الجمعة 17 مايو 2024 08:38 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

داعش يعلن عن زعيمه الجديد.. وتفاصيل مرعبة بشأن مستقبل التنظيم

أعلن تنظيم داعش اختيار"أبو الحسن الهاشمي" أميرًا للتنظيم خلفًا لـ"أبو إبراهيم القرشي" أو حجي عبد الله قرداش التركماني الذي قُتل في غارة أمريكية على مخبئه بأطمة السورية (ريف محافظة إدلب) قرب الحدود مع تركيا.

ولم يتم الكشف عن أي معلومات شخصية أو تنظيمية عن زعيم داعش الجديد خوفا من ملاحقته أمنيا.

من جانبه علق الباحث أحمد سلطان، المتخصص في شؤون الإرهاب على هذا الاختيار وتفاصيل ما لحق به، قائلا: إن اختيار خليفة داعش الجديد سبب حالة من الشقاق داخل مجلس شورى التنظيم وذلك لأن القيادي الذي يحظى بالزخم الأكبر حاليًا هو "زيد العراقي" وهو أحد القادة المعدودين المتبقين من أمراء الصف الأول داخل داعش وكان يتولى تولى إمارة ديوان التعليم داخل التنظيم سابقًا وحتى الآن لا يعلم الصف الداعشي هل هو الذي تم اختياره للمنصب ام شخص آخر وهو ما تسبب في جدل وشقاق داخل التنظيم حتى التاكد من المعلومة.

واضاف: " زيد العراقي" القيادي البارز بداعش، شغل مناصب بارزة في قيادة التنظيم كما أنه أحد حجاجي داعش (الأمراء العراقيين) الذين يتحكمون فعليًا في كل الأمور داخل التنظيم، كما أنه كان أحد أقرب المقربين من زعيم التنظيم الأسبق أبو بكر البغدادي ونائبه أبو محمد الفرقان، أمير ديوان الإعلام المركزي، وأمير اللجنة المفوضة في الربع الثالث من عام 2016 وشغل منصب أمير ديوان القضاء والمظالم الذي أنشأه التنظيم إبان فترة الخلافة المكانية (يونيو 2014: مارس 2019)، ثم شغل إمارة المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية والذي تأسس للإشراف على دواوين التنظيم الشرعية وهي المكتب الشرعي لإدارة المعسكرات، ومكتب البحوث والدراسات، وديوان الدعوة والمساجد، والمكتب الشرعي للواء الصديق المركزي- تابع لما يُعرف بجيش الخلافة تأسس في فترة أبو عمر البغدادي عام 2008-، ديوان القضاء والمظالم، وديوان التعليم، المكتب الشرعي لديوان الجند.

واختتم تصريحاته قائلا: ويبدو من خلال استعراض سيرة "زيد العراقي" الجهادية أنه أحد القيادات القليلة التي تحظى بالسمات المطلوبة لتولي إمارة خلافة داعش، في الفترة الحالية، لا سيما وأنه أحد القادة الشرعيين والتنظيميين القلائل الذين نجوا من الاغتيال أو قطع رأس القيادة، والذي يقوم بها التحالف الدولي لحرب داعش (عملية العزم الصلب) ضمن إستراتيجيته لإضعاف التنظيم والقضاء عليه، كما أنه ينتمي إلى جيل الجهاد العراقي المُخضرم داخل داعش، فضلًا عن تمتعه بقدر عالي من الغموض والسرية في العمل والحركة بما يجعل منه هدفًا صعبًا للتحالف.

من جانبه قال الباحث مصطفى امين عن اختيارات داعش لزعيمه الجديد: دلالات إختيار داعش الإرهابي لـخليفته الجديد، فى 27 أكتوبر 2019 قتل (أبى بكر البغدادى) خليفة داعش الأول فى بلدة بارشيا فى عملية عسكرية أمريكية فى شمال غربى سوريا وفى 3فبراير 2022م أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن مقتل (أبو أبراهيم الهاشمي) خليفة داعش السابق واليوم وفى 10 مارس أعلن داعش عبر ذراعه الإعلامية مؤسسة الفرقان الصوتية ومجلة النبأ ذراعه الصحفية وعبر متحدثه الرسمي الجديد أبى عمر المهاجر عن خليفته الجديد (أبا الحسن الهاشمي) فى إصدار حمل عنوان "فمنهم من قضى نحبه"، وهو ما يحمل العديد من الدلالات الهامة.

