النهار
الأحد 11 مايو 2025 07:52 مـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
استمرار الحظر المالي على ”المتحدة للصيادلة”.. ومحكمة القاهرة الاقتصادية تُحدد 20 يوليو لمراجعة التدابير التحفظية التشغيل التجريبي للنقل الذكي بالكهرباء يستهدف تعميم التجربة بمختلف المحافظات أكثر من 100 مركز توعوي إثرائي في جنبات المسجد الحرام تضم مصاحف مترجمة باللغات العالمية وكتيبات إرشادية للحجاج رئيس جامعة المنوفية يعقد اجتماع مجلس إدارة المركز الدولى لتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس المسلماني: عودة عيد الإعلاميين بعد غياب دام سنوات ما أبرز الأسلحة الإسرائيلية التي يعتمد عليها الجيش الهندي؟ الدوري الإنجليزي.. ليفربول يتقدم علي آرسنال بثنائية في الشوط الأول أول تدخل جراحي لاستئصال حاجز حنجري لطفل حديث الولادة بمجمع السويس الطبي البحيرة: تسليم 15 نموذج (8) ملف التصالح بمركز ومدينة المحمودية برشلونة يهزم ريال مدريد 4-3 ويقترب من التتويج بالدوري الإسباني ”كتفوه وقتلوه وألقو بجثته في المجاري”.. تأجيل محاكمة كتيبة إعدام طوخ لـ 16 يوليو دون خسائر.. نشوب حريق بمزرعة ملحقة بمستعمرة الجذام بالخانكة إثر سقوط كابلات ضغط عالى

عربي ودولي

علي خلفية الصراع المتفجر بين ارمينيا وازربيجان

فتش عن الغاز في الصراع ودخول الانحاد الاوربي علي الخط

رئيس ازربيجان الهام علييف
رئيس ازربيجان الهام علييف

يفقتر اقليم ناجونو كارباخ المتنازع عليه بين الارمن وازربيجان الي اية موارد طبيعية إلّا أنّ وقوعه ضمن الأراضي الأذربيجانية لطالما شكّل مسرحًا للصراعات والنزاعات بين الانفصاليين الأرمن وبين الحكومة الآذرية منذ أيّام الاتحاد السوفييتي مرورًا بحقبة التسعينات وصولاً إلى اليوم إلا أنّه في كلّ مرّة تكون الأسباب والدوافع متعلّقة بالرغبة في الهيمنة على منطقة بحر قزوين الذي يجمع أكبر 3 دول منتجة للغاز في العالم: روسيا وإيران وأذربيجان إلا أنّ صراع خطوط الغاز ورحلته إلى أوروبا من بحر قزوين أشعل حربًا تاريخية بشكل مفاجئ بين الانفصاليين في إقليم قره باخ وبين أذربيجان في وصول الغاز الي اوربا .

يقول الدكتور محمود الافندي الخبير في شئون الاورال انه في فترة التسعينيات شهد الصّراع بين أذربيجان وأرمينيا تطوّرًا مهمًّا خصوصاً بعد انهيار الاتحاد السّوفيتي

إيران تدعم أرمينيا بوجه أذربيجان ذات الغالبية الشيعية خشية ان الاقلية الاذرية في شمالي ايران تطالب بالاستقلال وذلك لاعتبارها أنّ أذربيجان هي حليفة الغرب والولايات المتحدة كما اتهمتها سابقًا بتسهيل عمل الموساد الإسرائيلي على حدودها رغم أنّ مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي هو من أصول أذريّة وليس فارسيًا كما يظنّ كثير من النّاس.

