مصر تعيد امجاد حركة عدم الانحياز في البريكس

يعد تاريخ مصر مع الشرق دول الحضارات القديمة علاقة تقدير وتبادل منافع وتتميز علاقات مصر مع الكتلة الشرقية بشكل عام علي مر التاريخ والعصور بعلاقة الندية وعدم التدخل في الشئون الداخلية للطرفين وعليه عندما نسترجع عبق التاريخ ومؤتمر باندونج 1955 من القرن الماضي ولقاء زعماء حركة عدم الانحياز الرئيس الراحل عبد الناصر مع زعماء اندونيسيا والهند وغانا ويوغسلافيا وتدشين حركة عدم الانحياز اليوم تفعلها مصر بالانضمام الي تكتل البريكس الشرقي الهوي والمنشأ والمتوقع ان تتحق نتائج ايجابية للطرفين مصر والبريكس .

يقول الدكتورمحمد فوذي استاذ الجغرافيا السياسية بجامعة بني سويف ان دلالة اعلان 40 دولة حول العالم عن تطلعها لنيل عضوية البريكس بما فيهم الست التي قررت البريكس ضمها لها معني كبير وهو ان البريكس خلال الاعوام الثلاث القادمة ستضم غالبية الدول التي ابدت الرغبة في الانضمام وهذا معناه ان البريكس ستتحول تدريجيا الي الكيان الاكبر اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وعلي كل المستويات من سائر التجمعات والتكتلات الغربية النظيرة لها وبالتزامن مع هذا التحول الكبير للبريكس في غضون اعوام قليلة ستتحول الصين الي الكيان الاقتصادي الاول في العالم وتزيح امريكا من قمة التصنيف .

واضاف فوذي اننا نعول في مصر بما اننا اصبحنا اعضاء في هذا التكتل الكبير ان تحدث تفاهمات صينية هندية في مسألة الحدود المشتركة وتحل كل الخلافات بينهما وكذلك تحل الخلافات بين الهند وباكستان المرشحة للعضوية في الدورة القادمة لكي تسود حالة من التناغم بين الدول الاعضاء وتتفرغ الي ترجمة كل هذه العلاقات الودية الي مزيدا من التنمية وتبادل الاستثمارات والمشروعات المشتركة بينهم في اطار البريكس .

ومن جانبه اعلن الدكتور ايمن سمير خبير العلاقات الدولية انه من المؤكد ان انضمام مصر الي البريكس تعد لحظة تاريخية في العلاقات المصرية مع العالم حيث انه هو اول تكتل عابر للحدود تنضم اليه مصر بعد حركة عدم الانحياز الذي ساهمت مصر مع يوغسلافيا والهند واندونيسيا في تأسيسه في خمسينيات القرن الماضي وبالتالي دخول مصر في البريكس يدعم مصر في اكثر من مسار واكثر من اتجاه اولا ان دول البريكس تتجه الي التعامل بالعملالت الوطنية وبالتالي يمكن لمصر ان تستورد حصة من الواردات من الخارج بالجنيه المصري خاصة وان الميزان التجاري بين مصر حاليا مع مجموعة البريكس حوالي 26 مليار دولارواذا استطاعت مصر ان تحول جزءا كبيرا من هذه الواردات بالجنيه المصري سوف يعزز هذا من قدرة الدولة المصرية من مشكلة العملة الصعبة والدولار وهذا منحي مهم للغاية ويضاف الي كل ذلك ان مصردخلت البريكس مع 3 دول عربية فيها مصريين عمالة مصرية كبيرةوالدولتان الشقيقتان هما الامارات والسعودية وهو ما يعني الي الاتجاه الي التعامل بالجنيه مقابل الريال والدرهم الاماراتي وهذا يعزز من التجارة البينية بين مصر وهذه الدول ويضاف الي علاقة مصر التجارية مع مجموعة البريكس من خلال البعد الثنائي قبل البريكس هي علاقات تجارية متميزة فيها مكاسب للطرفين علي سبيل المثال في البريكس فيها ثلاث دول داخل البريكس هي روسيا والهند والبرازيل هذه الدول الثلاث هي دول منتجة للقمح وتصدر القمح بكميات كبيرة خاصة الهند وروسيا اما اللحوم والدواجن من البرازيل ويمكن لمصر ان تحصل علي هذه السلع بأسعار تفضيلية ويمكن ان تسدد بالجنيه المصري في حالة ان تكون نفس الصادرات المصرية اليهم بنفس القيمة والامر الثاني المعروف ان دول البريكس هي اكثر دول العالم استقبالا للأستثمارات المباشرة ففي عام 2022 استقبلت دول البريكس الخمس 355 مليار دولار استثمارات مباشرة وبالتالي عندما تنضم اليها دول ذات اسواق كبيرة مثل السوق المصرية التي تضم ربع سكان العالم العربي بعدد يفوق 105 مليون نسمة هذا سوف يساعد في جذب مزيد من الاستثمارات المباشرة الي مصر والعمل في قطاعات تجارية واستثمارية والعامل الثالث والاهم ان هذه الدول لديها مزايا تفضيلية يمكن لمصر ان تستفيد منها مصر علي سبيبل المثال معروف حجم ودور السياحة الروسية في مصر وبالنسبة للصين نتيجة للدخل المرتفع اصبحت الصين اكثر دول العالم تصديرا للسياحة 150 مليون سائح سنويا واذا ما حصلت مصر علي شريحة او جزء من الكعكة السياحية الصينية بنسبة 10 او 15 % من السياح الصينيين في حدود 10 او 15 سائح صيني في تقديري سيضاعف اعداد السياح الوافدين الي مصر .

