فتش عن البترول في كلمة السر الامريكية من العراق الي فنزويلا ؟

وهل يعفو ترامب عن رئيس مدان بجرائم عدة في تل ابيب ويسقط رئيس منتخب في كاركاس بادلة وهمية ؟

وهل يحتل ترامب فنزويلا عسكريا رغم تحفظ الكونجرس ؟

التاريخ يعيد انتاج نفسه في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض الامريكي وما اشبه الليلة بالبارحة في اختلاق حجج واسباب واهية ومزيفة لاحتلال الدول واستباحة اتراضيها وثرواته وهوما مهد له كولن باول وهانز بليكس وجون بولتون في بدايات الالفية الجديدة في اكذوبة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل والتي انتهت باحتلاله وسرقة نفط وثروات العراق واعادته الي عقودا من الزمان الي التخلف والضعف وتقسيم العراق طائفيا وهو ما يعاد انتاجه في فنزويلا اليوم والسبب الخفي الحقيقي هو النفط . يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد الله عبد السلام الخبير في العلاقات الدولية لو أن ما يحدث حاليًا فى فنزويلا جرى فى سبعينات أو ثمانينات القرن الماضى لانقلب العالم رأسا على عقب لكن التفرد الأمريكى وعدم استعداد أى دولة للدخول فى مشكلة مع ترامب جعل الخيال وربما الكابوس حقيقة حشود عسكرية أمريكية قرب سواحل فنزويلا.. مدمرات وسفن وطائرات حربية. تفجير قوارب الصيد بزعم تهريب المخدرات لأمريكا. إنذار من ترامب إلى رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو بمغادرة البلاد وإلا جرت الإطاحة به ردود الأفعال حتى من جيران فنزويلا أو تلك التى تشاركها الأيديولوجية اليسارية خجولة بل خائفة ترامب لا يُوقِر حليفا أو صديقا.. لا داعى لإغضاب الثور الهائج.

ويفند عبد السلام حجج وذرائع ترامب للتدخل العسكري رغم تحفظ الكونجرس علي اقتحام فنزويلا بحُُجة ترامب الأساسية وربما الوحيدة أن مادورو زعيم عصابة لتهريب الكوكايين إلى أمريكا كل الخبراء تقريبا نفوا الاتهام والرئيس الأمريكى نفسه تعهد قبل أيام بالعفو عن رئيس هندوراس السابق خوان هيرنانديز المحكوم عليه بالسجن ٤٥ عاما فى أمريكا بعد إدانته بتهمة إنشاء طريق سريع للكوكايين إلى أمريكا الادعاء العام الأمريكى قال إن هيرنانديز متواطئ مع بعض أخطر تجار المخدرات لإغراق أمريكا بالكوكايين ويتدخل بكل قوة للعفو كذلك عن نيتنياهو المدان والتي تجري محاكمته علي ذمة قضايا فساد عدة في تل ابيب والمطلوب من الجنائية الدولية علي ذمة الابادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة.

واشار عبد السلام ان هناك من يقول إنها السياسة فنزويلا منذ أيام الرئيس الراحل هوجو شافيز تناهض السياسة الأمريكية ومادورو يسير على نفس النهج المعارضة الفنزويلية رمت نفسها فى أحضان واشنطن لدرجة أن ماريا ماتشادو زعيمة المعارضة الفائزة بنوبل للسلام العام الحالى دعت صراحة إلى تدخل أمريكى لتغيير النظام لكن كل ذلك لا يفسر هذه الاندفاعة غير المسبوقة لغزو دولة والإطاحة برئيسها لا يبقى سوى البترول تلك السلعة التى يسيل لعاب ترامب وشركات البترول الأمريكية لها فنزويلا لديها أكبر احتياطى مؤكد منه فى العالم. يُقدر بـ ٣٠٣ مليارات برميل- حسب إحصاءات عام ٢٠٢٣. إنتاجها الآن يبلغ مليون برميل يوميا، وهو رقم منخفض بالقياس إلى سنوات مضت نتيجة نقص الاستثمار والمشاكل الفنية والعقوبات الأمريكية ترامب لا يفكر كرئيس بل كرجل أعمال وسمسار عقارات يتصور أن هذا الاحتياطى الهائل لو أصبح تحت السيطرة الأمريكية ماذا ستكسب أمريكا ويكسب هو شخصيا منه؟ قبل ٢٢ عاما غزا بوش الابن العراق بزعم وجود أسلحة دمار شامل، وهو ما تبين كذبه كان الهدف إسقاط صدام والسيطرة على البترول ترامب يكرر الجريمة وكما فشل بوش وانزلقت أمريكا فى الوحل فإن هذا ما سيحدث على الأرجح فى فنزويلا.