واضاف الافندي ان تركيا تدعم أذربيجان لاعتبارات عديدة أوّلها أنّ الآذريين هم من أبناء العرق التركي، كما أنّهم خلال أيّام السّلطان عبد الحميد كانوا من الدّاعمين له والمشاركين في الحروب التي خاضها السّلطان العثماني ضدّ الأرمن وحتّى قبل عبد الحميد في أيّام السّلطان سليمان القانوني كان للأذريين دور مهمّ في الحروب التي خاضتها السلطنة العثمانية ضدّ الدّولة الصّفوية ذات التوجه الشيعي الإثني عشري وتجدر الإشارة إلى أنّ الأحزاب السياسية التركية تتبنّى شعار "شعب واحد في دولتين" للتعبير عن عمق العلاقة القومية والسياسية بين تركيا وأذربيجان.

وفي العام الجاري، في شهر حزيران الماضي، شهد الصراع الأرميني الأذربيجاني تطوّرًا مفصليًا، بعدما اندلعت مواجهات للمرة الأولى خارج الإقليم المتنازع عليه قره باخ وكذلك خارج الأراضي الأذريّة التي سيطرت عليها أرمينيا سابقًا؟ فدارت مواجهات عسكرية في منطقة "تافوش" الحدودية بين البلدين بعدما شنت القوات الأرمينية هجوماً مدفعياً على مواقع تتبع للجيش الأذربيجاني ليتطوّر الأمر إلى اشتباكات. كذلك الأمر خلال الأيام الماضية حيث اندلعت اشتباكات هي الأعنف بين الطرفين منذ عام 1993.

كما تعتبر منطقة بحر قزوين التي توجد فيها كلا الدّولتين والإقليم محلّ النزاع منطقة استراتيجية مهمّة، وتشكل إحدى البوابات الرئيسية للعبور باتجاه أوروبا ولتمرير الطاقة إلى القارة الصناعية هذه الأهمية أدّت إلى تنافس محموم بين دول بحر قزوين أبرزها إيران وروسيا وأذربيجان فأفرز الصراع الأذري – الأرمني اصطفافات دولية تسعى أطراف عديدة لاستثماره كورقة ضغط ضد الخصوم حيث يقف الاتحاد الاوربي مع ازربيجان رغبة في خطوط الغاز الواصلة الية ليتم الاستغناء عن نظيره الروسي .

وتعتمد تركيا على أذربيجان كمصدر رئيسي للطاقة وإنّ هذا الاعتماد أدّى لتخفيض اعتمادها على روسيا في تأمين احتياجاتها من الغاز إلى قرابة 40%، بعد أن كانت وصلت في العام 2015 إلى معدّل تخطّى الـ 56% وفي عام 2019 قامت أنقرة بتنفيذ مشروع لوصل خط غاز تاناب يبدأ من أذربيجان بخط غاز تاب على مقربة من الحدود التركية مع الاتحاد الأوروبي ليصبح مصدرًا رئيسيًا لتغذية أوروبا بالغاز الطبيعي.

وتتيح المرتفعات الأرمينية الاستراتيجية الإشراف على طرق إمداد الطاقة وخط أنابيب الغاز الطبيعي الواصلة بين أذربيجان وأوروبا عن طريق الأناضول ومع وصول النزاع إلى منطقة "توفوز" المحاذية لمرور خط أنابيب القوقاز المغذّي لخط "تاناب" الذي ينقل الغاز من أذربيجان إلى تركيا الي الاتحاد الأوروبي.

أمّا إيران فهي أيضًا بدورها تمتلك علاقات وشراكات مهمة مع الأرمن على اعتبار أن بين طهران وباكو منافسة قديمة العهد في بحر قزوين ولا يسبتعد المراقبون لجوء طهران إلى دعم أرمينيا عسكريًا بوجه جارتها اللدود لأنّ إيران تحاول تحقيق أهدافاً عديدة من خلال دعم أرمينيا أبرزها الضغط على أذربيجان لكبح نشاطها في سوق الطاقة خصوصاً الغاز وتهديد مصدر مهمّ للطاقة الواردة إلى القارة العجوز والتأثير تالياً على موقف دول الاتحاد الأوروبي من العقوبات الأميركية المفروضة على طهران بسبب البرنامج النووي وكذلك الضغط على تركيا بالشراكة مع روسيا.