الجمعة 26 أبريل 2024 10:41 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يرصد أبعاد مؤامرات إيران الخارجية

• تمتُّع إيران بسجل حافل في تنفيذ عمليات الاغتيال والاختطاف والمراقبة التي تستهدف المصالح الأمريكية والغربية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أمريكا.

• الدافع الرئيس لانخراط إيران بشكل متزايد في الأنشطة العدوانية بالخارج، يتمثَّل في الرد على دعم واشنطن للتنظيمات الإيرانية المعارضة، فضلًا عن الرد على عملية اغتيال "قاسم سليماني".

• يتعيَّن على واشنطن والدول الغربية اتخاذ بعض الإجراءات التي تُكبد صناع القرار الإيرانيين تكاليف ملموسة، وذلك من قبيل فرض العزلة الدبلوماسية عليها، وحظر سفر عائلات القادة الإيرانيين.

سلَّط تقرير نشره موقع (معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى) الضوء على تصاعد ما وصفه بـ "مؤامرات وعمليات الاغتيال والخطف الإيرانية في الخارج" خلال الآونة الأخيرة، والتي تستهدف بالأساس مسؤولين سابقين في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، والمعارضين السياسيين الإيرانيين في الخارج، ولا سيَّما أنشطة وفعاليات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، والذي يُعرَف باسم حركة "مجاهدي خلق".

وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى ما أعلنته وزارة العدل الأمريكية الأسبوع الماضي من أن أحد أعضاء الحرس الثوري الإيراني (IRGC) ويُدعى "شهرام بورصافي" مُتهم بالتآمر لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق "جون بولتون"، فضلًا عن وزير الخارجية السابق ومدير وكالة المخابرات المركزية "مايك بومبيو"، وذلك عبر تجنيد عملاء لطهران في واشنطن.

ولفت التقرير الانتباه إلى تمتُّع إيران بسجل حافل في تنفيذ عمليات الاغتيال والاختطاف والمراقبة التي تستهدف المصالح الأمريكية والغربية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه على مدار الـ 43 عامًا الماضية، منذ الثورة الإيرانية عام 1979، نفذت طهران ما يصل إلى 105 مؤامرات في جميع أنحاء العالم، واستهدفت بالأساس معارضين سياسيين إيرانيين ودبلوماسيين، ويهودًا وإسرائيليين، ومسؤولين أمريكيين وغربيين وعربًا، وتمت 18 عملية منهم فقط على الأراضي الأمريكية.

ونبَّه التقرير إلى أن أول مؤامرة اغتيال خارجية نفذها عملاء إيرانيون في الخارج كانت في عام 1980، بولاية مريلاند الأمريكية، واستهدفت الدبلوماسي الإيراني السابق "علي أكبر طباطبائي"، مشيرًا إلى تزايد هذه العمليات خلال فترة التسعينيات، إذ أكدت البيانات الرسمية الأمريكية مسؤولية طهران عن نحو 50 جريمة قتل للمعارضين السياسيين وغيرهم في الخارج مُنذ عام 1990.

وفي السياق، تطرَّق التقرير إلى استمرار طهران في استهداف المعارضين الإيرانيين في الخارج، وخاصة فعاليات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية "مجاهدي خلق"، حيث ألغى المجلس الشهر الماضي قمة كان مُخطط عقدها في ألبانيا، وذلك بعد تلقي تحذيرات من السلطات بشأن تهديد إيراني محتمل، كما يقوم عملاء إيران بمراقبة أنشطة المجلس في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي سياق متصل، ألمح التقرير إلى قيام طهران خلال عام 2021 بإرسال عملاء لها لاستهداف الناشطة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان "مسيح علي نجاد" المقيمة في نيويورك، وفي يوليو من العام نفسه، وجهت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهام إلى أربعة من مسؤولي المخابرات الإيرانية بتهمة التآمر لاختطافها وإعادتها إلى إيران.

ورجَّح التقرير أن الدافع الرئيس لانخراط إيران بشكل متزايد في تلك الأنشطة العدوانية بالخارج خلال الآونة الأخيرة يتمثَّل في الرد على دعم واشنطن للتنظيمات الإيرانية المعارضة، فضلًا عن الرد على عملية الاغتيال التي نفذتها واشنطن وأدت لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني"، في يناير 2020، حيث تُشير البيانات إلى تزايد المؤامرات الخارجية الإيرانية بشكل كبير منذ اغتيال "سليماني"، وذلك مقارنة بالفترة السابقة على الحادث.

وختامًا، أكّد التقرير أن الاستجابة المثلى التي يتعيَّن على واشنطن والدول الغربية القيام بها لإيقاف الأنشطة الإيرانية العدوانية في الخارج تتمثَّل في اتخاذ بعض الإجراءات التي تُكبد صناع القرار الإيرانيين تكاليف ملموسة، وذلك من قبيل فرض العزلة الدبلوماسية على طهران، فضلًا عن حظر سفر عائلات القادة الإيرانيين.