الجمعة 26 أبريل 2024 09:04 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المرأة والبيت

كيف يتأثر فنجان قهوتك بارتفاع أسعار البن عالميا؟

قبل أيام قليلة من بداية العام الجديد، حققت أسعار بن" الأرابيكا" ارتفاعا قياسيا بالبورصات العالمية، إذ وصل سعر العقود الآجلة في بورصة نيويورك لأعلى معدل منذ عام 1994، بحسب وكالة "بلومبرج".

تلك الزيادة مرجعها الطلب الكبير مقارنة بالنقص الكبير في المعروض؛ لتأثر كم المحصول بظروف مناخية في مناطق بأمريكا الجنوبية، ومع عوائق أخرى تتعلق بظروف الشحن والنقل، وصلت نسبة الزيادة هذا العام فقط لنحو 78%.

ومع اعتماد غالبية الدول على استيراد البن بأنواعه؛ لأن ظروف زراعته وإنتاجه لا تناسب غالبية المناطق، تتأثر أسعاره في الأسواق المحلية بالسوق العالمي.

ولجمهور كبير من المصريين يمثل "فنجان القهوة" طقسا صباحيا يصعب التنازل عنه، ويعتبر رفيقا للجلسات الهادئة مع العائلة أو الأصدقاء؛ لذا يثار التساؤلات عن انعكاس التغير العالمي على السوق المصري،

يقول شريف أبو شنب، أحد مستوردي المنبهات، أن بن الأرابيكا بالتحديد يحتاج لطبيعة زراعة خاصة تختلف عن كل أنواع وحبوب البن، فهو حساس للغاية لأي تغير بنسبة المطر (يحتاج مطر متوسط) وكذلك درجة الحرارة، ما أثر علينا بالتأكيد في الكمية التي نستوردها.

ويضيف أبو شنب، بأن الأرابيكا يعد من أجود أنواع البن، وصاحب نكهة مميزة عن غيره؛ لكن المشكلة الحالية والمتوقع أن تستمر، لفتت لحل هام وهو تهجين لشتلة الأرابيكا مع الروبيستا، والتي تتميز بمقاومة أكبر للظروف المناخية.

وعن مستوى تأثر السعر في السوق المحلي بالعالمي، يقول أبو شنب بالتأكيد سترتفع الأسعار لكن بنسبة أقل بكثير؛ لأن السوق المصري له طبيعة خاصة يدركها المورد، وهو أن الزيادات الكبيرة ستهبط بمعدلات البيع، وخاصة مع السلع التي لا تتحمل التخزين لفترة كبيرة، ومنها حبوب البن، فالحد الأقصى لتخزينه 3 أشهر.

وقال صاحب إحدى محلات البن، طلب عدم ذكر اسمه، بمنطقة الهضبة الوسطى بالمقطم، إن الغالبية من الموجود بالسوق المحلي يكون عبارة عن "توليفة" لأكثر من نوع من الحبوب الأرابيكا وغيره، لذا مع الزيادات المستمرة في أسعار البن، تكون السيطرة النسبية عليها أمر في المتناول.

وذكر أن عددا محدودا فقط من العملاء يطلق عليهم" الكييّفة" هم فقط من يهتمون بأن يتكون البن من نوع محدد مفضل لهم، وهو ما يكون في الغالب أكثر سعرا من التوليفة.

وعن تفاصيل التوليفة، يقول بأن نسبة الأرابيكا لا تتخطى في الغالب الثلاثين في المئة، والباقي يكون من حبوب أخرى من أهمها "الروبيستا" والذي يحقق توازنا نسبيا في الأسعار.

وعن مشكلات بالنقل والشحن الداخلي في مصر، قال إنها أثرت على سعر بن الروبيستا، والذي لم يشهد الارتفاع العالمي الملحوظ.

واليد الأخيرة في عملية توصيل فنجان القهوة، أجاب محمد، صاحب عربة تيك أوي للمفروشات الساخنة بمنطقة أكتوبر، الحمد لله التأثر عندنا في مصر مش كبير، خاصة مع الزيادات التي تصل للسلع الأخرى، فلم يعد ذلك يسبب مشكلة للزبون.

وذكر أن «السعر ارتفع في الشهرين الماضيين جنيها واحدا للكوب، وهو أمر بسيط بالنسبة للزبون؛ لكنه ضروري معنا كبعائين».

وأضاف محمد أن أهم عنصر في عملية السيطرة على السعر هو"شطارة المستورد" وذلك حسب تجربته، فهو يتعامل مع موردين سوريين، نحصل منهم عاى البضاعة بسعر مناسب، ما يمكننا من توصليها للزبون بسعر مقبول.

ومن أحد مقاهي منطقة إمبابة، يقول الحاج سعيد: "أنا أدرى بظروف زبوني فالجميع يهرب من مشكلات وضغوط اليوم بالقعدة على القهوة، فحرام نغلي الأسعار عليه".

وأوضح أن زيادة السعر تكون حتمية في بعض الأوقات، عندما يكون الفرق كبيرا، ونقص هامش الربح يصعب تحمله.

ويقول أبو عبدالله، أحد عملاء المقهى، الحل دايما هو الوسط، بمعنى أنه من الممكن أن يتحمل الزبون جزء من الزيادة في الأسعار، لكن ليست بشكل كبير، فوقتها يكون التضحية من أجل الأولويات. فبدلا من أن يشرب كوبين من القهوة يكتفي بواحد.