الخميس 7 ديسمبر 2023 09:43 مـ 24 جمادى أول 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

اقتصاد

تعرف على التيسير الكمى و التيسير الكيفى

يعتبر التيسير الكمّي والتيسير الكيفي من الأدوات النقدية التي تستخدمها البنوك المركزية للتحكم في السياسة النقدية وتعزيز النمو الاقتصادي. يهدف هذا الإجراء إلى زيادة السيولة في الأسواق المالية وتحفيز الاستثمار والإنفاق.

يتم تنفيذ التيسير الكمّي من خلال شراء الأصول المالية، مثل السندات الحكومية والأوراق المالية الخاصة بالشركات، من الأسواق المالية. وبفعل هذا الشراء، يتم زيادة السيولة في الأسواق وتخفيض أسعار الفائدة، مما يشجع المستثمرين على الاستثمار والاقتراض.

أما التيسير الكيفي، فهو إجراء يهدف إلى توجيه التمويل النقدي إلى قطاعات اقتصادية محددة لتعزيز النمو وخلق فرص العمل. يتم تحقيق ذلك عن طريق تقديم القروض بشروط ميسرة أو تخفيض أسعار الفائدة للقطاعات المستهدفة، مثل القروض العقارية لتشجيع القطاع العقاري أو القروض الصغيرة لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

فيما يتعلق باليورو eur usd ، قد تقوم البنك المركزي الأوروبي بتنفيذ التيسير الكمي والتيسير الكيفي لزيادة السيولة وتعزيز الاستثمار في منطقة اليورو. وبالنسبة للدولار، يستخدم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التيسير الكمّي والتيسير الكيفي لتعزيز النمو الاقتصادي وتحفيز القروض والاستثمارات. أما بالنسبة للإسترليني gbpusd ، فقد تقوم بنك إنجلترا المركزي بتنفيذ التيسير الكمّي والتيسير الكيفي لتعزيز النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن التيسير الكمّي والتيسير الكيفي لها آثار إيجابية وسلبية. قد يؤدي زيادة السيولة وتخفيض أسعار الفائدة إلى زيادة الاستثمار والنمو الاقتصادي، ولكنها قد تسبب أيضًا تضخم الأسعار وارتفاع معدل التضخم. لذا، فيجب على البنوك المركزية أن تتبع سياسات متوازنة ودقيقة لتحقيق التوازن بين التيسير النقدي ومكافحة التضخم الزائد.

علاوة على ذلك، يجب أن يتم تنفيذ التيسير الكمّي والتيسير الكيفي بشكل شفاف ومنظم لضمان الثقة في الأسواق المالية وتفادي حدوث تقلبات غير مرغوب فيها. يجب أن تكون هناك رؤى واضحة حول الأهداف والتوقيت والمدة المتوقعة لتنفيذ هذه السياسات النقدية.

بشكل عام، يمكن أن يكون التيسير الكمّي والتيسير الكيفي آليتين فعالتين لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز النمو. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامهما بحكمة وفقًا للظروف الاقتصادية والاحتياجات المحلية لكل بلد.

في النهاية، التيسير الكمّي والتيسير الكيفي لليورو والدولار والاسترليني قد يساهمان في تعزيز النمو الاقتصادي ودعم القطاعات الاقتصادية المختلفة. ومع ذلك، يجب أن يتم تنفيذهما بحذر وفقًا للظروف الاقتصادية الحالية وتقدير البنوك المركزية للتوازن بين التضخم والنمو الاقتصادي.