واضاف دكتور سمير ان بالنسبة لدولة مثل البرازيل ناطقة بالبرتغالية وهي مع البرتغال والدول الناطقة بالبرتغالية يشكلون حوالي 250 مليون نسمة غالبيتهم كاثوليك ويتمنون زيارة مناطق ومسارالعائلة المقدسة في مصر وهؤلاؤ يمكن ان يضيفوا من 15 الي 20 مليون سائح وهناك مكاسب كبيرة جدا قد تأتي من عالم البريكس مثل السياحة والاستثمار المباشر وتخفيف الضغط علي العملة الوطنية والنقطة الرابعة هذه الدول لديها صندوقين الصندوق الاول بنك التنمية الجديد ومصر انضمت اليه بالفعل في ابريل الماضي وهو ما يتيح للدولة المصرية الحصول علي قروض بفوائد بسيطة وتختلف تماما عن اتفاقات البنك وصندوق النقد الدولي او نادي باريس يختلف تماما عنهم والتعامل مع بنك التنمية يتم من خلال الاستثمار والتنمية وليس من قبيل فرض الشروط او الابتزازاو الاستنزاف او الي ما ذلك ومصر اصبحت بالفعل عضو في بنك التنمية الجديد ومقره في شنغهاي وتقوده رئيسة البرازيل السابقة ديلما روسيف والنقطة الاخري هناك صندوق التحوط او صندوق الاحتياطي وهو به 100 مليار دولارويتدخل فورا في حالة ان اهتزت عملة اي بلد بالبريكس يتدخل الصندوق لدعم العملة وهويشكل مظلة وحماية وحائط صد امام اية ازمات طارئة او قد تأتي علي الاقتصاد المصري او داخل البريكس والانضمام الي مثل هذه الاتفاقيات هو مربح لمصر بأمتياز .

وكشف الدكتور سمير النقاب عن ان هناك مكاسب سياسية لمصر داخل اطار البريكس من خلال الانضمام الي هذا التكتل التي تتطلع دول العالم اليه هناك اكثر من 40 دولة ما بين دول تقدمت بالفعل طلبات الانضمام ودول لديها نية الانضمام فهناك 40 دولة ترغب بالعمل تحت لواء البريكس فهناك مميزات للبريكس فهذا التكتل لا يفرض شروط سياسية لاعضائه للتعامل مع الدول الاخري وهذا التكتل يحوي دولتين دائمتي العضوية في مجلس الامن روسيا والصين وهناك 3 دول نووية هي الصين وروسيا والهند بأجمالي رؤوس نووية تفوق 6550 رأسا نوويا وهو ما يجعل هذا التحالف قوي للغاية وهو ليس تحالفا اقتصاديا بل سياسيا وممكن عسكري والدول المؤسسة الخمسة لديها جيوشا قوية باجمالي 11 مليون جنديناهيك عن الاف القطكع العسكرية والبوارج والطائرات والدبابات والغواصات النووية فهو تحالف كبير جدا والاهم بالنسبة لمصر والعرب ان هناك ميزة كبري في مسالة تعادل قوة التصويت بين المؤسسين والمنضمين حديثا يكون للحديث نفس حقوق التصويت مهما كبرت او صغرت الدولة فما لدي الصين هو ما لدي الامارات او مصر فهناك تعادل في القوة التصويتية فهناك تعادل في القوة السياسية داخل البريكس.

ويتسأل دكتور سمير ربما يسأل البعض من هو رئيس البريكس ؟

لايوجد رئيس محدد للبريكس كل اعضاء البريكس هم رؤساء للبريكس فقط الاذرع الرئيسية لها رؤساء مثل بنك التنمية له رئيس ومقره في شنغهاي في اقصي الشرق الصيني .