واضاف: أول هذه الدلالات عدم السرعة فى الإعلان عن الخليفة الجديد (أبا الحسن الهاشمي) ربما يعود الى حرص التنظيم الشديد على عدم الكشف عن شخصه وتوفير ملاذ أمن له،حتى لا يتكرر نفس خطأ التسرع فى الإعلان عن الخليفة السابق(أبو أبراهيم الهاشمي) الذى تم الإعلان عنه بعد 5 أيام فقط من قتل (أبى بكر البغدادى) خليفة داعش الأول،وهو ما أدى الى الكشف عن شخصيته وتتبعه وقتله فى وقت لاحق ثانياً أن اختيار (أبا الحسن الهاشمي) تم وفق ثلاث قواعد تنظيمية أولها اختيار مجلس شورى تنظيم داعش وثانيها بيعة أهل الحل والعقد وغالبيتهم من أهل العراق والشام وثالثها وصية (أبو أبراهيم الهاشمي) خليفة داعش السابق قبل مقتله، وهو ما اختلف قليلاً عن بيعة (الهاشمي) التى غلب عليها التسرع بإنعقاد سريع لمجلس شورى التنظيم وتوافق شيوخه بعد المشورة وهو ما أفرز أحدهم وهو عبدالله قرداش.

واستطرد مصطفى امين في تصريحاته قائلا: الخليفة الجديد شخصية عسكرية وأرجح أن يكون رئيس مجلس داعش العسكري وفق توصيف المتحدث الرسمى الجديد للتنظيم الذى وصفه بالمجاهد الجليل والسيف الثقيل وهو ما يؤكد على شخصيته العسكرية وثيقة الصلة بعمليات التنظيم الدموية فى العراق وسوريا وتواصله مع الولاة فى المناطق الجغرافية التى يتواجد بها داعش فى إفريقيا واسيا،وهو مايعنى موجات جديدة من دموية التنظيم الإرهابي القاتلة وتفعيل وتنشيط أوسع لعمليات الولايات وهو الامر الذى يجب الإنتباه له.

وواصل حديثه قائلا: تأخر الإعلان عن كنيته دون شخصه لمدة 35 يوم يعود غالباً الى توفير ملاذ أمن له وأخذ البيعة له فى الولاة وبالرغم من طول مدة عدم الإعلان عن خليفة داعش لم تتوقف الالة الإعلامية والقتالية للتنظيم واستمرت كافة الولايات فى عملياتها الإرهابية من وسط وغرب إفريقيا حتى وسط اسيا مروراً بالعراق وسوريا وهو ما يعنى أن التنظيم لا يعانى من حالة تفكك.

وعن هوية زعيم داعش الجديد ومن يتوقع أن يكون، أشار امين في حديثه قائلا: يبدو أن الخليفة الجديد (أبا الحسن الهاشمي) من الجيل المؤسس لتنظيم داعش حيث وصفه المتحدث الرسمي بـ"اهل السبق" على خلاف ما أشيع بأن جيل مؤسسي داعش قد انتهى بالقتل والسجن والاغتيال، وتعمد التنظيم تأجيل الإعلان عن شخصية الخليفة الجديد يعود فى الى إحداث حالة التخبط والاضطراب لخصومه وتوسيع دائرة التكهنات حول شخصه كما أن اختيار شخصية عسكرية يعني انه ستزيد عمليات التنظيم وتزيد شراسته ودمويته كما سيكون شعار التنظيم "السرية المطلقة" هى العنوان الأبرز لعمل قيادة التنظيم الإرهابي الجديدة والتى ستعمل على حصر المعلومات عنها فى "دائرة ضيقة" حتى لاتقع فريسة للإختراق ثم الإستهداف ، وسوف تعمل على انتاج استراتيجيات جديدة فى أعماله الإرهابية مع إستراتيجياته التقليدية القائمة على استنزاف الجيوش ومحاربة اقتصاديات الدول.