدها:«ما في أصعب من الإنسان مايكونلوش وطن»
تؤاز «وسام» كل شعبها الفلسطيني على كل ما يحدث له في حربه ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يقضي على الأخضر واليابس وعلى الأطفال والكبار.
«شعبي عانى من الاحتلال سنين طويلة، ولم يحصل على أبسط مقومات الحياة».. بكلمات مليئة بالحسرة والقلق على وطنها فلسطين، بدأت وسام الريس، أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بمصر، حديثها لـ«النهار»، فعلى الرغم من إقامتها في مصر إلا أنها تعيش الأحداث المؤلمة وكأنها داخل هذه الوقائع الكارثية.
حكت «وسام» عن إحدى صديقاتها اللاتي يعيشن في فلسطين بقلب يعتصر على فراقها، بسبب استهداف القوات المحتلة لمنزلها الذي كان يضم جميع أفراد عائلتها بداية من الزوج والأولاد والأحفاد وشقيقتها وأولادها لتكون النهاية قتل وحشي لكل أفراد العائلة، لافتة:«كل واحد عنده ضمير لازم يقف ضد هذه العمليات الوحشية، وأن ها دول مجموعة من القتلة».
تتواصل «وسام» مع أهلها وذويها ولكن يتم ذلك بطريقة صعبة للغاية، بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت فضلًا عن الخطوط العادية التي تم وقفها، لذا فهناك حالة من الترقب لفتح أي خط تليفون ليتم التواصل أو إرسال رسالة قصيرة يقولوا فيها: «نحنا بخير»، موضحة:«هدف الكيان الصهيوني عزل الفلسطينين عن العالم الخارجي، وهادا جزء من الحرب النفسية ضد الناس، دعائي أني ربنا يساعدهم على الصمود ويكف عنهم شر الحروب والمآسي».


«منال» تكتب الرسائل بدون أمل لأهلها:«التواصل مقطوع»
تحاول «منال» مُحادثة أهلها عبر «السوشيال ميديا» بين اللحظة والأخرى، مُمسكة هاتفها في انتظار أي رسالة منهم كي تطمئن عليهم وعلى ما يحدث لهم بعد استمرار القصف عليهم، إلا أن الاتصال شبه منقطع تمامًا.
«الشبكات صعبة للالتقاط مكالمات، وبنقعد يوم أو يومين يدوب نكتب رسالة على الواتس آب إذا شافوها».. حالة من فقدان الأمل تعيشها «منال» بسبب انقطاع التواصل مع أهلها في غزة، وهذا ما حاولت منال العبادلة، عضو الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بفرع مصر، وصفه خلال حديثها لـ«النهار» بسبب سوء الأوضاع خلال الفترة الحالية على المواطنين الفلسطينين داخل غزة.
«لا قادرين نحكي ولا همه قادرين يوصفوه اللي بيحصل من بشاعته».. هذا الوصف المؤلم حاولت «منال» إيصاله أثناء حديثها، لذا في حالة التواصل مع أحد أقاربها وأهلها يكون فقط للاطمئنان وخاصًة مع سوء الحالة النفسية والبدنية لهم.
حكت «منال» عن حالات الاستشهاد في عائلتها خلال الأحداث الأخيرة، والتي كان من أولاد خالها بعد قصف بيتهم كاملًا دون سابق إنذار حيث كان عددهم حوالي 35 فردًا، لافتة:«مفيش بيت في غزة إلا وعانى من الدمار الشامل».
«الدعم الوحيد في هذا الوضع المأساوي الدعاء لجميع أهالينا في فلسطين، وشاركنا في القوافل والمساعدات اللي طلعت من مصر».. أثنت «منال» بدور مصر في دعمها الدائم للقضية الفلسطينية، كما أن المساعدات الإنسانية احتوت على كافة الاحتياجات التي يريدها الأهالي في فلسطين سواء من ملابس أو أدوية أو أغذية.

موضوعات متعلقة