الجمعة 19 أبريل 2024 02:46 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

ثقافة

الخضري في نساء خوالد: ألف امرأة وامرأة منقوشات بأحاسيسه فتمرّ الذكرى وتبقى أنثى.

الرياض- حنان غانم
يصدر خلال أيام الديوان النثري الثاني للكاتب الدكتور خالد الخضري الذي جاء بعنوان: "نساء خوالد" ويجئ هذا الديوان الذي سوف يصدر رقميا فقط، بعد صدور ١٤ كتابا في المجال الإبداعي ومجال البحوث والدراسات، ليمثل ثاني إصدار في إصداراته الرقمية، حيث صدر له قبله كتب بحثي بعنوان: "الإيمو عند المراهقات، هل هن عبدة الشيطان".
وقد صدر للكاتب الخضري ديوان نثري سابق بعنوان: "سيدة المرايا" عن دار الحوار للنشر باللاذقية.
وصدرت له ٥ مجموعات قصصية ورواية، وكتب أخرى في مجال البحوث والدراسات.
هذا وقد تضمن ديوان: "نساء خوالد" نصا رئيسا يحمل عنوان الديوان، و٣٠ نصا من النصوص النثري التي تمزج بين الموسيقى الداخلية للنص، والسرد المشعرن، ولا تخلو بعض نصوصه من الفعيلة، في مزج فني جميل، متناولا العشق كنبض يحرك مشاعر الإنسان ويجمل حياته، في حس إنساني عال في تناول قضايا الحب، وحقيقة مشاعر المرأة ومدى حجم تفاعل الرجل معها.
كتبت الناقدة الأدبية التشكيلية التونسية الدكتورة/ خيرة مباركي قراءة أدبية بصرية مختصرة للديوان في غلافه الأخير جاء فيها:
غلاف يخترق مداه البصرُ، فيسرح بنا بين ذكرى وذكرى لغزالات خوالد تتحاور مع طيور الكلام في نشوة أمل حالمة. تلك طريقة يرتشف اللحظات زهواً فيعيد ترتيبها، ويقُدُّها من ذكرى وأحلام بحجم الخلود. بـ"نساء خوالد" بألف امرأة وامرأة منقوشات بأحاسيسه وأهوائه، فتمرّ الذكرى وتبقى أنثى هي كل النساء وكل النساء هي. في الصّلب ثابتة. كالصوت في الفضاء ترجّعه أصداؤه ذكرى ماثلة في عمق الزمان والأماني. فشاع بها الغلاف واتسع معناه بوجوههنّ تبدينه وتخفينه حاضرا وغائبا. حمل في فضائه أيقونا من العلامات يوحي بدلالات وإيحاءات فيها أنفاس من ألف ليلة وليلة. تتسلطن على القارئ فتغويه. ينفذ بزقزقة البوح في صفاء العشق بإشارات ووحدات غرافيكيّة تتورّط في لعبة المعنى فتدركه ولا تدركه.
أما اللوحة فعناصرها قليلة في عمقها مستديرة يبزغ من عمقها الفجر وتتراقص في أحضانه الخوالد. وتتعرّش على ضفافها أشرطة تحرر الشكل من كل إدراك سطحي عادي وتذكار نوستالجي، لترفل كتفتّح العشق. كالرموش يغرق في ثناياها الشفق وكأنها تختزل إيقاع الزمن فترسمه لحظات مصورة تتداعى من الماضي. أشرطة تلتقي وتفترق. فتتقابل وتتعادل. تتناثر بين يمنة ويسرة كطيور قوّت أجنحتها. تحلق بين لحظات يقتنصها من تاريخ أعاد تأريخه ورسمه ذكريات تتوهّج بالشعر والفن. أما اللون فهو أقرب إلى الترابي المستصفر، يتلألأ بؤرا نورانيّة، قد تكون هي نفسها تجارب الشاعر وإبداعه، فيكون التحاور عبر لغة بصريّة تضعها في سلّم القراءة.
أما العنوان فهو مشاكس، مراوغ، معدول به إلى غير معناه، تغيّرت صلات الأسماء فتغيّرت الدلالات فـ"خوالد" ليست لخلود النساء والتجارب في الوجدان والعقل. ولكنه اسم الشاعر "خالد" تتحول به الإضافة إلى خصوصية في تورية طريفة وظريفة، تتجاوز خلود الحدث مع الأنثى في أعماقه إلى كلّ نسائه لعبة وتمويه، تدل في جانب على التحوّل والزمنيّة. وفي جانب آخر تثير الفعل الإبداعي ليذيب في كيان الشعر نساءه الخوالد فيتعدّد بتعدّدهنّ، يبعثنه وينشئهنّ باللغة وفي اللغة بالتشويق والتفكير: إن كانت الأنثى الجاثية فيه هي الخريدة أم القصيدة؟