الجمعة 3 مايو 2024 03:55 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

كيف أصبح طبق «السمك والبطاطا المقلية» البريطاني ضحية جديدة للحرب الروسية الأوكرانية؟

أرخت الحرب الأوكرانية بثقلها على طبق "السمك والبطاطا المقلية" المعروف بالـ"فيش آند تشيبس"، وهو من الأطباق الشعبية الرخيصة في بريطانيا، رغم أنه صمد في وجه أزمات أخرى من بينها جائحة كوفيد-19 وبريكست، وذلك وفقا لما جاء في موقع "يورو نيوز".

وليست بام ساندهو، صاحبة مطعم "كابتنز"، الواقع في برايتون على الساحل الجنوبي لبريطانيا، من الأشخاص الذين يشكتون. لكنّ ثلاجات متجرها تبدو فارغة من السمك الأبيض الذي يُقدّم إلى جانب البطاطا المقلية كما جرت العادة.

وتقول: "لم تعد تصلنا الأسماك أو بالكاد يصل القليل منها مع اندلاع الحرب في أوكرانيا"، مضيفةً أنّ "الأسعار تضاعفت منذ العام الماضي".

وتشعر ساندهو بالقلق إزاء ما إذا كانت ستتلقى كميات من السمك تكفي لتقديم أطباق حتى نهاية عطلة الأسبوع.

وتحضّر ساندهو "السمك والبطاطا المقلية" منذ 30 عاماً، وغالباً ما تعمل طوال أيام الأسبوع، وتؤكّد أنّها لم تواجه من قبل مشكلات في الإمدادات، أو ارتفاعاً مماثلاً في التكاليف.

واشترت مطعمها في برايتون الذي يطل على البحر قبل 3 سنوات، وبينما كانت تعتزم افتتاحه في مارس 2020، تأخر إطلاق المشروع بسبب الجائحة، ثم تعيّن عليها مواجهة التضخم الحاصل في الأسعار والحرب في أوكرانيا خلال الآونة الأخيرة، فضلاً عن العقوبات المفروضة على روسيا.

ويوضح رئيس الاتحاد الوطني لبائعي الأسماك المقلية، أندرو كروك، أنّ روسيا تزوّد السوق عادة ما يتراوح بين 30 و40% من الأسماك (سمك القد والحدوق بشكل رئيسي) التي تقدّم في أطباق "السمك والبطاطا المقلية" في بريطانيا. أما أوكرانيا فتمثل أكبر مصدّر في العالم لزيت دوار الشمس المستخدم في القلي. وتشير بام إلى "نقص" في الزيت.

وفرضت لندن منتصف مارس رسماً جمركياً بنسبة 35% على الأسماك البيضاء الروسية، ما ساهم في زيادة المخاوف، إذ إنّ طبق "السمك والبطاطا المقلية" يواجه أصلاً ارتفاعاً في أسعار الغاز، ما يمثل مصدر قلق لبام.

ويعود تاريخ الطبق الشعبي إلى ستينات القرن الفائت إذ كان يُقدَّم على أوراق صحف، ويتألف من شرائح سمك أبيض مقلي إلى جانب البطاطا المقلية، وتقدّم إلى جانبها أحياناً البازلاء المهروسة وصلصة التارتار.

• هوامش ربح قُضي عليها

ويقول أندرو كروك، لوكالة "فرانس برس": "لطالما اعتُبر طبق (السمك والبطاطا المقلية) وجبة رخيصة، وكانت هوامش ربحنا دائماً منخفضة، ونعمل في الوقت نفسه على زيادة حجم الطبق"، مضيفاً: "للأسف، مع الارتفاع الذي تشهده الأسعار، تصعب حماية هوامش الربح، فقد قُضي عليها".

وزاد كروك، وهو صاحب مطعم يقدم طبق الـ"سمك والبطاطا المقلية" في لانكاشير شمال غرب بريطانيا، 50 بنساً (0.5 دولار) على سعر الطبق البالغ حاليا 8.5 جنيه إسترليني.

ويوضح أنّ الأسماك أصبحت باهظة الثمن لدرجة أنّ عدداً من القوارب البريطانية لم يعد يُشغَّل لصيدها "بسبب سعر الوقود".

ويشير كذلك إلى أنّ الضريبة على القيمة المُضافة ستعود إلى 20% في أبريل، بعدما كانت خُفضت إلى 12.5% في فترة الجائحة.

قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، كان كروك يعتبر أنّ من بين حوالى 10 آلاف مطعم يقدم "السمك والبطاطا المقلية" في المملكة المتحدة، يواجه 3 آلاف منها خطر الإقفال في السنوات الخمس المقبلة. ويقول: "من المحتمل أن تقفل هذه المطاعم خلال الأشهر الستة المقبلة".

وتأمل بام في أن تساعدها سمعة مطعمها وجودة طبقها على اجتياز الأزمة. ولم تلجأ إلى رفع أسعارها بل "تراقب ما يفعله الآخرون"، إذ لا ترغب في خسارة زبائنها بسبب الأسعار المرتفعة.

وحلّ خبز الهمبرجر مكان الأسماك البيضاء داخل ثلاجاتها، فيما تُباع النقانق والهمبرجر الموجودة على قائمة الأطباق الخاصة بمطعمها بثمن أرخص من طبق "السمك والبطاطا المقلية".